هكذا سقطت بنات زعماء عرب وأجانب في حب المغرب
مع الأخبار
لا تخلو زيارة أنجال القادة والرؤساء والملوك إلى دول أخرى من استنفار أمني، لكنها قد تنال من الصحافة حيزا واسعا من الاهتمام قد يتجاوز أحيانا تغطيتها للزيارات الرسمية التي يقوم بها الآباء، والتي لا يتسرب منها إلا ما هو رسمي.
يعتقد البعض أن أبناء الملوك والأمراء يختلفون عن باقي أبناء جنسهم في العادات والتصرفات، وحتى في طرق قضاء إجازاتهم لمجرد أن دماء قيادية تجرى في عروقهم، لكن الحقيقة عكس ذلك فقد كشفت كواليس زيارات كريمات القادة العرب والأجانب إلى المغرب عن الوجه الآخر لبنات أكابر الساسة، عن عشقهم للباس التقليدي ولكل خصوصيات المناطق التي يزرنها، وينتهي بهن المطاف في وسط أبناء وبنات الشعب حيث يتصرفن بعفوية تختلف كثيرا عن تحركات آبائهن.
عندما ظهرت إيفانكا، ابنة ومستشارة الرئيس الأمريكي ترامب، بالزي التقليدي المغربي الأصيل، انتشرت صورها عبر العالم وهي سعيدة بزيارة ذات بعد اجتماعي تروم تنمية قدرات المرأة المغربية، ونسي الناس الهدف من الزيارة وراحوا يراقبون تقاسيم وجه ضيفة المغرب وقفطانها، بل إن جريدة «لوفيغارو» الفرنسية تناولت لباس إيفانكا وقالت إنه «كان مثيرا ومتناسقا مع قفطان الأميرة لالة مريم».
بعيدا عن زيارة ابنة ترامب، فإن مراكش تعد من المدن الأكثر جذبا لكريمات الزعماء، بل منهن من أقمن أفراحهن في مدينة البهجة، من شدة التعلق بها، ناهيك عن اقتناء «رياضات» في المدينة الحمراء. لكن ليست كل الزيارات سياحية أو جمعوية أو دراسية، فهناك من شد الرحال إلى المغرب هاربا من سطوة انقلاب.
نعيد في هذا الملف ترتيب وقائع زيارات ليست ككل الزيارات وضيفات لسن ككل الضيوف، وتنقل الجوانب الخفية لأميرات سقطن في عشق المغرب من أول زيارة.
لورا روزفلت تحرج الحسن الثاني بطلب زيارة فندق أنفا
زار الرئيس الأمريكي الأسبق، فرانكلين روزفلت، مدينة الدار البيضاء في 12 يناير 1943، حيث استقر في «فيلا» لا تبعد كثيرا عن فندق أنفا الذي احتضن في اليوم الموالي مؤتمر أنفا بحضور الرئيس الأمريكي، والرئيس الفرنسي الجنرال شارل دوغول، ورئيس الوزراء البريطاني ونستون تشرشل، والجنرال الفرنسي هنري جيرو، ثم السلطان محمد الخامس وولي عهده مولاي الحسن.
كان موضوع الاجتماع الطارئ هو التنسيق بين الحلفاء في السنوات الأخيرة من الحرب العالمية الثانية، التي ستنتهي بعد مؤتمر أنفا بعامين، كما كان اللقاء فرصة لطرح موضوع استقلال المغرب الذي ساهم في انتصارات الحلفاء بانتداب جيش من المغاربة حاربوا في صفوف الفرنسيين، وبالنسبة إلى الحلفاء فقد كان المؤتمر مناسبة لتحديد الإجراءات العسكرية التي يتعين اتخاذها ضد الجيوش الألمانية.
في 14 يناير 1993، زارت «لورا» بنت روزفلت المغرب، واستقبلها الملك الحسن الثاني الذي كان شاهدا على العصر، وحكى لها تفاصيل سمعتها لأول مرة عن سفر جدها إلى المغرب، حيث أوضح لها بأن اللجنة المنظمة للمؤتمر ارتأت أن يقيم في «فيلا» لأنه كان مقعدا ويعتمد على كرسي متحرك، في زمن لم يكن فيه بفندق أنفا ولوجيات للأشخاص في وضعية إعاقة.
