منظمة الصحة تعلق تجارب الكلوروكين ووزارة الصحة تؤكد فعاليته في علاج مرضى كورونا
مع تيلي ماروك
ما زال الجدل محتدما على الصعيد العالمي بخصوص استعمال عقار الملاريا، هيدروكسي كلوروكين، الذي تستخدمه العديد من البلدان في علاج المرضى المصابين بفيروس كورونا المستجد. وفي هذا الإطار قررت منظمة الصحة العالمية أخيرا تعليق التجارب السريرية التي تتضمن العقار.
تعليق تجارب الكلوروكين
أعلنت منظمة الصحة العالمية تعليق التجارب السريرية لعقار هيدروكسي كلوروكين لعلاج المصابين بفيروس كورونا «كوفيد-19»، حتى إشعار آخر. وقالت المنظمة، أول أمس الاثنين، إنها علقت «مؤقتا» التجارب السريرية للعقار والتي تجريها مع شركائها في دول عدة، وذلك في إجراء وقائي. وأوضح المدير العام للمنظمة، تيدروس أدهانوم غيبرييسوس، في مؤتمر صحفي عبر الإنترنت، أن هذا القرار يأتي بعد نشر دراسة، الجمعة، في مجلة «ذي لانسيت» الطبية، اعتبرت أن اللجوء إلى الكلوروكين أو مشتقاته مثل هيدروكسي كلوروكين للتصدي لكوفيد-19، ليس فاعلا وقد يكون ضارا. وأعلنت منظمة الصحة العالمية أنها تعتزم الإسقاط المؤقت لعقار «هيدروكسي كلوروكين» - دواء الملاريا الذي قال الرئيس الأمريكي دونالد ترامب إنه يتناوله - من دراستها العالمية لعلاجات كوفيد – 19 التجريبية، قائلة إن خبراءها بحاجة إلى مراجعة جميع الأدلة المتاحة حتى الآن، في حين مازالت العلاجات الأخرى في الدراسة، بما في ذلك العلاج التجريبي «رمديسيفير» والعلاج المركب لفيروس نقص المناعة البشرية، قيد المتابعة.
وأوضحت مصادر مسؤولة بوزارة الصحة أن قرار منظمة الصحة العالمية يتعلق بتوقيف التجارب السريرية وليس توقيف العلاج بهذا الدواء. وأشارت المصادر إلى أن منظمة الصحة العالمية تشرف على حوالي 20 تجربة سريرية بمختلف دول العالم حول اختبار لقاحات وأدوية لعلاج المصابين بفيروس كورونا. وأكدت المصادر أن وزارة الصحة لم تقرر إدخال أي تعديل على البروتوكول العلاجي لمرضى «كوفيد 19»، وذلك بعد تحيينه آخر مرة يوم 20 ماي الجاري، وفق دورية وجهها وزير الصحة، خالد آيت الطالب، إلى مديري المراكز الاستشفائية، تتضمن طريقة جديدة ومحينة لعلاج المصابين بفيروس كورونا، استنادا إلى دراسة أنجزتها مديرية علم الأوبئة ومحاربة الأمراض بتشاور مع اللجنة التقنية والعلمية للبرنامج الوطني للوقاية والحد من انتشار الأنفلونزا والالتهابات التنفسية الحادة والشديدة.
نجاعة الكلوروكين
أفادت مصادر مختصة بأن البروتوكول العلاجي لمصابي كورونا يتضمن خطين للعلاج، الأول يعتمد عقار الكلوروكين لمدة 10 أيام، وفي حالة عدم الاستشفاء يتم اللجوء إلى الخط الثاني بالاعتماد على مضادات الفيروسات. وأكدت المصادر أن دواء الكلوروكين أثبت نجاعته في علاج المرضى وتقليص نسبة الوفيات منذ الشروع في استعماله، دون أن تظهر على المصابين الذين استعملوا هذا الدواء أي أعراض جانبية، أو أضرار صحية، حيث لا يتم استعمال هذا الدواء بعلاج الحالات الحرجة التي تعاني من أمراض أخرى مزمنة، ويستعمل لعلاج الحالات المؤكدة لمدة 10 أيام، والأشخاص المخالطين لهم قبل ظهور نتائج التحاليل المخبرية، حيث إذا كانت سلبية يتم توقيف العلاج في اليوم الخامس، وإذا كانت النتائج إيجابية يتم استكمال علاج المرضى وفق البروتوكول المعمول به. وأبرزت المصادر أنه بالنسبة للحالات التي تظهر عليها أعراض متقدمة لا يستعمل الكلوروكين في العلاج إلا بعد إنجاز جميع التحاليل المخبرية لمعرفة الوضعية الصحية للمريض وهل يعاني من أمراض أخرى. وبخصوص الأعراض الجانبية، أوضحت المصادر أن عقار الملاريا يستعمل لعلاج أمراض مزمنة من قبيل «الروماتيزم» والتهاب المفاصل، وهناك مرضى يتناولون هذا العقار يوميا منذ 20 سنة دون أن يتسبب لهم في أية مشاكل صحية أو أعراض جانبية.
