رجل أعمال بتزنيت يصيد الغزلان في عز حالة الطوارئ
مع تيلي ماروك
بعد مطاردة ليلية على طريقة الأفلام الهوليودية بالمسالك الطرقية الصعبة والجبال، تمكنت عناصر من الدرك الملكي بمركز «أنزي» بإقليم تيزنيت، من اعتقال رجل أعمال رفقة اثنين من عماله، بتهمة القنص الجائر للغزلان ليلا بواسطة سلاح ظاهر «بندقية» وخرق حالة الطوارئ الليلية، وأمرت النيابة العام لدى المحكمة الابتدائية بتيزنيت بوضعهم رهن تدابير الحراسة النظرية، ومتابعتهم في حالة اعتقال.
وتعود تفاصيل هذه القضية إلى ليلة يوم 4 ماي الجاري، عندما توصلت مصالح الدرك الملكي بمكالمة هاتفية من قائد قيادة أنزي، مفادها أن أشخاصا على متن سيارة رباعية الدفع قاموا بإطلاق طلقات نارية بواسطة بندقية صيد على مستوى مركز جماعة «تافراوت المولود» التابعة لقيادة أنزي، ولاذوا بالفرار عبر مسالك طرقية صعبة. وبعد التنسيق وتبادل المعلومات مع السلطة المحلية وأعوانها، تم تحديد مكان تواجد السيارة بضواحي مركز «اثنين أداي»، حيث قام ركاب السيارة بإطلاق عيارات نارية للمرة الثانية، وتوجهوا إلى مركز آيت أحمد عبر طريق غير معبدة.
وحسب مصادر أمنية، فقد تمت مطاردة السيارة من طرف وحدات الدرك والسلطة المحلية بالمراكز المجاورة على مدى ثلاث ساعات تقريبا، حيث قام سائق السيارة وركابها بتغيير الاتجاه نحو شتوكة أيت باها عبر مسالك طرقية غير معبدة، وبعد ملاحقتهم من طرف عناصر الدرك، واعتراض سبيلهم، قام سائق السيارة بالزيادة في السرعة، ما أدى إلى انفجار عجلتها بعد الاصطدام بحاجز صخري، واستقرت السيارة وسط أشجار الأركان، حينها استسلم سائق السيارة وأحد مرافقيه، حوالي الساعة الواحدة ليلا، بعد تشديد الخناق عليهم من كل الاتجاهات، وإثر القيام بحملة تمشيطية واسعة النطاق، عثر رجال الدرك الملكي على صندوق يحتوي على أكياس بلاستيكية ملطخة بالدماء.
وبعد تفتيش رجل الأعمال الموقوف المسمى «ع.أ.ع» رفقة مساعده «ع.أ»، عثرت عناصر الدرك بحوزة المتهم الأول على ظرف داخله مبلغ مالي قدره 40 ألف درهم، وعلى دفتر شيكات، فيما لم تعثر على أي شيء بحوزة المتهم الثاني، وبعد مطالبتهما برخص استثنائية للتنقل، تبين أنها صالحة لمغادرة مقر سكناهما، بينما تنقلهما ليلا يشكل خرقا لحالة الطوارئ الصحية. وبعد ربط الاتصال بوكيل الملك لدى المحكمة الابتدائية بتيزنيت، أعطى تعليماته بوضعهما تحت تدابير الحراسة النظرية، وتعميق البحث في هذه القضية.
وأثناء الاستماع إليه من طرف الضابطة القضائية للدرك الملكي، اعترف رجل الأعمال البالغ من العمر 41 سنة، بأنه قدم من مدينة بيوكرى حيث يتواجد مقر سكنه على متن سيارة رباعية الدفع، ويرافقه المتهم الثاني المزداد بدولة هولندا، ويبلغ من العمر حوالي 36 سنة، والذي يعمل لديه سائقا بشركته المتخصصة في تلفيف الخضر وتصديرها، وكذلك شخص ثالث يسمى «م.أ»، الذي يعمل ميكانيكيا بالشركة نفسها، وتوجهوا جميعا إلى محمية للصيد يكتريها بمنطقة «تيغمي»، قصد إطعام الوحيش بالحبوب، واعترف، أيضا، باصطياد غزالة واحدة فقط بعد إطلاق الرصاص عليها من بندقية للصيد كانت بحوزته، مشيرا إلى أنه وضع الغزالة بالصندوق الخلفي للسيارة، وتخلص منها بالطريق بعدما تمكن من الإفلات من دورية متكونة من عناصر القوات المساعدة، كما صرح بإخفاء بندقية الصيد، بمنحها لمرافقه الثالث، وطلب منه مغادرة المكان قبل وصول الدرك.
وفي اليوم نفسه، وعلى ضوء تصريحات المتهم، تجندت دورية مكونة من عناصر الدرك والمياه والغابات والسلطات المحلية وأعوانها وكذا عناصر من القوات المساعدة، من أجل القيام بحملة تمشيطية واسعة النطاق بالمسالك والطرق التي مرت منها السيارة، حيث تم العثور على غزالين اثنين، تظهر عليهما إصابات بطلقات نارية، تم تسليمهما لإدارة المياه والغابات بتعليمات من النيابة العامة، كما عثرت عناصر إدارة المياه والغابات على غزال ثالث مصاب على مستوى قائمه بطلق ناري، كما أمرت النيابة العامة بحجز بندقية الصيد المستعملة في اصطياد العزلان، وذلك بعدما سلم المتهم الثالث نفسه لمصالح الدرك، وأحضر معه البندقية وست خراطيش كانت بحوزته بعد فراره من مكان توقيف سيارة رجل الأعمال.