المهنة : حاقد على المغرب
مع تيلي ماروك
يعتقد كثير من الصحافيين أن التطاول على بلدان أخرى يجعل منهم إعلاميين عابرين للقارات، وأنهم حين ينالون من شعب آخر يبعد عنهم بآلاف الكيلومترات يسدون خدمة لبلدانهم، والحال أنهم يتحولون إلى كراكيز تحركها خيوط مثبتة بين أنامل أشخاص آخرين يمارسون عدوانهم من وراء الستار.
ليس فهد الشميري هو الوحيد الذي شتم المغاربة، ولن يكون الوحيد طبعا في ظل عقلية تجعل من بعض الصحافيين أبواقا لأسيادهم. الصحافيون العرب لا يترددون في الإساءة لبعضهم البعض، وحين يكتسبون مهارات عالية في جنس شعر النقائض، يوجهون أفواه مدافعهم صوب شعوب ظلت تصفها أدبياتهم بالأشقاء.
ولم يسلم المغرب من انتقادات الإعلام العربي والأجنبي، فقط يكفي أن تتوصل غرفة صحافيين في حالة استنفار بإشارة من أصحاب القرار لتتحرك آلة الشتم. فعلى امتداد السنوات تلقى المغرب أصنافا من الشتائم بسبب أو بدونه. الحملة الإعلامية تكون أحيانا خاضعة لقائد أوركسترا عبارة عن ضمير مستتر، أو من تلقاء نفس المعتدي وهذه حالات نادرة غالبا ما يتوخى منها أصحابها الشهرة، أو الهجوم الذي يراد منه الجلوس حول طاولة المفاوضات.
لكن الحملات التي يطلقها بعض المسخرين للإساءة للوطن، بشكل شبه يومي أضحت مبعثا لملل متابعي الحركة الإعلامية، وما كانت لتثير انتباههم لولا تزامنها مع غيمة القلق الجاثمة فوق سماء علاقات البلدين. تصر الجهات الرسمية على التعامل مع هذه الغارات بمنطق المتجاهل لهذه الحملات، انعكاسا لموقف قيادتها.
قد يقضي المرء أياما وهو يحرر بيانات الحقيقة ردا على المتحرشين بالبلد، لذا يكون العمل بمبدأ «كم حاجة قضيناها بتركها»، هو الأنجع، سيما في ظل تحصن المعتدين في بيوت من زجاج، وفي ظل صمت التنظيمات الحريصة على حفظ الصحافة من مكروه الانبطاح وسكوت «صحافيون بلا حدود» عن هذه الانفلاتات التي تضرب أخلاقيات المهنة أولا وتسمم العلاقات التاريخية بين البلدان، وتعطل العمل بعبارة «البلد الشقيق».
فهد الشميري.. قط يحاكي صولة فهد
في ظل الصمت الرسمي يواصل بعض الصحافيين السعوديين غاراتهم على المغرب، حتى في ظل انشغال الجميع بجائحة كورونا يصر الصحافي السعودي وأشباهه على القصف لمجرد توصله بإشارة من أسياده.
في شريط فيديو على «اليوتيوب»، اختار الإعلامي السعودي فهد الشميري، وهو في عزلته الاعتداء اللفظي على المغاربة، حين تحول إلى خبير في علم مضاعفات الأوبئة على اقتصاد الشعوب، وقال إن اقتصاد المغرب قائم على «السياحة الجنسية»، وهو ما أثار جدلا واسعا في المغرب، حيث صنف في خانة الإساءة مع سبق الإصرار والترصد.
ويأتي هجوم هذا الصحافي السعودي على المغرب تزامنا مع التوتر الحاصل في العلاقات بين البلدين، وأخطر من كل هذا أن تقوم قناة «العربية» التي يوجد مقرها في الإمارات بنشر هذا الشريط القدحي، على حسابها بـ«تويتر»، وكأنه رأي خبير في علم الأوبئة.
