رئيس جماعة يحرم 200 تلميذ من النقل المدرسي بالحوز
مع Télé Maroc
لا يزال إقليم الحوز، أكبر الأقاليم المتضررة على المستوى الوطني من الهدر المدرسي، بسبب وعورة المسالك الطرقية، وعدد من الأسباب الأخرى باعتباره إقليما جبليا بامتياز، حيث واستنادا إلى ما توصلت إليه «الأخبار» من مصادر متطابقة، فقد أقدم رئيس جماعة أنكال، منذ الأسبوع الماضي، على توقيف خدمة النقل المدرسي، وهو الشيء الذي تسبب في غياب أكثر من 200 طفل متمدرس عن الدراسة، نتيجة اعتمادهم الكلي على هذه الخدمة، التي كلفت ملايين الدراهم من قبل المبادرة الوطنية للتنمية البشرية.
وحسب المعلومات التي حصلت عليها الجريدة من قبل مجموعة من الحقوقيين على مستوى إقليم الحوز، فلم يكن هذا التوقيف المباشر لخدمات النقل المدرسي هو الأول من نوعه، خلال الموسم الدراسي الجاري، بل سبقته توقيفات أخرى أدت إلى تعطيل الدراسة لأيام، بسبب غياب التلاميذ عن فصولهم الدراسية، وهو ما أفضى إلى خروج أولياء التلاميذ للاحتجاج، إذ كانت هناك مراسلات في هذا الشأن، وذلك بعدما كان «الكاتب العام لعمالة الحوز قد أشر عقب اجتماع كبير، على تفويت سيارات النقل المدرسي بجماعة أنكال لجمعية مدنية، وهو الشيء الذي تم بالفعل، غير أن رئيس الجماعة رفض منح دعم مالي لهذه الجمعية».
وفي هذا الصدد، خرج عدد من المستشارين الجماعيين على مستوى الجماعة ذاتها للتنديد بقرار رئيسها، والذي قالوا عنه إنه يساهم بشكل مباشر في التسبب بالهدر المدرسي داخل إقليم يعاني أصلا من هذا المشكل المؤرق، بسبب وعورة المسالك الطرقية، وبعد المدارس عن عدد من المراكز القروية والدواوير، بالرغم من إعطاء الانطلاقة أخيرا من قبل وزارة التجهيز والماء، لتشييد وبناء عدد كبير من الطرق بالإقليم، حيث أكدوا كذلك على أن الجماعة تتحمل وزر تغيب التلاميذ، مطالبين ولاية الجهة بالتدخل في هذا الأمر.
واستنادا إلى ما توصلت إليه «الأخبار» من قبل مصدر مطلع من داخل الجماعة المذكورة، فإن السبب الرئيس في عدم تحرك سيارات النقل المدرسي، خلال الأسبوع المنصرم، يتمثل في التحريض الذي يمارسه أعضاء بعض الأحزاب وعدد من مكونات المعارضة، حيث يحرضون أولياء التلاميذ على عدم دفع مستحقات النقل المدرسي، وهو ما يعطل بشكل أوتوماتيكي تحرك الحافلات المذكورة، حيث أشار المصدر نفسه إلى أن تحركات أحد المستشارين عن حزب الاستقلال هي السبب الأول والأخير في ما يحصل، مرجعا الأمر إلى عدم تقبله إلى حدود الساعة خسارته للانتخابات الجماعية بالمنطقة.
واستنادا إلى ما تم نشره على مواقع التواصل الاجتماعي، فقد وجه عدد من المستشارين أصبع الاتهام إلى بعض المستشارين عن المعارضة، حيث أكدوا على أنهم يقومون بتحريض السكان ضد رئيس الجماعة، وذلك من خلال استغلال ضعف الساكنة، بحكم الأزمات المالية التي تمر منها، من أجل الوصول إلى مآرب أخرى. كما تم توجيه أصابع الاتهام في توقيف النقل المدرسي إلى أحزاب معينة، لعرقلة رئيس الجماعة المنتمي لحزب التجمع الوطني للأحرار، وذلك بسبب قلة الموارد المالية الموجودة أصلا بالجماعة المذكورة.
وكان عامل إقليم الحوز، مرفوقا برئيس المجلس الإقليمي السابق، قد أشرف قبل سنة على توزيع عدد من سيارات النقل المدرسي لفائدة الجماعات الترابية بالإقليم، حيث بلغ عدد السيارات الموزعة 17 سيارة، بمبلغ إجمالي يقارب 5 ملايين درهم، لتنضاف بذلك إلى 16 سيارة نقل مدرسي أخرى تم تسلمها من جهة مراكش- آسفي، تبعا لطلب السلطة الإقليمية، من أجل تعزيز أسطول النقل المدرسي بالإقليم، وتسهيل ولوج تلاميذ الجماعات الترابية إلى المؤسسات التعليمية، بهدف محاربة الهدر المدرسي وتشجيع تمدرس الفتاة بالعالم القروي، حيث وصل عدد السيارات التي استفادت منها جماعات الإقليم إلى حوالي 33 سيارة.