سألت «لورا» حفيدة روزفلت الحسن الثاني، عما إذا كان بإمكانها زيارة فندق أنفا؟ لكن الملك كان يعرف جيدا أنها على علم باختفاء هذه المعلمة ومسحها خطأ من خريطة المدينة، رغم أنها تعد معلمة تاريخية، فرد عليها قائلا:
«ما يهمك أكثر بصفتك حفيدة الرئيس روزفلت هو رؤية البيت الذي أقام فيه جدك»، مضيفا بأن كل الترتيبات قد اتخذت لتنظيم زيارة إلى هذا المكان التاريخي. تحدث الحسن الثاني إلى «لورا» حول مؤتمر أنفا، وكيف أن جدها أكد لوالده محمد الخامس على مشروعية مطالب الحركة الوطنية، ليتمكن بذلك من انتزاع اعتراف منه بحق المغرب في نيل استقلاله والحصول على حريته كاملة، كما أشار إلى أن فرانكلين زار مدينة مراكش مباشرة بعد انتهاء أشغال المؤتمر وقضى فيها يومين رفقة ونستون تشرشل، حيث أصر هذا الأخير على رسم صورة لفرانكلين على سفح الجبل.
أصغت «لورا» باهتمام كبير لدروس التاريخ التي قدمها الملك، خاصة حين حدثها عن موقف والده محمد الخامس، الذي رفض طلبا تقدمت به حكومة فيشي الفرنسية يقضي بتقديم المغاربة اليهود لفرنسا، لكن السلطان أجاب بأنه «لا يوجد يهود هنا، فقط مواطنون مغاربة».
قالت «لورا» إنها اكتشفت خلال لقائها مع الحسن الثاني بأنه يعرف أدق تفاصيل شخصية الرئيس روزفلت، خاصة حين تحدث لها عن هوسه بالقراءة والكتابة، «من المحتمل ألا يصل أي رئيس أمريكي إلى مستوى روزفلت، حيث كان يتصفح الكثير من الكتب في يوم واحد، وكتب أكثر من اثني عشر مؤلفا محترما».
بعد مرور 75 سنة عن مؤتمر أنفا، عادت لورا إلى المغرب، لإحياء الحدث بدعوة من السفير الأمريكي.
ولية عهد الدانمارك تشارك بيدوان هواية الركض
اضطرت العداء العالمية السابقة، نزهة بيدوان، لقطع رحلتها إلى قطر، حيث كانت ضيفة شرفية لبطولة العالم لألعاب القوى، وتعود على وجه السرعة إلى الرباط، حيث شاركت إلى جانب الأميرة ماري، ولية عهد الدانمارك، ومئات التلاميذ والتلميذات من مختلف المؤسسات التعليمية بمدينة الرباط، في سباق المرح الذي أقيم بمنتزه الحسن الثاني بالعاصمة، على مسافة ثلاثة كيلومترات، مشاركة بيدوان في السباق باعتبارها رئيسة جمعية «المرأة إنجازات وقيم».
ونظم هذا السباق بشراكة مع مؤسسة «كروس كالتشر» الدانماركية، التي تعني بالاندماج عبر الثقافة والرياضة، والتي مثلها رئيسها أولريك فدرسبيل، المدير العام السابق لمكتب الوزير الأول الدانماركي وسفير كوبنهاغن السابق في واشنطن ومستشار الملكة مارغريث الثانية، وعرف السباق أيضا مشاركة سفير الدانمارك وعقيلته وبعض أعضاء السلك الدبلوماسي، بحضور وفدين شبابيين من تونس والأردن.