يقول الشميري إن الحكومة المغربية تقدم أرقاما مغلوطة للمواطنين عن حصيلة ضحايا كورونا، وتحدثت القناة في تقريرها عن معطيات حول أعداد الوفيات والإصابات، وقالت إن الفيروس تسبب في وفاة المئات وإصابة الآلاف.
لم يحترم فهد حرمة شهر رمضان ولم يعر أدنى اهتمام للجائحة، فبينما يتبادل المسلمون التهاني، شرع في النيل من المغرب والإفتاء في اقتصاده والتنكيل بنسائه، وقال بدون استحياء إن عائدات السياحة لا تساوي شيئا «وقد كان على المغرب أن يطور الصناعات وأن يستغل أراضيه الفلاحية. فالسياح لا يصنعون غير القدوم للتبول». كما وصف الجالية المغربية المقيمة بالخارج بالهاربين من بلدهم، ونساء يشتغلن في الدعارة.
لهذا الصحافي سوابق في شتم المغرب، فقد سبق له أن اتهم بلادنا بالسطو على الصحراء، طالبا ود الجزائريين، وقبل سنة وصف الفلسطينيين بالشحاذين والمسجد الأقصى بالمعبد اليهودي، وهي الشتائم التي قالت السلطات السعودية إنها أحالته بسببها على التحقيق، وهو التحقيق الذي لم يسفر عن شيء طالما أن هذا الشخص الذي نهل من شعر الصعاليك «اتخذ من شتم الدول والتعريض بشعوبها هوايته المفضلة، أمام الصمت الغريب لسلطات بلاده»، كما تقول أصوات تصدت لغارته.
إيريك لوران.. حكاية عملية ابتزاز مع سبق الإصرار
ما زال الصحافيان الفرنسيان إيريك لوران وكاثرين غراسيي تحت المراقبة القضائية، إثر اعتقالهما في باريس وإدانتهما بتهمة ابتزاز الملك محمد السادس. وطلب الصحافيان من الملك ثلاثة ملايين أورو مقابل عدم نشر كتاب.
ووضع القصر دعوى لدى الشرطة الفرنسية، عندما اتصل إيريك لوران بالديوان الملكي، وعرض عدم نشر الكتاب مقابل مبلغ مالي مهم. وحسب رواية إيريك دبون موريتي، محامي القصر الملكي، توجد تسجيلات تثبت الابتزاز وتقديم تسبيق قدره 80 ألف أورو للصحافيين والاتفاق على مبلغ مليوني أورو لعدم نشر الكتاب، وهو ما دفع بالشرطة إلى اعتقالهما مباشرة بعد لقائهما بمحامي القصر في باريس.
وبعد يومين من الاستنطاق والتحقيق، أفرج القضاء الفرنسي عن الصحافيين مع المراقبة الدائمة وشرط عدم اتصالهما بالمعنيين بهذا الملف، حفاظا على سير التحقيق العادي وسريته. وحاول محامي الصحافية كاثرين سل شعرة موكلته من الفضيحة، إلا أنه ووجه بمكالماتها وعروضها لوقف طبع الكتاب.
وندد صحافيون فرنسيون بما أقدم عليه لوران وغراسيي من ابتزاز ملك المغرب، وفي المقابل انبرى آخرون للدفاع عنهما، والغريب أن يتطوع صحافي مغربي مثل عمر بروكسي للدفاع عن كاثرين منوها بمهنيتها.
ونفت وزارة الدفاع الفرنسية تسليمها أي معلومات إلى لوران عن المغرب لتضمينها في كتابه والذي كان يعتزم نشره، ودعت النائبة الأوربية رشيدة داتي الصحافيين الفرنسيين إلى التحلي بـ«قليل من الحياء»، وترك العدالة تقوم بعملها.
