شركات تحتكر صفقات بالملايير بوزارة الصحة
مع
أكدت مصادر مطلعة أن نفس الشركات تحتكر سنويا الصفقات التي تعلن عنها وزارة الصحة، من بينها الصفقة التي تم فتح الأظرفة الخاصة بها يوم 11 دجنبر الماضي، والتي تتجاوز مبالغها 20 مليار سنتيم، وتم تقسيمها إلى 111 حصة، وطالب العديد من أصحاب الشركات الوزير أنس الدكالي بفتح تحقيق في الموضوع، كما طلبوا من إدريس جطو، رئيس المجلس الأعلى للحسابات، إجراء افتحاص لهذه الصفقات الضخمة.
وأوضحت المصادر أنه من بين الأمثلة التي تؤكد ظاهرة احتكار الصفقات داخل الوزارة، الورطة التي يوجد فيها الوزير الدكالي، بخصوص الحصة المتعلقة بتحليلات خزان السكري، حيث تم إلغاء الصفقة مرتين، بسبب الشروط التي فرضتها الشركة المحتكرة، حيث تم في المرة الأولى تقليص الكلفة التقديرية لهذه الصفقة من 14 مليون درهم إلى 7 ملايين و500 ألف درهم، لاقتناء 150 ألف وحدة من هذا الاختبار، بعدما فجرت جريدة "الأخبار" فضيحة هذه الصفقة، لكن المقاول صاحب الشركة التي تحتكر هذه الصفقة منذ سنوات رفض التكلفة المقترحة من طرف الوزارة، وفرض الثمن الأصلي المحدد في 14 مليون درهم، لكونه يشارك لوحده في هذه الصفقة باسم علامة ألمانية معروفة، ظلت تحتكر كل الصفقات طيلة سبع سنوات، ما يؤكد وجود ظاهرة احتكار الصفقات داخل الوزارة.
وللخروج من الورطة في ظل أزمة الخصاص في هذه المواد التي عرفتها المستشفيات والمراكز الصحية، تم التحايل على الثمن المقترح من طرف الوزارة، حيث تم تقليص الكمية المطلوبة من 150 ألف وحدة إلى 120 ألف وحدة، مع تفويت الصفقة إلى الشركة نفسها بكلفة تقدر بـ738 مليون سنتيم، دون احتساب نسبة 20 في المائة التي تضيفها الشركة سنويا على مبلغ الصفقة، ما يعني أن الشركة فرضت سعر البيع المقترح على الوزارة، والذي يقارب 80 درهما لكل وحدة، مع العلم أن الشركة ذاتها التي تفوز دائما بالصفقة، تبيع المنتوج نفسه إلى مختبرات التحليلات الطبية الخاصة ولأطباء القطاع الخاص، بثمن أقل لا يتجاوز مبلغ 50 درهما للوحدة، وهو الثمن الحقيقي لهذا المنتوج في السوق، مع العلم أن شركات أخرى منافسة تقترح ثمنا أقل لا يتجاوز مبلغ 35 درهما للوحدة بجودة عالية مطابقة للمعايير الدولية، لكن يتم إقصاؤها من المشاركة في طلبات العروض. كما أن بعض الشركات اقترحت على وزارة الصحة منحها آلات التحليلات الطبية الخاصة بمرض السكري، مجانا، مقابل اقتناء مستلزم التحليلات الطبية.
وأكدت المصادر أنه رغم التعديلات التي تم إدخالها على الصفقة، فإن الشركة المحتكرة هي التي فازت بها، لأن مديرية الأوبئة التابعة لوزارة الصحة تقوم بالإعلان عن طلب العروض الخاص بآلة التحليلات الطبية لمرض السكري "lecteur"، بحيث يتم تفصيل طلب العروض على مقاس الشركة "المعلومة"، حتى تفوز بهذه الصفقة، بعد إقصاء كل الشركات المنافسة، التي وجهت شكايات إلى الوزير تطالبه بفتح تحقيق.
وأوضحت المصادر أن مديرية الأوبئة التابعة لوزارة الصحة، تعلن سنويا عن طلب العروض الخاص بآلة التحليلات الطبية لمرض السكري "lecteur"، بحيث يتم تفصيل طلب العروض على مقاس الشركة المعلومة حتى تفوز بهذه الصفقة، بعد إقصاء كل الشركات المنافسة، التي وجهت شكايات إلى الوزير تطالبه بفتح تحقيق، وبعد ذلك يتم الإعلان عن طلب العروض الخاص بمستلزمات التحليلات الطبية "les reactifs" من طرف قسم التموين، مع التركيز على ضرورة مطابقة هذه المستلزمات للآلة التي تم اقتناؤها من طرف المديرية عبر طلب العروض الخاص بالآلة، وبالتالي يكون الفائز بالصفقة الأولى المتعلقة بالآلة هو نفسه الذي يفوز بالصفقة الثانية المتعلقة بالمستلزمات.