هكذا سقط 60 طبيبا في المعركة ضد كورونا بالمغرب
مع تيلي ماروك
يواصل فيروس «كورونا» حصد المزيد من أرواح الأطباء في القطاعين العام والخاص، والأطر الصحية التي توجد في الخطوط الأمامية لمواجهة الوباء. فقد كشفت مصادر صحية أن نسبة الوفيات في صفوف الأطباء قد بلغت 0,2 في المائة، وهي الوفيات المرتبطة بالتعرض للإصابة بفيروس «كورونا» المستجد.
وأشارت المصادر إلى أن عدد الوفيات في صفوف الأطباء قد بلغ 60 وفاة من أصل 23 ألف طبيب في المغرب أي بنسبة 0,2 في المائة، في الوقت الذي بلغ عدد الوفيات في صفوف المواطنين 6 آلاف وفاة من أصل 40 مليون مواطن مغربي، أي 0.015 في المائة، وهو ما يعني أن عدد الوفيات بسبب فيروس «كورونا» وسط الأطباء أكبر من النسبة العامة.
غياب الأرقام الرسمية
في غياب أرقام رسمية من وزارة الصحة حول عدد الوفيات في صفوف مهنيي القطاع، كان عبد الإله بوطالب، الكاتب العام لوزارة الصحة، أعلن أن 3315 شخصًا من مهنيي القطاع الصحي قد أصيبوا بفيروس كوفيد 19، مشيرا إلى أن هذا الرقم مرجح للارتفاع بين العاملين الصحيين، فيما أعرب المسؤول الثاني في وزارة الصحة عن أسفه لتسجيل حالات الوفيات في صفوف العاملين، مبرزا خلال ندوة عبر الإنترنت نظمتها الجمعية المغربية للعلوم الطبية أن القوى العاملة في المجال الصحي تقدر في جميع القطاعات (العام والخاص) ، بحوالي 125 ألف شخص، وفقا لأرقام الوزارة.
في السياق ذاته، قال المنتظر العلوي، الكاتب الوطني للنقابة المستقلة لأطباء القطاع العام، إن "الأطر الصحية في واجهة مواجهة هذا الوباء الفتاك"، مضيفا في اتصال هاتفي مع "الأخبار" أن "الأطر الصحية والطبية على الخصوص في واجهة الخطوط الأمامية لمحاربة الداء، والسلطات المختصة مطالبة بتثمين جهودها من أجل توفير المزيد من الحماية لجنود الخفاء وتعزيز أمنهم في محاربة انتشار وباء «كورونا»، معتبرا أن "الحوادث الأخيرة لن تثني عزم الأطباء في التجند لمحاربة الفيروس القاتل، ونرجو من المواطنين مواكبة المجهودات المبذولة من خلال الالتزام بالإجراءات التي اتخذها المغرب في هذا السياق".
اللقاح.. هل ينقذ الأطباء؟
في أكتوبر الماضي، كان خالد آيت الطالب، وزير الصحة، كشف عن إصابة ما مجموعه 1600 إطار من الأطر الطبية وشبه الطبية بفيروس «كورونا».
وتتسارع وتيرة إصابة ووفيات جيش الأطباء بسبب فيروس «كورونا» بعد تسجيل أول حالة وفاة بينهم في أبريل الماضي، ويتعلق الأمر بالدكتور بنيحيى، "أول" طبيب يتوفى بسبب «كورونا»، وكان يعمل بمستشفى محمد الخامس بمكناس، وعندما أصيب أفراد من عائلته بالفيروس، تطوع لعلاجهم، بعدما توفيت والدته.
وفي نهاية الأسبوع الماضي أعلنت النقابة الوطنية لأطباء القطاع الحر، في حصيلة ثقيلة، وفاة ستة أطباء بالقطاع الخاص في أقل من أسبوع، إثر إصابتهم بفيروس كرورنا، ويتعلق الأمر بكل من سعيد الكوهن الطبيب العام قيد حياته بالدار البيضاء، وإبراهيم أفروخ أخصائي أمراض العيون بسطات، وإدريسي عمراوي الطبيبة العامة بالرباط، ومحمد غيلان أخصائي أمراض الجهاز التنفسي بآيت ملول، ومحجوب فليفلي أخصائي جراحة العظام باليوسفية، وأمال البوساليمي الطبيبة العامة بالدار البيضاء، وعبد المجيد بودالي أخصائي جراحة العظام بفاس.
وتواجه المستشفيات ضغوطاً كبيرة في مواجهة الوباء، يتحملها العاملون بالقطاع الصحي، خصوصا الأطباء. ويعلق أمل كبير على بدء عملية التلقيح للسيطرة على الوباء وتخفيف الضغط على أطر القطاع الصحي، إذ تطمح الوزراة بإطلاق حملة للتلقيح ضد فيروس «كورونا» بحلول نهاية العام، للوصول إلى أكثر من 20 مليون شخص في ظرف ثلاثة أشهر، بحسب ما أفاد وزير الصحة خالد آيت الطالب.
وبحسبه ستخصص أول اللقاحات للعاملين في قطاع الصحة والسلطات العامة وقوات الأمن، إضافة إلى فئات مثل العاملين في وسائل المواصلات العامة، على أن تشمل بعد ذلك من تفوق أعمارهم 65 عاماً أو يعانون مشاكل صحية.