الانتخابات الأوروبية تعبد الطريق أمام اليمين المتطرف لاكتساح أوروبا
مع Télé Maroc
سجل اليمين المتطرف صعودا ملحوظا في أوروبا خلال انتخابات البرلمان الأوروبي، حيث تقدم على حزبي الرئيس إيمانويل ماكرون والمستشار أولاف شولتز في كل من فرنسا وألمانيا، وفق التقديرات الأولية لاستطلاعات الرأي، فيما احتفظت كتل الحزب الشعبي الأوروبي (يمين) مع الاشتراكيين والديمقراطيين و"تجديد أوروبا" (وسطيون وليبراليون) مجتمعة بالغالبية في البرلمان الأوروبي رغم التقدم الكبير لليمين المتطرف، كما تصدر اليمين نتائج الانتخابات الأوروبية في إسبانيا متقدما على الحزب الاشتراكي بزعامة رئيس الوزراء بيدرو سانشيز، فيما حقق اليمين المتطرف بعض المكاسب. وبحسب النتائج الرسمية، حصل الحزب الشعبي، التشكيل الرئيسي للمعارضة الإسبانية، على نحو 34 في المائة من الأصوات و22 مقعدا في البرلمان الأوروبي مقارنة بنحو 30 في المئة من الأصوات و20 مقعدا للاشتراكيين.
وتصدر حزب "إخوة إيطاليا" (فراتيلي ديتاليا) اليميني المتطرف الذي تتزعمه رئيسة الوزراء جورجيا ميلوني نتائج الانتخابات الأوروبية في إيطاليا، بحصوله على ما لا يقل من 27 في المئة من الأصوات، وفق استطلاعات نشرت بعد إغلاق صناديق الاقتراع، وحل الحزب الديمقراطي (يسار الوسط)، حزب المعارضة الرئيسي، في المرتبة الثانية بحصوله على أكثر من 23 في المائة تليه حركة خمس نجوم الشعبوية بقيادة رئيس الوزراء السابق جوزيبي كونتي بنسبة تناهز 11 في المئة، وفق الاستطلاعات التي أجريت لصالح وسائل الإعلام الإيطالية الرئيسية، خصوصا "راي" و"ميدياست" و"سكاي تي جي 24" و"لا7".
وعلى ضوء النتائج الأولية للانتخابات الأوروبية أعلن الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، مساء أول أمس الأحد، حل الجمعية الوطنية في البلاد (البرلمان) وتنظيم انتخابات جديدة، ستجرى الجولة الأولى منها في 30 يونيو الجاري، مؤكدا أن قرار حل البرلمان الفرنسي جاء بعد نتائج الانتخابات الأوروبية، وقال "نتائج انتخابات الاتحاد الأوروبي ليست جيدة للأحزاب التي تدافع عن أوروبا، ولا تصب في مصلحة حكومتي"، فيما أشار الرئيس الفرنسي إلى أن "صعود القوميين في الانتخابات الأوروبية يمثل خطرا على بلدنا وأوروبا"، على حد قوله،
وعلى الرغم من الفوز الكبير لليمين الأوروبي في كل من فرنسا وألمانيا وإسبانيا وإيطاليا واليونان، إلى أن تلك النتائج لا تمنحه حق تشكيل الأغلبية، حيث احتفظت مجموعات الحزب الشعبي الأوروبي (يمين) مع الاشتراكيين والديمقراطيين و"تجديد أوروبا" (وسطيون وليبراليون) مجتمعة بالغالبية في البرلمان الأوروبي، ومع 181 مقعدا متوقعا للحزب الشعبي الأوروبي و135 للاشتراكيين والديمقراطيين و82 لـ "تجديد أوروبا" (رينيو يوروب) تشكل هذه الأحزاب "الائتلاف الكبير" الذي ستحصل في إطاره التسويات في البرلمان الأوروبي، مع جمعها 398 مقعدا من أصل 720