فرنسا تجدد اعترافها بسيادة المغرب على صحرائه
مع Télé Maroc
جدد الرئيس الفرنسي، إيمانويل ماكرون، أمس الثلاثاء أمام مجلسي البرلمان، تأكيد موقفه بخصوص سيادة المغرب على أقاليمه الصحراوية، وشدد على أن مبادرة الحكم الذاتي تحت السيادة المغربية هي الحل الوحيد للنزاع المفتعل بالمنطقة.
وأبرز ماكرون أن حاضر ومستقبل الصحراء سيكون ضمن السيادة المغربية، وأضاف أن فرنسا تعترف بأن خطة الحكم الذاتي للصحراء التي تقدم بها المغرب في سنة 2007 تشكل الأساس الوحيد للتوصل إلى حل سياسي عادل ودائم وقابل للتفاوض، وفقا لقرارات مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة، وهو نفس الموقف الذي عبر عنه ماكرون في رسالته الموجهة إلى الملك محمد السادس يوم 30 يونيو الماضي.
وشدد ماكرون على أن الحكم الذاتي في إطار السيادة المغربية، هو الذي يجب أن يتم به حل هذه القضية في إطار واقعي مستدام، وهو موقف ستفعله فرنسا وتدافع عنه في المحافل الدولية، مشيرا إلى أن هذا الموقف ليس "عدائيا لأحد، بل يفتح صفحة جديدة من أجل التعاون الإقليمي بالمنطقة مع البلدان المجاورة للمغرب ومع الاتحاد الأوروبي"، وأضاف "وبكثير من القوة، سيسعى العديد من الفاعلين والمقاولات الفرنسية لمواكبة هذه المنطقة من خلال استثمارات ومبادرات مستدامة لفائدة الساكنة المحلية".
وأشاد الرئيس الفرنسي بجهود المغرب في الحفاظ على استقرار المنطقة، وقال "نرى في المغرب مصدر إلهام ونموذجاً رائداً في كيفية بناء علاقات تعاون وتفاهم مع دول منطقة الساحل والصحراء، ونثمن جهوده في تعزيز الاستقرار والتنمية المستدامة في هذه المنطقة المهمة".
وأعلن ماكرون تحت قبة البرلمان عن فتح صفحة جديدة في العلاقات بين المغرب وفرنسا، وقال: "فرنسا ظلت منذ الاستقلال الصديق المخلص للمغرب"، مشيرا إلى توقيع شراكة استثنائية وطيدة بين البلدين، بالإضافة إلى توقيع 22 اتفاقية في مختلف المجالات، مؤكدا أن الروابط بين البلدين سيتم تعزيزها بشكل قوي وبدون توقف لمواجهة التحديات المستقبلية، وقال "توجد شراكة استثنائية بين فرنسا والمغرب، وهناك طموح كبير لتطويرها"، وأضاف "نعمل على تشجيع الاستثمارات الفرنسية في المغرب".
وعبر ماكرون عن امتنان فرنسا لما قدمه الجنود المغاربة في الدفاع عن فرنسا في الحرب العالمية، مشيرا إلى أن 10 ملايين مغربي ساهموا بعد الحرب في إعادة بناء وتصنيع فرنسا، مؤكدا أن المملكة المغربية هي مدخل لفرنسا للقارة الإفريقية، وأضاف "إن عاصمتنا وباقي المدن تشهد على هذا الأمر من خلال المجتمعات المغربية التي تعيش بها وتشارك في حيوية فرنسا في هذا القرن، فضلا عن القيم الروحية التي يقدمها المواطنون المغاربة لفرنسا حتى تصبح على ما هي عليه اليوم".
وأشاد الرئيس الفرنسي بالتعاون الأمني بين المغرب وفرنسا لمواجهة مجموعة من التحديات من قبيل الهجرة ومحاربة التطرف والإرهاب، وقال "نحن بحاجة إلى المزيد من التعاون لمواجهة التحديات، وفي ما يتعلق بمكافحة الإرهاب، ينبغي أن يكون التعاون بيننا وثيقا، وكذلك في مواجهة الجريمة المنظمة وتهريب المخدرات، والتي لها تأثيرات سلبية علينا جميعًا".