توقفت الأميرة ماري خلال جولتها عبر مختلف أروقة معرض عند رواق لجمعية «المرأة إنجازات وقيم»، الذي تضمن بالخصوص، مئات الصور والمنشورات وشريطا وثائقيا تم عرضه على شاشة كبيرة، تؤرخ لمختلف الأنشطة التي نظمتها الجمعية عبر مختلف ربوع المملكة منذ تأسيسها في سنة 2005، في إطار سعيها إلى إشاعة الثقافة الرياضية وتعميم الممارسة الرياضية، وهو ما جعل الأميرة تصر على ضرورة استثمار الأبطال الرياضيين عند اعتزالهم في المجال الاجتماعي.
خلال زيارتها إلى مقرات جمعيات مغربية تهتم بالمشاريع الشباب، دعت الأميرة ماري، ولية عهد الدانمارك، إلى ضرورة إشراك الشباب في عملية صنع القرار على كافة المستويات، باعتبار أنهم يحملون أفكارا مبتكرة و«عوامل تسهم في التغيير» وتمكينهم من جميع الوسائل والدعم اللازمة لتحقيق تنمية مستدامة وشاملة، معتبرة أن هذا الأمر هو الدافع لتخصيص برنامج الشراكة الدانماركي -العربي للشباب منذ انطلاقه، كما نوهت بالبطلة العالمية نزهة بيدوان التي أرسلت خلال اللقاء إشارات قوية للوزير رشيد الطالبي العالمي، جعلته يقف عند سوء قراره بحل جامعة «الرياضة للجميع» التي كانت بيدوان رئيستها.
أيام من رحلة الأميرة التايلاندية شولابورن بين بازارات مراكش
في شهر أبريل 2015 قامت أميرة تايلاند، شولابورن ماهيدول، بزيارة إلى مدينة مراكش، حيث شاركت الأميرة المعروفة باهتمامها بالعلوم في معرض دولي عن النباتات الطبية، وقدمت محاضرة في قصر المؤتمرات.
لكن الأميرة الباحثة أعجبت كثيرا بساحة جامع الفنا وأصرت على التعمق في فضاءات المدينة القديمة، بعد أن استهوتها «البازارات»، بل إن زنقة مولاي رشيد بحي جيليز بمراكش عرفت ذات مساء حالة استنفار في صفوف رجال الأمن، وارتباك في حركة السير والجولان، بالتزامن مع تواجد أميرة مملكة تايلاند شولابورن ماهيدول، بمحل تجاري لبيع منتجات الصناعة التقليدية «بازار»، بالحي المذكور، حيث ظلت تتردد عليه للتسوق شبه اليومي، كما شاركت بآرائها في مداخلة خلال الندوة الدولية حول «النباتات كمصدر لإنتاج الأدوية ومستحضرات التجميل»، التي نظمتها المنظمة العالمية من أجل العلوم الكيميائية في التنمية، بشراكة مع كلية العلوم، وهي المناظرة التي عرفت حضور علماء وخبراء وباحثين من مختلف دول العالم معروفين بانخراطهم في ميدان البحوث الصناعية والعلاجية المرتكزة على النباتات، بمشاركة مؤسسات جامعية وهيئات للصحة العمومية ومسؤولين في الميدان الصناعي.
لم تتوقف أميرة تايلاند عند البازارات فقط، بل توقفت عند باعة الأعشاب الطبية، ولأنها دكتورة في الكيمياء فقد استغربت من تركيز المغاربة على النباتات البرية، وصرف النظر عن النباتات البحرية التي تستخرج منها مواد لمعالجة داء السرطان، مشددة على ضرورة توفر المعالجين بالنباتات على ثقافة علمية في الكيمياء.
وأضافت خلال مداخلتها في الندوة الدولية أن الأبحاث العلمية هي الطريق السليم للاستفادة من المواد النباتية، وقالت إن جولتها في مراكش كشفت لها عن التناول غير الدقيق للنباتات، ما يمكن أن يتحول معه استغلالها كأدوية إلى سموم.
عالية وشقيقها نجلا ملك العراق في قصر السوسي
عاشت الأميرة عالية وشقيقها عبد الإله بن الملك علي بن الشريف حسين الهاشمي، حياة البذخ وكان عبد الإله وصيا على عرش العراق من 1939 إلى 1953. وعاش أدق تفاصيل الحياة السياسية في العراق، بسبب معرفته بالأوضاع العربية، وهو الذي درس في مصر وعاش جزءا من حياته في قصر الملك فاروق.