ووصفت وزيرة العدل الفرنسية السابقة في تصريحات صحفية هذه القضية بــ«الخطيرة جدا»، مشيرة إلى أن ما وقع يشكل فضيحة: «لا ينبغي أن نفاجأ من مقت الفرنسيين للصحافيين»، معتبرة أن أساليب هذين الصحافيين خطيرة للغاية، خاصة وأن المنطقة حساسة من حيث انعدام الأمن وتنامي الإرهاب، على حد تعبير الوزيرة الفرنسية السابقة، التي أضافت أن الإغراء والمساومة ليسا جزءا من مهنة الصحافة، مذكرة بأن إيريك لوران وكاثرين غراسيي اعترفا بطلبهما أموالا من المغرب، مقابل عدم نشر كتاب حوله.
ومن المفارقات الغريبة أن إيريك لوران كان صديقا للملك الراحل الحسن الثاني، وهو الذي أصدر عام 1993 أحد أشهر كتبه في المنطقة العربية «ذاكرة ملك»، عبارة عن سلسلة مقابلات أجراها مع الملك المغربي الراحل الحسن الثاني، وتطرقت إلى مسار الملك وأهم التحديات التي واجهها في فترة حكمه الطويلة.
أرقام وهمية عن السيدا في المغرب تنهي عمل أماني الخياط في فضائية مصرية
لم تكن المنشطة التلفزيونية، أماني الخياط، تعتقد أن تدخلا منفلتا على الهواء مباشرة سيقودها للمثول أمام النيابة العامة المصرية، بعد تحريك تحقيق قضائي بشأنها عقب إساءتها للمغرب والمغاربة ضمن برنامجها «صباح أون»، الذي كانت تقدمه من على تلفزيون «أون تي في» الفضائي.
قالت مضامين الشكاية التي وضعها محام اسمه محمد إمام لدى محكمة جنوب الجيزة، ضواحي العاصمة القاهرة، إن التصريحات الموثقة للمشتكى بها، بالصوت والصورة، هي أكثر من مخالفة، «هي إرهاب إعلامي».
وينص التشريع المصري على أنه «يعاقب بالحبس أو الغرامة.. كل من عاب بإحدى الطرق ملكا أو رئيس دولة أجنبية»، ما يجعل أماني الخياط في حالة تقرير متابعة ضمن جلسات عمومية، في قضية سالبة للحرية.
وكانت المنشطة الصحافية المصرية قد قصفت المغرب دون سابق عداء، ضمن برنامجها الذي أوقفت من تقديمه، وقالت إن وضعية المغرب تشهد على رتبته المتقدمة في عدد المصابين بداء فقدان المناعة المكتسبة «السيدا»، واعتماد اقتصاده على العائدات المالية لأنشطة الدعارة، وذلك وفق تعبيرها عن رؤيتها للوضع بالمملكة.
لم تتوقف الخياط عند هذا الحد، وهي تقول إن «دور المغرب ملتبس بخصوص تعاطيه مع الحراك العربي الذي شهدته المنطقة، إذ لم ينتظر أن تقترب نار الثورات من تلابيبه، حيث سارع إلى إحضار إسلاميين إلى الحكم عندما رأى البلدان العربية الأخرى قد أتت الثورات بإسلامييها للسلطة».
وسبق لمالك قناة «أون تي في»، رجل الأعمال المصري نجيب ساويرس، أن طرد الإعلامية المصرية أماني الخياط من قناته بعد توجيهها لإهانات، حيث قدمت أحكاما بلا سند، مما أثار أزمة حقيقية دفعت بمالك القناة إلى الاعتذار لسفارة المغرب بالقاهرة، وطرد أماني الخياط التي التحقت بعد ذلك بقناة «القاهرة والناس» التي أقدمت بدورها على طردها، بعدما تأكدت من أن هذه الإعلامية تخصصت في إفساد علاقات مصر مع الدول العربية، بعد أن فتحت جبهات أخرى مع دول تعتبرها مصر «شقيقة».
