ناشطون ينتقدون رفض فنانين لِدعمٍ طلبوه كتابة حفاظا على شعبيتهم والفردوس يوضح
مع تيلي ماروك
لقيت إعلانات مجموعة من الفنانين المغاربة عن رغبتهم في التخلي عن مبالغ الدعم التي حصلوا عليها من طرف وزارة الثقافة والشباب والرياضة خلال هذه الظرفية الاستثنائية المتسمة بالتداعيات السلبية بسبب حالة الإغلاق للفضاءات الثقافية، ـ لقيت ـ انتقادات واسعة من طرف نشطاء مواقع التواصل الاجتماعي، الذين اعتبروا أن إبداء الرغبة في التنازل على مبالغ الدعم أو القول بتحويلها إلى الصندوق المخصص لجائحة كورونا، ما هو إلا محاولة لترميم ما لحق شعبيتهم من تصدع.
وحظيت لوائح الفنانين الحاصلين على الدعم السنوي تفاعلا من طرف نشطاء مواقع التواصل الاجتماعي، حيث انقسم نشطاء مواقع التواصل الاجتماعي ما بين رافض لفكرة دعم مشاريع فنية خاصة بأصحابها من المال العام، ومعترض على طبيعة ونوعية الانتاجات الفنية السائدة في مختلف المجالات، والتي يرى متتبعون أنها لا ترقى لأن تكون إبداعات فنية يستحق أصحابها دعما ماليا لإنتاجها وتسويقها.
وبالموازاة مع هذا النقاش القديم الجديد، طفى إلى السطح هذا العام نقاش جديد، مرتبط في جزء كبير منه بالتداعيات السوسيو اجتماعية التي فرضتها جائحة كورونا، ما حول التقليد السنوي بين الفنانين والمتمثل في حالة السجال حول الأحق بالدعم، ليمتد الأمر تقييم الانتاجات الفنية لبعضهم البعض.
وغير بعيد على ذلك، عبر رواد مواقع التواصل عن امتعاضهم من محاولات عدد من الفنانين التخفيف من حجم الانتقادات الواسعة واللاذعة التي طالتهم بعد تأكد تقدمهم بطلبات للحصول على دعم وزارة الثقافة، في الوقت الذي عرفوا فيه بمشاريع تجارية ناجحة ومربحة، بامتلاكهم لمأذونيات تدر عليهم دخلا شهريا معتبرا.
واستنكر النشطاء تحويل هؤلاء الفنانين مواقع التواصل الاجتماعي إلى حلبة سباق مفتوحة يفوز فيها من يعلن أولا عن رغبته في التنازل عن مبلغ الدعم السنوي، ويربح أكثر من يبدي استعداده تحويل قيمة الدعم الذي حصل، عليه بناء على طلب خطي ومجموعة من الوثائق التي قدمها للمصالح المختصة، إلى الصندوق المخصص لتدبير جائحة كورونا.
فمن نعمان لحلو إلى الدون بيغ، مرورا بمحمد الغاوي وسعيد مسكير وحمزة لبيض، ومعهم العشرات ممن تبين أنهم يملكون عيادات ومصحات ومدارس خاصة، ومطاعم وأصول ومحلات تجارية في مواقع راقية، حازوا جميعهم قدرا كبيرا من السخط الشعبي الذي عكسته التدوينات والتعاليق التفاعلية مع التصريحات التي حاولت تبرير الحاجة للدعم العمومي من أجل تحريك عجلة الإنتاج الفني، قبل أن يتراجع عدد منهم عن مواقفه وتصريحاته ويعلن عن رغبته في التنازل عن مبلغ الدعم الذي يعد ملايين السنتيمات، مع ربط هذه الرغبة الافتراضية بقرار الجهات الوصية، وهو ما لن يتحقق، ذلك أن لا توجد إدارة أو مؤسسة عمومية تقدم اليوم دعما وتتصل بعد أيام بمن حصل عليه لتسأله هل تريد أن نحول مبلغ الدعم الذي حصلت عليه إلى الصندوق المخصص لكورونا؟
ونشرت الفنانة لطيفة رأفت مقطع فيديو عبرت فيه عن انتقادها للطريقة التي تم بها توزيع المبلغ المخصص لدعم الفنان، حيث شددت على ضرورة توجيه هذه المبالغ لأمور وقضايا ذات أولوية،وهي التصريحات التي نالت انتقادات واسعة من طرف العشرات من متابعيها، الذين واجهوها بما تملكه من مأذونيات توفر لها دخلا شهريا قارا وكبيرا، يجعلها في غنى عن الخوض في سجال أحقية الدعم من عدمه، فقط لأنها لم تحصل على حصتها السنوية منه.
