تساؤلات حول الحالة الميكانيكية لمراكب الصيد بالداخلة بعد إنقاذ مركب على وشك الغرق
مع Télé Maroc
شهدت السواحل الجنوبية للمملكة، تنامي الحوادث البحرية، وخصوصا استمرار غرق مراكب وسفن الصيد البحري، سواء تلك المتعلقة بالصيد في أعالي البحار أو الصيد الساحلي أو التقليدي.
وهذا ما عاشته سواحل جهة الداخلة وادي الذهب ليلة الأربعاء، بعد محاولة إنقاذ طاقم مركب للصيد الساحلي بالجر كان على وشك الغرق، ما أدى إلى حالة استنفار قصوى.
واستنادا إلى المصادر، فإن المياه بدأت تتسرب إلى قمرة المركب وداخله، وبدأ في مواجهة الخطر بعد عجز الطاقم عن إصلاح هذا العطب، ليضطروا إلى إطلاق نداء استغاثة عبر أجهزة اللاسلكي من أجل تقديم المساعدة.
وقد تحركت على وجه السرعة سفينتان للصيد في أعالي البحر متوجهتين نحو المكان الذي يوجد فيه المركب المتضرر طبقا للإحداثيات المقدمة، كما تحركت باخرتان للإنقاذ، واحدة انطلقت من ميناء الداخلة، فيما الثانية قد انطلقت من ميناء بوجدور.
ويفتح من جديد هذا الحادث الباب على مصراعيه، بعدما تحولت سواحل الأقاليم الجنوبية في الشهور الأخيرة إلى مقبرة لعدد من المراكب والسفن، الأمر الذي يطرح عدة علامات استفهام حول الحالة الميكانيكية لبعضها، ثم مدى فعالية المراقبة الدقيقة قبيل انطلاق عمليات الصيد. والوقوف على مدى قدرة عدد منها على الإبحار لمسافات طويلة، خصوصا في ظل وجود مراكب رغم حصولها على شهادات الفحص التقني، إلا أنها غير صالحة للإبحار، وتهدد أرواح الأطقم العاملة بها.
فقبل أسابيع فقط تعرض مركب للصيد الساحلي بالخيط لحادث غرق على مقربة من سواحل الكركرات، على بعد 150 ميلا جنوب مدينة الداخلة، وذلك بعد تسرب المياه إلى داخله. وقد أسفرت الجهود عن إنقاذ طاقم المركب، بعد تدخلات في الوقت المناسب، حيث انتقلت إلى عين المكان خافرة الإنقاذ، وقامت بإجلاء بحارة هذا المركب وطاقمه الذين كانوا على متن مركبين كانا قريبين من موقع الحادث، ووصل الجميع إلى ميناء الداخلة وهم في صحة جيدة، فيما غرق المركب في عمق البحر.
وقبل ذلك انقلبت ثلاثة قوارب للصيد التقليدي عند مدخل قرية الصيادين، أثناء عودتها من رحلات الصيد، إذ إن سوء الأحوال الجوية، وقوة الرياح العاتية وعلو الأمواج، لم تمهل أطقم المراكب من الوصول السلس إلى اليابسة، إذ انقلبت بمن فيها، بسبب صعوبة عبور المدخل المعروف بقوة التيارات البحرية. وتمكن أربعة بحارة من بين مجموع أفراد العاملين بالمراكب الثلاثة من النجاة من موت محقق بعدما تم إنقاذهم، فيما ظل ثلاثة آخرين في عداد المفقودين، والذين عثر بعد ذلك على جثثهم.
وفي شهر يناير من السنة الجارية تعرضت كذلك سفينة للصيد في أعالي البحار للغرق بالمياه الإقليمية لمنطقة أوسرد، بأقصى جنوب المملكة المغربية، حوالي الساعة الثالثة فجرا. وكللت جهود عمليات الإنقاذ بإنقاذ 14 بحارا يعملون على ظهر السفينة، فيما لا يزال ستة آخرين، من بينهم طاقم قيادة السفينة في عداد المفقودين، إذ تشير المعطيات إلى أنهم ما زالوا عالقين داخل السفينة في عمق البحر إلى اليوم، رغم مرور أزيد من سبعة أشهر.