عبد الرحمن اليوسفي.. الزعيم المعارض والمنفي والوزير الأول يرحل إلى دار البقاء
مع تيلي ماروك
توفي قبل قليل الزعيم السياسي عبد الرحمن اليوسفي، عن عمر يناهز 96 سنة في مصحة بالدار البيضاء، بعد أخبار عن استقرار حالته الصحية وتماثله للشفاء، قبل يومين.
وقد كان قائد تجربة التناوب سنة 1998، وآخر حكومة في عهد الملك الراحل الحسن الثاني وبداية عهد الملك محمد السادس، قد اعتزل الحياة السياسية في السنوات الأخيرة من حياته، وفضل الاستقرار بالدار البيضاء بعد سنوات قضاها بين المغرب ومدينة "كان" التي استقر بها بعد مغادرته المغرب في فترة المعارضة.
وعرف عن عبد الرحمن اليوسفي، ابن مدينة طنجة، بحكمته السياسية التي أشاد بها الملك محمد السادس في آخر لقاء زار فيه عبد الرحمن اليوسفي قبل عامين في مصحة بالدار البيضاء، حيث نقلت صورة جمعت اليوسفي بالملك محمد السادس تلخص المكانة التي حظي بها الرجل قيد حياته في الحياة السياسية المغربية، والاعتبار الكبير الذي يكنه له الملك محمد السادس، والذي تكلل أيضا بإطلاق اسمه على أحد أهم شوارع مدينة طنجة.
الكاتب الأول السابق لحزب الاتحاد الاشتراكي، عبد الواحد الراضي، قال لـ"تيلي ماروك" إن وفاة عبد الرحمن اليوسفي اليوم ليست خسارة للاتحاد فقط وإنما للمغرب وللعالم أجمع، باعتباره واحدا من الزعماء السياسيين الذين مارسوا العمل السياسي وحظوا باحترام وصداقة قادة وزعماء دول من القارات الخمس. وصرح عبد الواحد الراضي: "إن عبد الرحمن اليوسفي رجل مارس السياسة طيلة حياته وآمن بالعمل السياسي في المعارضة وفي المسؤولية، ورحيله مؤلم لنا نحن رفاقه في السياسة والحزب والحياة، فعلاقتي به تعود إلى سنة 1959، ولا يمكن أن أعبر بسهولة عن الألم الذي أحس به الآن".
يشار إلى أن عبد الرحمن اليوسفي أصدر سنة 2018 مذكرات بعنوان "أحاديث في ما جرى"، جمع في أجزائها تجربته السياسية كاملة، وتحدث فيها عن ذكرياته معارضا وزعيما سياسيا. وبرحيله تكون الذاكرة الجماعية المغربية للستين سنة الأخيرة، قد فقدت أحد أهم المؤثرين فيها.