هكذا تحولت مقاهي المنتزه البحري بالبيضاء إلى مراحيض
مع Tele Maroc
بعد أقل من سنة على تسليم المنتزه البحري لمسجد الحسن الثاني إلى البيضاويين، والذي كلف إنجازه 200 مليون درهم، بات يصادف جل من يرتاد هذا الشريط مختلف مظاهر وأشكال الإهمال ومن تجلياته تحول بعض المرافق إلى مرتع للتبول والنفايات مع تضرر بارز في الأرضيات.
وكشف مصدر وثيق الاطلاع من مجلس البيضاء، أن جائحة كورونا أجلت تفويت المطاعم والمقاهي التي يتوفر عليها المنتزه البحري إلى شركات أو أشخاص ذاتيين، من أجل المنفعة العامة، مشيرا في نفس الوقت إلى أن المجلس يبحث فكرة إضافة عربات مجرورة إلى المطاعم تقدم بدورها وجبات خفيفة على امتداد 13 هكتارا بالمنطقة.
وأوضح نفس المتحدث أن تدبير المشروع يقع على عاتق مجلس المدينة وأن الدورة المقبلة للمجلس، المرتقبة غدا الخميس، ستحسم في تفويت هذه المطاعم إلى شركات أو أشخاص ذاتيين بموجب دفتر تحملات قيد الدراسة والإنجاز في الوقت الحالي.
وألقى نفس المتحدث باللوم على شركات النظافة، بخصوص الحالة السيئة لبعض الممرات، من انتشار للنفايات والأزبال، وتكدس الأكياس البلاستيكية، ما يعرقل الأنشطة الرياضية والترفيهية للمرتادين.
وضمن النقاط السوداء التي يشهدها الفضاء تضرر حالة الأرصفة والعلامات بمنتزهات مسجد الحسن الثاني، والتي قد تساعد المرتادين في تنقلهم بين المسارات، فيما تعرقل بعض الأرضيات الرملية المتبقية من الأشغال أنشطة المرتادين.
وكلف المنتزه البحري لمسجد الحسن الثاني أزيد من 200 مليون سنتيم، ويمتد على مساحة 13 هكتارا ويضم فضاءات ترفيهية ورياضية. بحيث كانت أشغاله قد شهدت تأخرا لأزيد من سنة، من طرف شركة الدار البيضاء للتهيئة بشراكة مع المديرية العامة للجماعات المحلية، وكانت قد انطلقت يناير 2017 وكانت تقضي بالانتهاء من عملية الإنجاز سنة 2019.
وعاينت "الأخبار" تضرر عدد من المسارات بالمنتزه والمخصصة للجري، على طول الشريط الساحلي، انطلاقا من مسجد الحسن الثاني إلى غاية منطقة العنق، كما تحولت المطاعم والمقاهي التي كان يفترض أن يوفرها المشروع لفائدة المواطنين، إلى مراحيض وملاذ للمتشردين.
ومن ضمن أشكال التهميش الذي شهده المنتزه البحري، انتشار الصدأ بعدد من الأبواب الحديدية الخاصة بالمشروع، مع تضرر الأرضيات وتحول بعض المناطق الخضراء إلى أراض متربة.
وتشير مختلف المعطيات السالفة إلى غياب شركات للتتبع في مجال الصيانة والمراقبة، خاصة أن مجلس البيضاء، وهو الجهة التي يقع أمر تدبير المشروع عليها، يرمي بجودة خدمات هذا الفضاء على عاتق شركات النظافة، في غياب أي جهة تشرف على تدبير وتسيير المرفق الذي كلف أزيد من 20 مليار سنتيم.
وتعتري مشروع إنجاز كورنيش العنق الذي يعتبر بدوره امتدادا لتهيئة منتزهات الحسن الثاني، مجموعة من النقائص، ضمنها تضرر ممرات الراجلين، بحيث يخلف الإهمال المتواصل لمختلف مرافق المشروع استياء البيضاويين، الذين يعبرون عن ذلك عبر مجموعات فيسبوكية تتداول بخصوص الصدأ الظاهر على الحواجز الحديدية والأبواب، من خلال تدوينات تتسم بالغضب.