محمد حسنين هيكل.. حكاية عداء «حاطب الليل» مع المغرب
ذات يوم جلس محمد حسنين هيكل أمام معد ومقدم برنامج «شاهد على العصر» ليقول على قناة «الجزيرة» إن «الأمير الحسن لم يكن بعيدا عن عملية خطف القادة الجزائريين»، وإنه هو الذي أبلغ الفرنسيين عن طائرتهم التي خرجت من المغرب يوم 22 أكتوبر 1956، ليتم اختطافها.
جاء رد المؤرخ عبد الهادي بوطالب، مستشار الحسن الثاني وأستاذه السابق في حوار صحفي، قال فيه إن الصحافي المصري يلفق أكثر مما يدقق. «أرى أن نسبة التلفيق تهيمن على نسبة التدقيق في كلامه. وله قدرة على الجمع بين الشيء ونقيضه»، مضيفا أن هذا كلام عار من الصحة، «إن القادة الجزائريين الذين كانوا ضيوفا عند محمد الخامس ليسوا مناوئين للمغرب أو لهم عداء ضده حتى يدبر لهم الحسن الثاني مكيدة ما، والمغرب في تلك الفترة كان يدعم الثورة في الجزائر ويتعاون مع قادتها في معركة التحرير من الاستعمار الفرنسي. ولهذا، فأنا أقول إن هيكل يشبه إلى حد بعيد «حاطب ليل»، وأنا أرثي له».
كان هيكل دائم التردد على مجالس الحسن الثاني، سواء رفقة الرئيس جمال عبد الناصر الذي كان هيكل مقربا منه، أو لوحده، بل إن الصحافي قام عام 1976 بوساطة بين المغرب والجزائر، حين احتدم صراع الجارين حول قضية الصحراء. «استقبله الملك الحسن الثاني بفاس واستضافه لعشاء، ثم طار هيكل إلى الجزائر لغرضين، استكمال أعمال الوساطة، وتسجيل حوارات مطولة مع هواري بومدين لم يكتب لها أن تنشر قط»، يقول المؤرخ السابق للمملكة.
في مذكراته «ذاكرة ملك» وحين حديثه عن حسنين هيكل الذي لم يقدر مستلزمات الضيافة ولا مقتضيات الوساطة لما أسره للصحافة الجزائرية، تطرق الحسن الثاني لهذه النازلة، مؤكدا أن هيكل قال للصحافي الجزائري سعد بوعقبة إن «الحسن الثاني ليس ذكيا كما يسوق المقربون منه، وإن ذكاءه يكمن في غباوة المحيطين به».
ويضيف بوطالب: «أرجع إلى ما قاله هيكل عن زيارته إلى المغرب رفقة الرئيس المصري جمال عبد الناصر سنة 1969. لقد زعم أشياء غريبة خلال زيارته إلى المغرب، جاء فيها أنه بينما هو نائم في غرفته بفندق هيلتون بالرباط، إذا بشخص يطرق عليه الباب في وقت متأخر من الليل، ويطلب منه أن يرافقه إلى خارج الفندق ليبوح له بسر».
حسب هذه الرواية، فقد خرج هيكل مع هذا الزائر الليلي ووجد في انتظاره أربعة من الضباط المغاربة الذين كشفوا له عن هذا السر، وهو أنهم يخططون لقلب نظام الحسن الثاني، وأنهم سيفعلون في المغرب ما فعله العقيد معمر القذافي في ليبيا وجمال عبد الناصر في مصر. والمثير في هذه الرواية أن هيكل ظل يحتفظ بها في نفسه ولم ينشرها إلا بعد أن وقع انقلاب الصخيرات».
قصص هيكل عن المغرب والحسن الثاني بلغت قمتها، عندما قال إن ملك المغرب سمح للأجهزة الأمنية الإسرائيلية وعلى رأسها الموساد، بأن تتابع تفاصيل مؤتمرات القمم العربية والإسلامية التي انعقدت بالمغرب.