يقول عبد الغني الدلي في مذكراته، حول زيارة عالية وشقيقها الأمير عبد الإله إلى المغرب: «في شتاء 1957 عندما كنت سفيرا للعراق في المغرب، قام الأمير عبد الإله بزيارة إلى الرباط، وحل ضيفا على صديقه ولي عهد المغرب الأمير الحسن، في قصره الخاص بحي السويسي الكائن بالرباط. وفي اليوم التالي لوصول سموه جاء لزيارتي بصورة مستعجلة صديقي المرحوم الحاج أحمد بناني، رئيس التشريفات في القصر الملكي، وقال إنه مكلف برجاء خاص إليك ذلك أن القائم بالأعمال الفرنسي، وكان السفير غائبا، قد طلب من القصر ترتيب موعد له لمقابلة الأمير عبد الإله، ليبلغه رسالة هامة من الحكومة الفرنسية».
قال السفير العراقي لرئيس التشريفات المغربي إن العلاقات الدبلوماسية شبه منقطعة بين العراق وفرنسا، بسبب موقفها من الجزائر، وليس بالمستطاع تحقيق مثل هذه المقابلة، مضيفا بأن الأمير وشقيقته لن يكونا متحمسين لها، وهما في زيارة خاصة.
كان ولي العهد مولاي الحسن قد أعد حفلة عشاء مساء ذلك اليوم للأميرة عالية وشقيقها وحاشيتهما، في مقر سكناه، وقبل موعد العشاء قابل السفير الأمير على انفراد وشرح له الموضوع، فوافق على اقتراح بأن يأتي القائم بالأعمال الفرنسي إلى قصر الأمير مولاي الحسن وينتظر في القاعة الصغيرة، على أن يتم استقباله بعد العشاء دون أن يتناوله مع الحاضرين. وهو ما تم بعد أن جلس الديبلوماسي الفرنسي أزيد من ساعة في غرفة قرب سلم القصر.
فاجأ الأمير العراقي ضيفه الفرنسي بالقول: «إذا كانت الحكومة الفرنسية تريد حقا تحسين العلاقات مع العراق، فإن الطريق لذلك هو أن تكف عن أعمالها العسكرية ضد أبناء الجزائر وتمنحهم حقهم بالحرية والاستقلال». ترجم السفير كلام الأمير للقائم بالأعمال وانتهت المقابلة، حيث واصل الأمير طريقه إلى غرفة الاستراحة.
وحسب الكاتب الصحفي رمزي صوفيا، فإن الأمير العراقي، الذي كان يتمنى أن يرزقه الله بولد، لكنه لم يرزق بالرغم من زيجاته الثلاث، قد حل بالمغرب أملا في المصاهرة مع الأسرة العلوية الشريفة، إلا أن الملك محمد الخامس أجل البت في الطلب بسبب التزامات عديدة، قبل أن تحمل الأخبار، صبيحة الرابع عشر من يوليوز عام 1958، خبر مجزرة قصره الأميري، حيث قتلت العائلة المالكة بأجمعها ونجت زوجته هيام من هذه المجزرة بأعجوبة.
بنت بوتين.. زفاف سري في مراكش على الطريقة المغربية
أصرت كريمة الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، على سرية زفافها الذي نظم في المغرب، ودام ثلاثة أيام في أجواء ذات طابع شرقي خاص احتضنته مدينة مراكش. فقد اختارت ابنة الرئيس الانصياع لطقوس الزواج المغربي، وأحيت حفلة الحناء، كما حرصت على سرية الحفل، وقيل إن منشطي الحفل أشعروا بأن الأمر يتعلق بزفاف أحد الأثرياء الروسيين.
وقالت قناة «العربية» التي أوردت الخبر إن نوعية الحضور «تتكون من شخصيات بارزة، ومن رجال الأعمال وأثرياء منتمين إلى جنسيات مختلفة قدموا بطائرات خاصة إلى مراكش».
