قرار بإخلاء مستشفى سطات بعد ارتفاع إصابات كورونا في صفوف الأطر الصحية
مع تيلي ماروك
استنفرت السلطات الصحية بالمديرية الإقليمية بسطات، ومعها جهاز الطب العسكري المتواجد بالمستشفى الإقليمي بالمدينة، كل مصالحهما، أول أمس الاثنين، لعقد اجتماع طارئ خصص لمناقشة الوضع الصحي داخل المستشفى الإقليمي، وخاصة البروتوكول الصحي المتبع خصوصا في ما يتعلق بالحماية الخاصة للمهنيين العاملين في مسارات «كوفيد19»، وعدم تعريضهم لخطر الإصابة، وهو الاجتماع الذي عقد مباشرة بعد تسجيل ارتفاع عدد الحالات المسجلة بالفيروس داخل صفوف الأطر الصحية العاملة بالمستشفى نفسه، والتي بلغة 10 حالات مؤكدة، (طبيبان وخمسة ممرضين تابعين لوزارة الصحة، إلى جانب متدربين وعاملين تابعين لشركة للمناولة بالمستشفى نفسه، أحدهما بستاني والآخر مكلف بنقل المرضى (Brancardier)، إضافة إلى عاملة نظافة).
وهو الاجتماع الذي خلص إلى الموافقة على قرار نقل جميع المرضى المتواجدين بالمستشفى، والأنشطة الصحية التي يتم العمل بها بالمصالح الأخرى، إلى كل من مصحة الضمان الاجتماعي ومصحة الزيتون بالمدينة، وهو إجراء استعجالي اتخذته المديرية الإقليمية لوزارة الصحة بسطات، بتنسيق مع إدارة المصحتين ومسؤوليهما الذين وضعوا جميع المرافق بالمصحتين رهن إشارة السلطات المحلية والصحية بالمدينة، حيث تقرر نقل كل الأنشطة الاستشفائية والعلاجية وحتى التدخلات الاستعجالية، من استشفاء، تمريض وتوليد، والعمليات الجراحية من مستشفى الحسن الثاني بسطات إلى المصحتين معا.
وبحسب مصادر «تيلي ماروك»، فإن قرار إخلاء المستشفى من المرضى العاديين وترحيل جميع الأنشطة العلاجية والاستشفائية يأتي لمحاصرة بؤرة الفيروس التي طالت 10 عاملين بالمستشفى في ظروف لازالت لم تعرف بعد، وكذا للحد من انتشار الإصابات بين الأطقم الصحية العاملة بالمستشفى، وإبعاد المرضى عن مكان الفيروس، مع اتخاذ قرار من طرف المديرية الإقليمية ومصالح الطب العسكري بضرورة الاحتفاظ بالمستشفى الإقليمي كمستشفى خاص بالحالات المصابة بفيروس (كوفيد19)، مع العمل على تنزيل مضامين البروتوكول الصحي المتبع لمحاربة الفيروس، في حين طالبت الأطر الصحية بالمستشفى الإقليمي إدارة المستشفى والمديرية الإقليمية بإلزامية التقيد بمضمون التدابير والإجراءات الجديدة لتوفير أقصى ما يمكن لحمايتهم من فيروس كورونا، خاصة أنهم يوجدون في الصفوف الأولى لمواجهة الوباء، في ظل غياب وسائل الحماية، عكس ما جاءت به الدورية عدد 2020/032 التي وجهها وزير الصحة للمديرين الجهويين لتذكيرهم بتطبيق مضامين الدورية عدد 2020/21 الصادرة عن مديرية الأوبئة والأمراض المتنقلة، خصوصا في ما يتعلق بالحماية الخاصة للمهنيين العاملين في مسارات «كوفيد19»، وعدم تعريضهم لخطر الإصابة، خاصة وأن واقعة تزايد عدد العاملين بالمستشفى بفيروس كورونا تطرح مجموعة من علامات الاستفهام حول مدى احترام إدارة المستشفى الإقليمي للبرتوكول الخاص بمسار المصابين بفيروس كورونا، حيث تغيب عملية المراقبة ببعض الممرات داخل المستشفى مع ترك غرباء يخالطون المرضى كما هو الحال بالنسبة إلى الممرضين المتدربين وعمال شركة المناولة، دون توفير وسائل الحماية.