زلة لسان أحرضان في حوار مع «إلباييس»
أكبر تراجع في سلم الاستوزار هو الذي ضرب المحجوبي أحرضان، الذي تقلد وظائف حكومية عديدة، حيث عين واليا على الرباط بعد الاستقلال مباشرة، وشارك في ثماني حكومات مغربية ومن بين الوزارات التي تقلد: وزارة الدفاع في أول حكومة يشكلها الملك الحسن الثاني، وقضى في المنصب بين 1961- 1964، قبل أن يحال على وزارة الفلاحة والإصلاح الزراعي، ثم عين وزير دولة مكلفا بالبريد والمواصلات في حكومة أحمد عصمان عام 1977. وعين وزيرا للتعاون في حكومة المعطي بوعبيد عام 1979، كما عين وزير دولة في حكومة محمد كريم العمراني عام 1983، بصفته زعيم حزب.
أثناء مجلس حكومي عقد غداة إحدى المعارك التي كانت تدور رحاها في الصحراء، خلال بداية الثمانينات من القرن الماضي، تدخل الوزير المحجوبي أحرضان الذي كان حينها كاتب دولة مكلف بالتعاون الدولي، وقال: «عطيوني كتيبة ديال العسكر ونهنيكم من هاد المشكل ديال الصحراء»، قبل أن يذكر الحاضرين بما قام به لوقف التمردات التي شهدتها البلاد حين كان وزيرا للدفاع.
ابتلع الوزير لسانه لفترة قصيرة قبل أن يغضب القصر من جديد، من خلال حوار أجراه مع صحيفة «إلباييس» الإسبانية قال فيه ما معناه إن «العقد اللي بيننا وبين الملك هو عقد البيعة، وخاص كل طرف يحترم هاد العقد». وأضاف في حوار مع مراسل جريدة «إلباييس» الإسبانية في المغرب ويدعى دومينغو، تحدث فيه بجرأة كبيرة قائلا: «إن المغرب مهدد بكوارث سيكون وراءها كديرة بدرجة كبيرة»، مشددا على أنه «حين ستتعرض الملكية للتهديد سيفر محيط الملك إلى سويسرا». يقول لحسن بروكسي: «قدر لي أن أحضر جلسة الحوار هاته، والتي تمت في بيت أحرضان الذي لم يتوقف عند هذا الحد، بل زاد من لهيب الخلاف حين فجر الرجل قضية ارتشاء في ما يعرف بفضيحة قطاع البريد والتلفون والتلغراف. ورطني حضوري الحوار المثير للجدل في تهمة المشاركة رغم أنني كنت مجرد ضيف، وبدأ البصري يبحث عن مخرج من الورطة التي أغضبت الملك، الذي رفض نشر غسيل المغرب على سطح جارتنا. استدعاني البصري إلى بيته من أجل استطلاع رأيي في قضية «إلباييس»، اعترضت على بيان حقيقة حررته مصالح الداخلية، أطلعني عليه الوزير لإبداء وجهة نظري، بعد أن سلمه إلى أحد الصحافيين من أجل تعميمه على الصحف، تبين لي أن البيان يتهم أحرضان ويورطه في القضية».
طرد مدير وكالة الأنباء الفرنسية في عهد اليوسفي
في نونبر من سنة 2000، أعلنت إدارة وكالة «فرانس برس» عن قرار السلطات المغربية القاضي بسحب تصريح العمل من مدير مكتب الوكالة في الرباط، المسمى كلود جوفينال، مضيفة أن الأمر تعدى السحب إلى مطالبته بالمغادرة الفورية للبلاد في ظرف لا يتعدى 72 ساعة.
فوجئ برنار إيفينو، رئيس مجلس إدارة الوكالة، بفاكس من وزارة الثقافة والاتصال، يتضمن قرار سحب تصريح العمل من زميله جوفينال (56 عاما)، دون أن توضح الوزارة أسباب سحب الترخيص.