أما الفندق الذي احتضن الحفل «المامونية» فقد خضع لحراسة مشددة من طرف شركة حراسة عالمية، لم تنج هي وفرقتها من الرقابة، «ولوحظ إصرار العروس على دعوة مجموعات مغربية على غرار «أحواش» و«الدقة المراكشية» وغيرهما، جرت ضمن طقوس مغربية بامتياز، وقدمت راقصات مغربيات حفلا راقصا في أجواء رومانسية على ضوء الشموع التي كانت تتراقص فوق رؤوسهن»، كما جاء في تقرير لصحيفة روسية.
إدارة فندق المامونية تعاملت بحذر مع ليلة زفاف ابنة الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، لكن مصادرها وإدارتها تعاملت بتكتم مع الحدث، ونفت احتضان الزفاف الروسي، واكتفت بالقول إن الحفل هو زفاف ابنة أحد الأثرياء الروسيين، وإن بوتين ليس اسم الرئيس وحده.
عائلة أوباما تشد الرحال إلى المغرب من أجل عمل اجتماعي وفكري
بعد زيارة ميشال أوباما، زوجة الرئيس الأمريكي السابق باراك أوباما، وابنتاه إلى المغرب، قامت الدكتورة مايا سوتورو شقيقته بزيارة مماثلة صيف 2016، لكن بهدف أكاديمي، حيث ألقت محاضرات بجامعة محمد الخامس بالرباط، وبالمدرسة المحمدية للمهندسين، حول موضوع «الشباب، والتربية والتنمية المستدامة».
جاءت الندوة بمبادرة من الجامعة وجمعية الدراسات والأبحاث من أجل التنمية، وتندرج في إطار الاجتماع الدولي الرابع لمنتدى الشباب المنظم تحت رعاية الملك محمد السادس، وذلك مساهمة في تقوية التعاون العلمي بين جامعة محمد الخامس بالرباط وجامعة هاواي، اللتين تجمعهما اتفاقية إطار وقعت رسميا بين الجامعتين تحت إشراف الجامعة المفتوحة لمدينة الداخلة.
ذكرت مايا سوتورو شقيقة أوباما، باتفاقية التوأمة الموقعة بين ولاية هاواي وولاية الرباط سلا- زمور- زعير، عام 2012، وتم اعتمادها من قبل مجلس الشيوخ لهاواي في عام 2003، الذي قرر جعل 30 نونبر من كل سنة، «يوم المملكة المغربية». ونالت من خلال سرد هذه المعلومة تصفيقات الحاضرين.
تجدر الإشارة إلى أن الدكتورة مايا سوتورو، أخت الرئيس باراك أوباما، حاصلة على الدكتوراه بجامعة هاواي في مجال التعليم متعدد الثقافات، ولديها خبرة معترف بها في مجال العلوم الاجتماعية والمتعلقة بالتعليم متعدد الثقافات الدولية، والتربية على السلام، والقيادة التشاركية، والممارسات النظرية والتطبيقية غير العنيفة.
وتعمل «مايا» حاليا كمديرة الشؤون المجتمعية والتعليم العالي في معهد «ماتسانوغا» للسلام وفض النزاعات بهونولولو، عاصمة ولاية هاواي الأمريكية. ويضم المعهد مجمعا متعدد التخصصات من الباحثين والطلبة، يعمل على تعزيز التفاهم بين الثقافات ومعالجة القضايا المعاصرة والمعقدة والمتعلقة بالتعدد الثقافي في هاواي.
كما تدرس الدكتورة مايا بجامعة هاواي تاريخ الحركات السلمية، والقيادة من أجل التغيير الاجتماعي والتربية من أجل السلام. وفي هذا الإطار تم تكريمها خلال العام 2013 من قبل مؤسسة «ألوها للسلام»، بجائزة تمنح للشخصيات التي تعمل من أجل السلام في العالم.
