استمرار معاناة التوأم السيامي الملتصقتين بقلب واحد
مع Tele Maroc
بالرغم من مرور أزيد من شهرين على ولادة التوأم السيامي بجسم وقلب واحد، بالجماعة الترابية مشرع بلقصيري، الواقعة بالنفوذ الترابي لإقليم سيدي قاسم، لا يزال أب التوأم، (ابتهال وريتاج)، ينتظر التفاتة وزير الصحة خالد آيت الطالب، من أجل تكفل الوزارة الوصية بتتبع الحالة الصحية للطفلتين اللتين كشف التقرير الطبي المنجز لهما عن حاجتهما لعملية جراحية دقيقة ومستعجلة لإنقاذ حياتهما، خاصة أن إحداهما تدهورت حالتها الصحية بشكل كبير خلال الأسبوع الماضي.
وكشف مصدر "الأخبار" أن الأب الذي يعمل مستخدما في إحدى شركات إنتاج الشمندر السكري، راسل، في وقت سابق، عامل إقليم سيدي قاسم الحبيب نذير، وباشا مدينة مشرع بلقصيري، من أجل إيجاد السبل الكفيلة بتمكين التوأم من حقهما في تلقي العلاج، غير أن مراسلاته ظلت حبيسة رفوف كتابة ضبط مكتب العامل والباشا، في وقت عبَّر عدد من المحسنين، من خلال اتصالات هاتفية مع أب الطفلتين، عن استعداهم لتقديم الدعم المادي لإجراء عملية جراحية تمكن من فصل التوأم، سواء داخل أرض الوطن أو خارجه، غير أن عدم تواصل أي مسؤول مع أبيهما جعل الانتظار سيد الموقف.
من جهته، دخل الفريق الاستقلالي للوحدة والتعادلية بمجلس النواب على خط معاناة التوأم السيامي، حيث نقل محمد الحافظ، النائب البرلماني عن حزب الاستقلال، من خلال سؤال كتابي مستعجل، لوزير الصحة، «الوضعية الصحية المزرية التي تعيشها إحدى الأسر المغربية بمدينة مشرع بلقصيري، بسبب ولادة توأم في جسد واحد وبقلب واحد، بإحدى المصحات الخاصة، قبل أن يتم نقلهما للمستشفى الجهوي ابن سينا بالرباط»، وأشار إلى «المعاناة التي لقيها أب الطفلتين داخل المستشفى الجهوي المذكور، الذي لم يقضيا فيه سوى أسبوع واحد ليتم تسريحهما من المستشفى دون العمل على التشخيص والتتبع الدقيق لوضعية هاتين التوأم، والحال أن والديهما ليست لهما القدرة المادية والمعرفية التي تؤهلهما لرعاية هاتين التوأم في أحسن الظروف والأحوال»، متسائلا عن ماهية الإجراءات والتدابير العاجلة التي تعتزم وزارة الصحة القيام بها من أجل إنقاذ حياة التوأم.
وبحسب مصدر مقرب من أب التوأم، فإن مناشدة هذا الأخير بلغ صداها مركز الملك سلمان بن عبد العزيز للإغاثة، حيث ينتظر أن يباشر هذا المركز المعروف على الصعيد العالمي بنجاحه في العمليات الجراحية الخاصة بفصل العديد من حالات التوأم السيامي، اتصالاته بأسرة التوأم الملتصقتين في جسم واحد، بعدما طلبت جهات سعودية من أب التوأم إجراء المزيد من الفحوصات الطبية اللازمة، والعمل على ترجمتها للغة العربية أو الإنجليزية، قصد دراسة الحالة عن كثب واتخاذ الإجراء الطبي المتعين بخصوصها.
جدير بالذكر أن أب الطفلتين (نبيل) البالغ من العمر ثلاثين سنة، رفقة زوجته البالغة من العمر 26 سنة، ظلا ينتظران مولودهما الأول منذ أزيد من ست سنوات، قبل أن يرزقا بتوأم سيامي، الأمر الذي جعل الأب يدخل في معاناة يومية أجبرته على التوقف عن العمل، والتفرغ لمناشدة المسؤولين وذوي القلوب الرحيمة من أجل مساعدته على إيجاد حل طبي لهاته الوضعية المستعصية والنادرة، علما أن الكشوفات الطبية المنجزة لزوجته أثناء فترة الحمل سبق وأكدت وجود عيب خلقي.