على الفور كتب برنار رسالة جوابية إلى الوزير المغربي تتضمن احتجاج الوكالة على القرار، واصفة إياه بالموقف «الخطير جدا وغير المألوف وتعد واضح على حرية الإعلام». في الرباط وجهت المصالح الأمنية للعاصمة دعوة لجوفينال، مدير وكالة الأنباء في المغرب منذ 1996، وتم إشعاره من طرف عميد قسم الاستعلامات بضرورة مغادرة التراب الوطني، دون أن يقدم له مبررا للترحيل، مكتفيا بالقول إن الطرد ناتج عن سحب ترخيص العمل. طالب المدير بمهلة لترتيب أموره، لكن العميد رفض ووقف لمصافحة الصحافي الفرنسي.
كانت وزارة الداخلية غاضبة من تقارير جوفينال، خاصة في تعاطيه مع الشأن السياسي المغربي، لكن النقطة التي أفاضت الكأس هي طريقة تغطية قضية النقيب مصطفى أديب الذي وجه اتهامات إلى الجيش المغربي، وتغطية الوكالة الفرنسية لوقائع محاكمة أديب، بل وأسهبت في تحليل العقوبة الصادرة في حقه. في واقع الحال كان مبعث غضب وزارة الداخلية قبل وزارة الاتصال، هو اعتماد الوكالة بانتظام على الجمعية المغربية لحقوق الإنسان كمصدر خبر وحيد.
في رسالته الاحتجاجية أشار رئيس الوكالة في باريس إلى أنه خلال حكم العاهل المغربي الراحل الملك الحسن الثاني، طردت السلطات الأمنية المغربية مراسلين للوكالة في الرباط، هما بيار دوبليه وجانماري ويتزيل، بتهم التخابر مع جهات معادية للنظام.
صحافي عراقي يرفع «كوطته» بسبب هدية من محمد الخامس
في شهر يناير سنة 1960 حل الملك محمد الخامس ببغداد، في رحلة قادته إلى الشرق الأوسط، وكان برفقته ولي عهده مولاي الحسن ووفد رفيع المستوى من بين أعضائه الجنرال محمد أوفقير، وسجل مطار العاصمة العراقية حضور الزعيم عبد الكريم قاسم، رئيس الوزراء، ووفد مكون من كبار الشخصيات العراقية، بل إن قاسم ألقى قصيدة رحب فيها بالضيف المغربي.
تحدث محسن حسين، الكاتب الصحفي العراقي، في جزء من كتابه «من أوراق صحفي عراقي» عن الزيارة التي قام بها محمد الخامس إلى العراق، وأشار إلى حكاية هدية قدمها له العاهل المغربي، عبارة عن ساعة ثمينة. يقول الصحافي الذي شغل منصب سكرتير تحرير المجلة الأولى في العراق، مجلة «ألف باء» الأسبوعية لمدة 15 عاما: «من المواقف المحرجة في حياتي الصحفية، أنني رفضت هدية من ملك عربي دون مراعاة البروتوكول والقوانين العراقية، كان ذلك عام 1960 حين زار العراق ملك المغرب محمد الخامس، رافقته طيلة زيارته إلى العراق وقمت بتغطية أخبار الزيارة في أنباء نقلتها وكالة الأنباء العراقية التي كنت أعمل فيها، وبعد انتهاء الزيارة بعث إلي السفير المغربي آنذاك الفاطمي بن سليمان هدية من الملك عبارة عن ساعة يدوية ثمينة، اعتبرت أن قبولها يعد جرما يتعارض مع التقاليد الصحفية، لم أنم ليلتها وكنت في حيرة من أمري، فأنا كنت أبحث عن صيغة لإعادة الهدية إلى السفير، لكن جاء الإنقاذ من المغرب بعد أن ضرب زلزال مدمر مدينة أكادير بعد أيام، نظمت حملات تضامنية مع منكوبي الزلزال، لاحت لي فرصة إعادة الساعة ورحت أكتب رسالة إلى السفير المغربي أطلب منه قبول الساعة الثمينة مساهمة في المجهود التضامني، بعثت الرسالة إلى السفارة بواسطة أحد الموظفين وشعرت بالراحة. في اليوم التالي التقيت بعلي عباس، الذي كان يعمل في صحيفة «عراق تايمز»، وشمر على ساعده ليكشف لي عن الساعة ذاتها التي أعدتها إلى السفير، وقال إنها الهدية التي رفضتها، وحين التقيت بسفراء في العراق أجمعوا على كوني ارتكبت خطأ دبلوماسيا عندما أعدت الهدية، وكررت الخطأ حين تبرعت بها».