حفل زفاف ميقاتي يجمع بنات زعماء الطوائف اللبنانية في مراكش
أجمعت وسائل الإعلام اللبنانية، على أن حفل زفاف مالك، نجل رئيس الوزراء الأسبق والمليادير اللبناني نجيب ميقاتي، وقرانه على شابة لبنانية من الجنوب تدعى ريف هاشم، كان أسطوريا ومستقطعا من «ألف ليلة وليلة»، بل إن الزفاف حول مراكش إلى فضاء كبير لعرس يتجاوز الفندق إلى كل المعالم السياحية للمدينة، وأضاف بأنه شكل ثاني حدث بعد المهرجان الدولي للسينما من حيث الاستقطاب والبهرجة.
اختيار رئيس الوزراء الأسبق نجيب ميقاتي مدينة مراكش يعطي للحفل طابعه الأسطوري، فقد حجز فندق «المامونية» الفخم عن آخره للضيوف الأجانب. وتم استئجار ثلاث طائرات وضعت في خدمة عائلة ميقاتي والمدعوين المقربين، حولت المسافة الرابطة بين بيروت ومراكش إلى جسر جوي، لكن العرس خضع للطقوس الاحتفالية المغربية بالقفطان وليلة الحناء، لكن غابت النكافات وناب عنهن مصممو الأزياء ومصففو التسريحات الاحتفالية ونادلون على درجة عالية من الاحترافية. وفي البلاطو وقف نجوم كلفوا المنظمين ملايين الدولارات.
في هذا الزفاف حضرت بنات زعماء الطوائف اللبنانية وبنات كبار مسؤولي الحكومة، وقمن بجولة سياحية على متن «الكوتشيات»، تناقلتها الصحف المشرقية وأعلام طرابلس بكثير من السخرية، بسبب تكلفة الحفل التي تحولت إلى مادة دسمة وصل صداها إلى البرلمان اللبناني، رغم أن المنظمين قالوا إن عدد المدعوين الذين حضروا على حساب ميقاتي لا يتجاوزالـ100 شخص، بينما تكلف المدعوون لحضور الزفاف مبالغ طائلة بلغت قيمتها حوالي 16 ألف دولار للشخص الواحد. إذ أقاموا طيلة فترة الزفاف على نفقتهم الشخصية، وقد حددت لهم ثلاثة فنادق للإقامة فيها، ويصل أجر الليلة الواحدة من 600-500 دولار غير كلفة الأجنحة الخاصة.
هكذا قضت ابنة الملك فاروق سنتين في فندق هيلتون
في سلسلة حوارات أجرتها مجلة «سيدتي» مع ما تبقى من أفراد عائلة الملك فاروق، تبين أن ابن الملك فاروق، الملك أحمد فؤاد الثاني، كان يتردد على المغرب ويعيش في كنفه باستمرار، وحظي بكثير من الاهتمام والعطف من طرف ملك المغرب الراحل الحسن الثاني هو وعائلته التي كانت تعيش بفرنسا، «زوجته الفرنسية الأصل التي أسلمت بعد زواجها منه وصار اسمها الملكة فضيلة، كما كانت تقدم نفسها دائما، ولعلها كانت تمر مرور الكرام أمام زوار الفندق الراقي الذي كانت تحل عليه ضيفة معززة مع زوجها وأبنائها الثلاثة فوزية (لطيفة) ومحمد علي وفخر الدين، هذا الأخير هو آخر العنقود الذي ولد في الرباط واختار له اسمه الملك الراحل الحسن الثاني».
«يبدو أن سجلات فندق هيلتون بالرباط تؤرخ لزيارة عام 1999 حفيدة الملك فاروق وابنة الملك أحمد فؤاد الثاني الذي يعيش في فرنسا، وهي الأميرة فوزية سميت على اسم عمتها الأميرة، ولكنها تحمل أيضا اسم لطيفة على اسم زوجة ملك المغرب الراحل الحسن الثاني، تقديرا من والدتها للعائلة الملكية المغربية التي احتضنتهم بكثير من الود».
