مدن مغربية بماض من ذهب وحاضر من تراب
مع Télé Maroc
في عهد المولى إسماعيل، الذي حكم المغرب ما بين سنوات 1672 و1727، تحولت أزمور إلى مدينة حقيقية تدر على الدولة المغربية مداخيل مهمة جدا، استعملت في بناء سور مدينة مكناس، بل استطاع المولى إسماعيل، الذي وصلت شهرته إلى بريطانيا وفرنسا وإيطاليا مفاوضة هذه الدول، بل وهددها من خلال أرشيف المراسلات بالحرب، بقوة ميناء أزمور لكي يحصل على تنازلات من دول أوربية مقابل السماح لها بالتعامل التجاري مع ميناء أزمور.
أما الصويرة التي يعرفها المغاربة اليوم بمدينة «الرياح» و«كناوة» دون أي دور اقتصادي يذكر، فقد كانت إلى حدود سنة 1870، أول مدينة مغربية على الإطلاق تصل إلى العالمية ويصبح ميناؤها نقطة وقوف إجبارية لكل سفن العالم التجارية.
تارودانت هي الأخرى، لديها تاريخ مدفون وراء سورها السميك الذي تهاوت أجزاء مهمة منه بينما طال البناء العشوائي أطرافا أخرى. هذه المدينة كانت أول عاصمة إفريقية تعرف بناء مصنع كبير لصناعة السكر وتصديره إلى بريطانيا. حتى أن الملكة إليزابيث الأولى بعثت إلى المولى المنصور السعدي تطلب منه بلباقة وأدب أن يسمح ببناء شركة بريطانية في المغرب دورها هو شراء السكر المصنوع في تارودانت ونقله إلى لندن واعتباره «ماركة» خاصة لا يحصل عليها إلا البريطانيون من تارودانت..
هذه قصص مدن ماضيها، للأسف، كان أفضل بكثير من حاضرها الحالي..