الشرطة تحقق في وفاة شاب داخل عيادة طبيب أسنان
مع
استمعت عناصر الشرطة القضائية إلى طبيب أسنان معروف في مدينة فاس، لعدة ساعات، وذلك على خلفية اتهامه من قبل أسرة شاب متوفى بالوقوف وراء خطأ تخدير في أول حصة تقويم أسنان، مما أدى إلى سقوط الشاب مغمى عليه في سرير التقويم بالعيادة.
ولم يستفق من الغيبوبة التي دخلها لما يقرب من 10 أيام، حيث لفظ أنفاسه الأخيرة يوم الخميس الماضي، في غرفة الإنعاش في مصحة خاصة.
وإلى جانب تكليف الشرطة القضائية بإنجاز أبحاث تخص هذه القضية، قررت النيابة العامة بمحكمة الاستئناف بفاس إحالة ملف القضية على لجنة طبية، ستشرف على إعداد تقرير طبي من شأنه أن يحدد أسباب الوفاة، لتبين ما إذا كان الأمر يتعلق بخطأ طبي أو إهمال أو مشكل حقنة أو مرض مزمن أو حساسية لم يتحمل الحقنة.
وقالت المصادر إن الضحية "المهدي.د" البالغ من العمر قيد حياته حوالي 21 سنة، قد توجه يوم 8 يناير الجاري إلى عيادة طبيب أسنان معروف بالمدينة بغرض إجراء تدخلات ترمي إلى تقويم أسنانه، قبل أن يغادر مجددا إلى قطر حيث يعمل رفقة والده.
وكان غرضه في البداية أن يسأل الطبيب عن أثمنة العلاج، وتفاصيله، والمدة التي يمكن أن تتطلبها عملية التقويم، لكن الطبيب أكد له بأن التدخل بسيط، ويمكن أن يبدأه حالا. لكن التدخل سرعان ما تحول إلى قضية دخلت ردهات المحكمة والشرطة، حيث أن الشاب أغمي عليه مباشرة بعد تخديره بحقنة، وأشرف الطبيب على نقله إلى مصحة خاصة.
وبينت الفحوصات على أن حالته خطيرة، قرر الأطباء المعالجون إجراء عملية جراحية وصفت بالمعقدة على مستوى الرأس. لكن الشاب لم يستفق من غيبوبته، حيث وافته المنية يوم الخميس الماضي.
وحضر والد الشاب من قطر على وجه السرعة، وقررت الأسرة، يومين قبل الوفاة، توجيه شكاية إلى النيابة العامة للمطالبة بفتح تحقيق في ملابسات القضية وتحديد أسباب الوفاة، مؤكدة بأن ابنها لم يكن يعاني قيد حياته من أي أمراض.
وأدت الأسرة تكاليف وصفتها بالباهظة للمصحة الخاصة (ناهزت 8 ملايين سنتيم) مقابل الفحوصات والتدخلات الطبية والعناية التي تلقاها الشاب في غرفة الإنعاش، قبل أن يخرج جثة هامدة، دون أن تنفع معه كل المحاولات، حيث قالت المصادر إن إصابته على مستوى المخ أدت إلى مضاعفات خطيرة على وضعه الصحي، مما انتهى بوفاته.