على امتداد دقائق الحوار أصرت زوجة الملك المصري المخلوع على تقديم الشكر والامتنان لملك المغرب الراحل الحسن الثاني، بل واستحسنت كثيرا أن تصور ابنتها الأميرة فوزية بأزياء تقليدية وأجواء مغربية، بينما لم تعارض الأميرة الشابة (18 سنة آنذاك). وحسب بعض المغاربة، يبدو أن أبناء الملك أحمد فؤاد وحفدة الملك فاروق عاشوا لفترة لا تقل عن السنتين في المغرب، برعاية من الملك الراحل الحسن الثاني.
تنحدر الأميرة فضيلة من أصول فرنسية ورغم كونها فرنسية الجذور، إلا أن زواجها بالأمير أحمد فؤاد غير مسار حياتها جذريا، حيث قالت إنها لم تتزوج بأمير عربي فحسب، بل اعتنقت أيضا ديانته وأحبت تاريخه وعاداته وتقاليده، وتسعى إلى غرس تلك التقاليد في نفوس أولادها الثلاثة: محمد علي (مواليد القاهرة، سنة 1979)، وفوزية لطيفة (مواليد موناكو، سنة 1982)، وفخر الدين (مواليد الرباط، سنة 1987)، مؤكدة أنها حرصت على تنشئتهم على التربية العربية الإسلامية، لكي يبقوا على اتصال دائم بأصولهم وبلدهم.
منى بنت الرئيس الموريتاني السابق تحضر زفافها من الدار البيضاء
لم تتوقف الرحلات المكوكية لتكيبر ماء العينين، زوجة الرئيس الموريتاني السابق محمد ولد عبد العزيز، إلى المغرب، على الرغم من الفتور الذي ميز علاقات البلدين، في عهد زوجها، بل إن تكيبر تصر على اقتناء احتياجاتها من المحلات التجارية الكبرى للدار البيضاء، وتقيم الحفلات الأسرية الخاصة على النمط المغربي، كما حصل خلال زفاف منى بنت محمد ولد عبد العزيز من ابن عمها ولد المصبوغ، الذي أسال حبرا غزيرا في الصحافة الموريتانية إذ اعتبر حفلا «أسطوريا» كلف القصر ملايين «الأوقيات»، بل إن كثير من مواقع التواصل الاجتماعي تحدثت عن الطائرة الخاصة التي كانت تنقل الحلويات من الدار البيضاء إلى نواكشوط.
وكانت الصحف المغربية قد أسهبت في الحديث عن زيارات منى رفقة والدتها تكيبر إلى المغرب، وعن استثمارات أسرتها في المغرب، وقالت إن حرم الرئيس تتوفر على منزلين فخمين اشترتهما في المغرب، وتحديدا بمراكش وطنجة بسعر ناهز مليوني دولار أمريكي، وقد تم دفع ثمنهما نقدا لأحد الوسطاء، وتصر على قضاء العطل بين عاصمة البهجة ومدينة البوغاز. وذهب البعض إلى أن الاهتمام الكبير الذي توليه «بنت ماء العينين» للمنزلين، يرجع لرغبتها في إنهاء مسارها بالمغرب، لأنها تعلم أكثر من غيرها أن البلد لا يستقر على حال وأن السلطة مهددة دوما بالانقلابات.
ويرى العارفون بالشؤون الموريتانية أن زوجات الرؤساء الموريتانيين لا يختلفون في «إسرافهن» وفي إنفاقهن على ملذات الحياة، في إشارة إلى تهم تبذير المال العام التي لاحقت ختو بنت البخاري، عقيلة الرئيس الأسبق سيد محمد ولد الشيخ عبد الله، والتي كان الرئيس الحالي ينتقد فسادها وهدد بمقاضاتها، قبل أن يتراجع عن ذلك لأسباب لم يكشف عنها.
وكان لقب «السيدة الأولى» لموريتانيا قد ولد لدى الأحزاب المعارضة موجة من الانتقادات، سيما حين تظهر حرم الرئيس وهي تترأس أنشطة خيرية تستهدف الفقراء والمهمشين، لكن في المقابل تسافر إلى المغرب وأوربا لشراء احتياجاتها حتى البسيطة منها، لذا تقول المعارضة إن موريتانيا لم تعرف في ظل الرئيس ولد عبد العزيز من التغيير سوى تغيير اسم زوجته.