هذه تفاصيل إعادة تمثيل جريمة "محاولة قلب البراق"
مع
بحضور كبار مسؤولي الدرك والسلطات القضائية والترابية بمنطقة الغرب، جرت، زوال أول أمس الأربعاء، إعادة تمثيل جريمة الاعتداء ومحاولة تخريب وإخراج قطار البراق عن سكته، التي نفذها شاب ثلاثيني عديم السوابق يتحدر من منطقة الدلالحة ضواحي سوق أربعاء الغرب، في أوقات متفرقة خلال الشهر الجاري.
وبدا المتهم في وضع نفسي جد عادي جعله يتعامل بهدوء كبير مع توجيهات عناصر الدرك التي كانت ترافقه في عملية تمثيل أطوار الجريمة، حيث حمل جذع شجرة بطول يفوق أربعة أمتار على كتفه من أجل وضعه فوق السكة الحديدية التي يمر منها البراق قصد إرباك سيره على الخط السككي و"انقلابه" حسب تعبيره، بدعوى رغبته في الانتقام من "التيجيفي" بعد أن توفي شقيقه التوأم قبل أشهر فوق سكته، بسبب ارتطام رأسه بإحدى القناطر التي يمر منها، بعد أن كان في طريق عودته من أحد الأسواق الأسبوعية على متن شاحنة، حيث لم ينتبه سائقها إلى وضعية الضحية ورأسه مشرئب في الجهة الخلفية من الشاحنة، قبل أن يرتطم بشكل قوي بجدار النفق العلوي حيث توفي في الحين.
واستمر المتهم في تمثيل جريمته أمام أنظار المسؤولين الذين تفاجؤوا ببرودة دمه، حيث حرص على إعادة كل أطوارها انطلاقا من قطع جذوع الأشجار وحملها فجرا إلى سكة البراق وتصوير العملية بهاتفه النقال، قبل رجوعه إلى منزل أسرته المحاذي لسكة "التيجيفي" دون أن يفطن أفراد أسرته للعملية التي كان يقوم بتكرارها كلما أتيحت له الفرصة، مادام أنه لم ينجح في النيل من البراق بعد، حسب معطيات البحث وتمثيل الجريمة .
إلى ذلك، عثر المحققون على مشاهد مرعبة موثقة بذاكرة هاتف المتهم، تبرز محاولاته المتكررة التي استهدف من خلالها أكبر مشروع سككي في إفريقيا. وتم عرض الظنين، صباح أمس الخميس، على أنظار الوكيل العام للملك بمحكمة الاستئناف بالقنيطرة، حيث قرر إيداعه السجن في انتظار استكمال متابعته.
وكانت تحريات دقيقة باشرتها عناصر الدرك الملكي التابعة للقيادة الجهوية للدرك بالقنيطرة، بتنسيق مع عناصر الفرقة الوطنية للأبحاث القضائية، حول جرائم متكررة تستهدف سكة قطار البراق سجلت ضد مجهولين، قد أطاحت، مساء الاثنين الماضي، بمتهم من مواليد 1989، حيث جرى اعتقاله واقتياده إلى مقر المركز القضائي بسرية الدرك بسوق أربعاء الغرب، من أجل وضعه رهن الحراسة النظرية وإخضاعه للتحقيق .
ووفق معطيات خاصة حصل عليها الموقع، فإن حالة من الهلع سادت وسط مسؤولي القطاع السككي وكل الأجهزة الأمنية والاستخباراتية مركزيا ومحليا، بعد تسجيل الفرق التقنية المشرفة على مواكبة الرحلات السريعة لقطار البراق، بناء على إشعارات سائقيه، اعتراضه بمواقع متقاربة بالقرب من منطقة مولاي بوسلهام، عن طريق وضع أشجار وأحجار ضخمة على الخط السككي الذي يمر منه في اتجاه مدينة طنجة، قبل أن تدخل القيادة الجهوية ومصالح الفرقة الوطنية للأبحاث القضائية للدرك، وتنصب كمينا تمثل في نشر تعزيزات بشرية على طول المواقع المعنية بالهجوم، وتمكنت من إيقاف المتهم الثلاثيني في وضعية تلبس بوضع جذع شجرة فوق السكة، حيث تم اعتقاله على الفور وتقديمه للعدالة من أجل متابعته بجريمة خطيرة كان من الممكن أن تتسبب في انقلاب القطار وإزهاق أرواح عشرات المسافرين.