وحسب دورية وزير الصحة، طلبت مديرية علم الأوبئة ومحاربة الأمراض من الأطباء اتباع بروتوكول علاجي جديد أثبت فعاليته ونجاعته بعد عدة تجارب ودراسات. وتتضمن الدورية تعليمات جديدة بتقليص مدة الاستشفاء إلى 10 أيام فقط لإعلان حالات التعافي من الفيروس، بغض النظر عن نتائج التحاليل الطبية التي تجرى للمصاب.
ويسمح البروتوكول الجديد للأطباء بإعلان حالات الشفاء النهائي في اليوم العاشر من العلاج داخل المؤسسات الاستشفائية، وذلك بعد ظهور نتائج التحاليل سلبية واختفاء الأعراض المرضية، وبالنسبة للحالات الأخرى، التي تظهر نتائج التحاليل إيجابية، وأنهم يحملون الفيروس بعد خضوعهم للعلاج وفق البروتوكول المعمول به، يتم اعتبارها كذلك حالات شفاء، ويمكنها مغادرة المستشفى في اليوم العاشر، شريطة إخضاعها للحجر الصحي لمدة 14 يوما، على غرار الحالات التي تعافت نهائيا، إما بمنازلها إذا كانت لديها الإمكانيات للعزل داخل غرف فردية، والالتزام بالتباعد الاجتماعي مع وضع الكمامات، وفي حالة عدم توفر هذه الإمكانيات يجب وضع هذه الحالات في أماكن تخصص لهذا الغرض مثل الفنادق والمؤسسات السياحية، وبعد مرور مدة 14 يوما، يتم إخضاعها لتحاليل مخبرية، وفي حالة ظهور نتائج سلبية، يتم إعلان شفائها النهائي ويمكنها ممارسة حياتها العادية، لكن في حالة ظهور نتائج إيجابية، يتم فرض حجر إضافي على أصحاب هذه الحالات لمدة سبعة أيام، ثم إخضاعهم للتحاليل، ولا يتم رفع الحجر عنهم إلا بالتأكد من ظهور نتائج سلبية.
تقليص مدة العلاج بالكلوروكين
تتضمن دورية وزارة الصحة مستجدات في بروتوكول العلاج بعد تحيينه من طرف اللجنة العلمية المختصة، وذلك بتقليص مدة العلاج بدواء «كلوروكين» أو «سلفات هيدروكسيكلوروكين»، إلى 10 أيام عوض 15 يوما، حيث كان البروتوكول الجديد ينص على علاج المصابين بهذا الدواء لمدة 10 أيام، ثم تجرى لهم التحاليل المخبرية للتأكد من تماثلهم للشفاء، وإذا كانت النتيجة سلبية، يتم الإعلان عن الشفاء النهائي، وإذا كانت النتيجة إيجابية، يتم الانتقال إلى المرحلة الثانية من العلاج بإضافة مضادات الفيروسات، وإذا ظهرت تعفنات، تضاف المضادات الحيوية ومضادات تجلط الدم.
وكان وزير الصحة قد عمم مذكرة على جميع مديري المراكز الاستشفائية، التي تستقبل المصابين بفيروس كورونا، باستعمال دواء «كلوروكين» لعلاج كل الحالات التي تظهر عليها أعراض الفيروس حتى قبل ظهور نتائج التحليلات الطبية. ودعت مذكرة الوزير إلى اعتماد بروتوكول العلاج الذي أوصت به وزارة الصحة، بالنسبة لكل الحالات المشتبه بإصابتها بفيروس كورونا قبل ظهور نتائج التحليلات الطبية لربح الوقت وقبل تفاقم الوضعية الصحية للمصابين. ودعا الوزير إلى وقف العلاج في حالة ظهور نتيجة سلبية، وفي حالة ظهور نتيجة إيجابية، حث الوزير على استكمال العلاج لمدة 10 أيام بالنسبة للحالات المستقرة، ثم إجراء اختبار للتأكد من شفاء المصابين. وبالنسبة للحالات التي تكون في وضعية حرجة داخل غرف الإنعاش، حث الوزير على إجراء اختبار في اليوم العاشر، ثم اتباع وصفة علاج أخرى.