عملية إنقاذ ريان من البئر تدخل يومها الرابع
مع Télé Maroc
أكدت السلطات بشكل رسمي أن الطفل ريان، الذي علق ببئر عميقة منذ أزيد من يومين، ما زال على قيد الحياة بعد انهيار الجرف المحاذي لمكان الحفر. وقال مسؤول أمني إن أشغال الحفر الجارية لإنقاذ الطفل ريان بلغت أزيد من 30 مترا، بحضور مهندس وتقنيين طوبوغرافيين، فيما تعمل الفرق المختصة بشكل حذر لتفادي أي انهيار محتمل للأتربة.
وأكد المسؤول ذاته أن الطفل ريان لم يتناول أي طعام، عكس ما تم ترويجه داخل مواقع التواصل الاجتماعي، في حين يتم تزويد الطفل ريان بقنينات الأوكسجين حتى يستمر في التنفس.
المعطيات الرسمية لم تؤكد إذا كان الطفل ريان يتنفس، لكنها شددت على أن فرقا طبية ترافق وضعه الصحي وأن هناك أملا في أن يظل على قيد الحياة.
وأكد المسؤول ذاته، في تصريح صحفي، أن العملية صعبة للغاية بسبب تضاريس المنطقة والتربة الهشة التي تعرقل تقدم مستوى الحفر، مشيرا إلى أنه تمت تعبئة مروحية طبية تابعة للدرك الملكي وسيارة إسعاف بطاقم تمريضي متخصص في الإنعاش من أجل نقل الطفل ريان بعد انتشاله إلى المستشفى.
وأقدمت فرق الإنقاذ على الحفر بالجرّافات لممر عبر التراب من جهة مقابلة للبئر، غير أن الانجراف الصخري بعثر الحسابات.
وقامت لجنة إنقاذ الطفل ريان بإحضار قنوات ضخمة لمباشرة الحفر الأفقي، صباح أمس الجمعة، حيث تتواصل عمليات جرف التربة تجنبا للانهيارات الخطيرة التي تحدث بين الفينة والأخرى، كما يواصل الفريق التقني تحديد مكان وجود ريان بدقة، من أجل ضمان الوصول إليه وفق شروط السلامة والوقاية من الأخطار، وعدم التسرع في الخطوات النهائية. وقامت السلطات العمومية بتشديد إجراءات إبعاد المتجمهرين عن مكان الحفر، كما تم منع العديد من الفضوليين من الوصول لغرفة مراقبة الوضع داخل البئر، فضلا عن وضع سيناريوهات أمنية لضمان الإسراع بالطفل لتلقيه العلاجات الضرورية، دون تعثر أو اعتراض من الحضور.
وحسب مصادر فإن ريان يوجد الآن في حالة عدم الحركة، والأطقم الخاصة بالإنقاذ استعانت بخدمات شركات مختصة في حفر الأنفاق، بتنسيق مع مختصين في الطبوغراف، لضمان نجاح عملية الإنقاذ وفق المعايير المعمول بها، وتجنب التسرع أو الارتباك في اللحظات الحرجة والأخيرة، كما كشف مسؤول في لجنة التتبع ضمن خلية الإشراف على عملية إنقاذ الطفل ريان، أن المرحلة التي وصلت إليها الأشغال «دقيقة جدا»، مؤكدا أن «فريقا خاصا سيتم إنزاله إلى الحفرة التي تم إحداثها بموازاة البئر من أجل مباشرة الحفر اليدوي».
وأشار المسؤول إلى أن «السلطات تعمل جاهدة بالتعاون مع مهندسين وتقنيين طوبوغرافيين على مسح المنطقة وتجنب الانهيارات التي قد تكون خطيرة لحظة إنزال الفريق الذي يقوم بالحفر الأفقي»، مؤكدا أن «الأمل مازال قائما بخصوص الوضعية الصحية للطفل ريان وبقائه على قيد الحياة»، مبينا أن «الطفل ريان لم يتناول الطعام صباح الجمعة، غير أنه مزود بالأكسجين على مدار الساعة والدقيقة دون توقف».
ولا تزال محنة الطفل ريان ذي الخمس سنوات تشغل المغرب والعديد من البلدان العربية، وجلبت قضيته تعاطفا كبيرا للرأي العام الوطني والدولي.