كارثة بيئية بميناء آسفي... نفايات صناعية وسفن ترسو وسط برك ملوثة
مع
يعيش ميناء وشاطئ مدينة آسفي خلال موسم الصيف الحالي على وقع تراكم كميات ضخمة من النفايات المنزلية والصناعية، وصلت حد الاختناق الكلي للأرصفة البحرية بمئات الأطنان من الأزبال والقنينات البلاستيكية وزيوت ووقود المحركات ومخلفات وملوثات أنشطة الصيد البحري، التي تطفو فوق سطح الماء بكميات ضخمة.
وأصبح ميناء آسفي الذي احتل المرتبة الأولى عالميا في صيد السردين مهددا بالإغلاق، بعدما وصلت درجات التلوث بأرصفته البحرية إلى مستويات قياسية، بفعل تجمع أطنان من النفايات الصناعية في قعر الأرصفة، وأيضا على سطح الماء، وهي النفايات التي أصبحت تعيق عملية رسو السفن وتسيء بشكل كبير إلى سمعة ميناء الصيد البحري للمدينة، بفعل غياب آليات الصيانة وتنظيف الأرصفة البحرية.
وخلال عملية المد والجزر تجر التيارات البحرية الأطنان من هذه النفايات العائمة داخل ميناء آسفي إلى الشاطئ، وهو ما يحول الأطنان من هذه الملوثات الصناعية إلى رمال البحر، كما أن قعر الأرصفة البحرية بالميناء امتلأت هي الأخرى بكميات ضخمة من الأزبال والنفايات الصلبة، التي أصبحت تعيق عمليات خروج ودخول ورسو مراكب الصيد البحري، وحولت الميناء إلى مطرح عشوائي عائم بالأزبال والنفايات، في أكبر كارثة بيئية لم تسجل من قبل في تاريخ ميناء آسفي.
وتسبب تلوث ميناء آسفي في القضاء على الأحياء البحرية التي كانت تعيش داخل الميناء وعلى طول الحاجز الواقي، خاصة الصدفيات والعديد من أصناف السمك، بشهادة العديد من محترفي الصيد بالقصبة. وكشف العديد من البحارة في حديثهم إلى "تيلي ماروك" أن ميناء آسفي أصبح مجرد بركة مياه عائمة فوق مطرح للنفايات الصناعية، خاصة قعر الأرصفة البحرية التي تتجمع فيها مئات الأطنان من النفايات الملوثة والصلبة، وتجرها التيارات البحرية إلى شاطئ آسفي في فترة الجزر، مع ما تشكله من خطر على صحة المصطافين، خاصة تلوث مياه البحر بالزيوت المسمومة للمحركات ووجود كميات ضخمة من المحروقات التي تبقى عائمة فوق سطح مياه الشاطئ.