علاء صادق يفتقد الصدق في تحليل المشهد الكروي المغربي
لأنه متيم بالأهلي المصري، فإنه لا يتردد في الدفاع عن هذا الفريق حتى ولو تطلب الأمر الدوس على أعراف الصحافة وأخلاقياتها، هذا هو حال الإعلامي المصري علاء صادق الذي لا تلوح فرصة مواجهة رياضية مغربية مصرية، إلا ويوجه فوهة مدفعه إلى المغرب.
لهذا المحلل سوابق في إدانة المغاربة، حيث سبق له أن شتم الحكم المغربي عبد الرحيم العرجون، ووصفه بـ«الوقح» و«الفاجر» و«الأعرج» و«الوضيع»، وذلك بسبب إدارته لنهائي دوري أبطال إفريقيا لكرة القدم بين النجم الرياضي الساحلي التونسي والأهلي سنة 2007، وهو النهائي الذي انتهى بتتويج الفريق التونسي.
ولم يتوقف علاء صادق عند هذا الحد، بل اتهم العرجون بتقديم «المتعة في المغرب» لكاتب رياضي سعودي هو طلال الحمود، وذلك بعدما دافع هذا الأخير عن العرجون، وكتب في عموده أن الشتائم الذي صدرت عن صادق ليست مقبولة.
افتقد الصحافي المصري كل أدوات المهنية وتخلى عن ضميره، بل إن رئيس الجمعية المغربية للصحافة الرياضية بدر الدين الإدريسي دعاه لترك مجال الصحافة لأصحابه، «ندعو الدكتور علاء لأن ينسحب في صمت، ويعود إلى طبه إن كان يتذكر منه شيئا، فأما الصحافة وأما السينما فإنهما منه براء»، وذلك في إشارة إلى المهنة الأصلية لعلاء صادق.
في آخر خرجاته وجه علاء طعنة للوداد، حين ادعى أن محكمة «الطاس» ستمنح قريبا جدا لقب 2017 للأهلي، وأن السكرتير السابق لـ«الكاف» الراحل عمرو فهمي يستحق أن تقيم له رابطة مشجعي الأهلي حفلا كبيرا، اعترافا بدوره في إعادة الكأس المسروقة. ويضيف: «القصة رهيبة جدا جدا، فاكرين ماتش الأهلي والوداد في نهائي دوري إفريقيا 2017، أبشركم سيحول اللقب للأهلي».
قال علاء: «الوداد سارق للقب الأهلي خلال سنة 2017، والرجاء فريق تعبد أمامه الطرق للفوز بلقب العصبة، و«الكاف» هو تجمع للقراصنة والناهبين»، ولم يستثن من غاراته الحكم الدولي المغربي رضوان جيد، وفوزي لقجع، رئيس الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم، دفاعا عن الأهلي. رد المحلل الرياضي منصف اليازغي على ادعاءات علاء عبد الصادق، وقال إنه يفتقد للصدق وإن كلامه يفرض تحقيقا كي لا ينتعش من المزايدات.