وفي ذات السياق، دخل وزير الثقافة والشباب والرياضة، عثمان الفردوس على خط النقاش الدائر حول موضوع الدعم المخصص للفنانين المغاربة، حيث أكد الضربة القوية التي تلقاها النشاط الثقافي من الجائحة، تركت الكثير من الفنانين بدون أي وجهة ولا أفق في الرعاية أو الاحتضان، ما دفع بالوزارة إلى تعزيز التدابير الأفقية التي تم إرسائها بفضل صندوق كوفيد 19، والتي مكنت أكثر من 3700 من حاملي بطاقة الفنان (القديمة أو الجديدة) من الاستفادة من نظام التضامن كوفيد (راميد وغير المهيكل) أي بنسبة قبول بلغت 70%، من خلال إطلاق طلبات عروض المشاريع الفنية كدعم استثنائي.
وأوضح الفردوس أن عدد المشاريع المرشحة قد تضاعف ثلاث مرات سنة 2020، حيث مرت من 327 سنة 2019 إلى 1096. كما أن عدد المشاريع المستفيدة عرف زيادة من 155 مشروع سنة 2019 إلى 459 مشروع سنة 2020، أي أنه تضاعف ثلاث مرات كذلك، كما أن الغلاف المالي المخصص لهذه العملية والذي بلغ 37 مليون درهم، عرف زيادة 30 % مقارنة بدعم 2019، مشيرا إلى أن الميزانية المخصصة لهذا النوع من الدعم قد بلغت مستوى قياسي عام 2016، بغلاف مالي قدر بـ40 مليون درهم.
كما أكد الوزير على أن دفتر التحملات شدد على إيلاء الأولوية للمشاريع التي يشارك فيها عدد مهم من حاملي بطاقة الفنان غير الموظفين، بمعدل عشر مستفيدين لكل مشروع موسيقي أو مسرحي، لضمان استفادة ما نسبته 70% من حاملي بطاقة الفنان، ناهيك عن الفنانين الذين وضعوا طلباتهم للحصول على البطاقة حيث تم قبول وصل الإيداع كذلك، لكسب الأهلية للدعم، أي أن أزيد من 2400 حامل لبطاقة الفنان هم من سيستفيدون من 459 مشروع حاصل على دعم 2020.
إلى جانب ذلك، توقف توضيح وزير الثقافة والشباب والرياضة عند الأهمية الخاصة التي خص بها حاملي المشاريع الذين لم يسبق لهم أن استفادوا من الدعم، والذين بلغت نسبتهم أزيد من 80%، إذ انتقل عددهم إلى 459 حامل مشروع مدعم سنة 2020، لم يستفيدوا من دعم سنة 2019.
هذا وعبر الوزير الفردوس عن حرصه واستعداده للانصات للمقترحات التي من شأنها تجويد وتطوير عملية الدعم عن طريق طلبات عروض مشاريع، والتي يشدد الفردوس على أنها لا يمكن أن تقوم مقام تعميم التغطية الاجتماعية التي أعلن عنها الملك محمد السادس يوم 29 من شهر يوليوز الماضي.