اعتقال «سمسار» ينصب على ضحاياه بمحيط ابتدائية إنزكان
مع Télé Maroc
تمكنت عناصر الشرطة القضائية بمنطقة أمن إنزكان يوم الثلاثاء المنصرم بتعليمات من وكيل الملك لدى المحكمة الابتدائية بالمدينة، من الإيقاع بوسيط (سمسار) يحترف عمليات النصب والاحتيال على عدد من المتقاضين وأقاربهم، حيث يقدم نفسه إليهم بكونه ذو علاقات ونفوذ داخل المحكمة، وبين موظفيها وقضاتها.
واستنادا إلى المصادر، فإن هذا الوسيط يتخذ من محيط المحكمة والمنطقة المجاورة لها مكانا لاقتناص ضحاياه الذين يفدون إلى المحكمة من أجل متابعة جلسات محاكمة أقاربهم وذويهم، إذ يقدم نفسهم إليهم بكونه قادرا على فك قضاياهم، مقابل مبالغ مالية.
وكانت الشرطة القضائية بإنزكان قد نصبت كمينا أوقع هذا الوسيط المعروف بالمحكمة وبمحيطها، بسبب تردد اسمه كثيرا بين المتقاضين والموظفين. وجاء اعتقال المتهم على إثر شكاية توصلت بها النيابة العامة من قبل سيدة تقطن بمدينة الدشيرة الجهادية، ذلك أن الوسيط كان قد وعد المشتكية بالتوسط لها للإفراج عن شقيقها المعتقل، والذي ما يزال ملفه يروج أمام المحكمة. ولدى اعتقال المتهم من قبل الشرطة تم تفتيشه ليتم العثور بحوزته على مبلغ 2000 درهم، كان قد تسلمه مباشرة من المشتكية بجوار المحكمة الابتدائية، وأخفاه في حذائه.
واستنادا إلى المصادر، فإن المتهم نفى لدى استنطاقه، التهم المنسوبة إليه في البداية، مدعيا أنه قدم إلى المحكمة فقط من أجل غرض إداري يهمه، لكن بعد مواجهته بمجموعة من الأدلة، وبتردده اليومي والكثير على المحكمة ، اعترف بالمنسوب إليه، خصوصا بعد حجز هاتفه النقال الذي يستعمله في التواصل والإيقاع بالضحايا.
وبحسب المصادر ذاتها، فإن عددا من الوسطاء والسماسرة، يقتنصون ضحاياهم بجوار المحكمة الابتدائية، حيث يقدمون أنفسهم، بأن لهم معارف داخل المحكمة، قادرة على حل مختلف الملفات الشائكة، وذلك مقابل مبالغ مالية، تكبر وتقل حسب نوع القضية، في حين فإن عددا من هؤلاء السماسرة لا يقومون بأي عمل سوى النصب على الضحايا، حيث ينتظرون قرارات المحكمة في كل قضية، فإذا تم الإفراج أو التخفيف على المتهمين، فإنهم يؤكدون لأسرهم أنهم هم من تدخلوا من أجل ذلك، وإذا كانت الأحكام الصادرة عكس ذلك، فإنهم يختفون عن الأنظار لأيام، تم يعودون لنشاطهم، بعد أن يكونوا قد استولوا على أموالهم. وكان عدد من السماسرة يتحركون داخل بهو المحكمة، إلا أن نصب كاميرات وتتبع تحركات الموجودين في بهو المحكمةعبر شاشة كبيرة من قبل وكيل الملك، دفع السماسرة إلى مغادرة بهو المحكمة نحو فضاءات خارجها، خوفا من الاعتقال.