سكان فم الحصن بطاطا يحصون مخلفات الحريق
مع Télé Maroc
إتلاف 20 ألف نخلة و25 هكتارا من المساحات المزروعة
أحصى سكان منطقة «أمي أكادير» بجماعة فم الحصن بإقليم طاطا الخسائر الفادحة التي خلفها الحريق الذي شب في واحة نخيل المنطقة يوم الثلاثاء الماضي.
واستنادا إلى تقرير أعدته جمعية «تركا إلماتن» للتنمية الفلاحية بدوار «إمي أكادير»، فإن الحريق الذي شب وسط الواحة أتى على أكثر من 25 هكتارا من المساحات المغروسة، كما أتلف أكثر من 20 ألف نخلة، بالإضافة إلى عدد كبير من الأشجار المثمرة كالرمان والتين والخروب. واعتبر التقرير أن هذه الخسائر الأولية شكلت ضربة موجعة للسكان المحليين، وللفلاح الصغير، وذلك لكون الحريق تزامن مع فترة جني التمور التي تعتبر المورد الأساسي.
وكشف التقرير أن الحريق الأخير خلف حالة من الرعب والهلع في صفوف السكان، الذين هبوا إلى مكانه من أجل تطويقه باستعمال الإمكانيات المتاحة في انتظار وصول عناصر الوقاية المدنية، إلا أن شح المياه في الساقية بسبب الجفاف، وانعدام المسالك للولوج إلى داخل الواحة، وهبوب رياح قوية، أدت إلى انتشار النيران واتساع رقعتها بسرعة كبيرة في أماكن متفرقة، مما حال دون السيطرة عليها، رغم مجهودات السكان وعناصر الوقاية المدنية والسلطات المحلية والمنتخبين.
وطالب سكان المنطقة بضرورة إيفاد لجنة تقنية لتقييم الأضرار والخسائر بشكل دقيق والوقوف على حجم الكارثة، إضافة إلى ضرورة إقرار تعويض مادي منصف للمتضررين. كما طالب فلاحو المنطقة، بالتعجيل بحفر ثمانية آبار وتجهيزها بالطاقة الشمسية، مصحوبة بصهاريج على طول الواحة من أجل تقوية صبيب الساقية الذي أضحى في تناقص مستمر بسبب توالي سنوات الجفاف، وتنقية سد «ترشت» من الأوحال، ثم تمديد خطارات«موأفردو» على امتداد 60 مترا، وتوفير فسائل النخيل وشتائل الأشجار المثمرة ذات الجودة العالية وبكميات كافية للفلاحين المتضررين. ومن أجل حماية الواحة من الحرائق مستقبلا، طالب المتضررون بشق مسالك للولوج إلى داخل الواحة دون معيقات، ومد قنوات لإطفاء الحرائق على طول الواحة.
وتتعرض الكثير من واحات النخيل بإقليم طاطا إلى حرائق مدمرة بين الفينة والأخرى، ذلك أنه خلال السنة الجارية، أتلفت أربع حرائق متتالية واحات مناطق متعددة بالإقليم، فقد سبق أن تعرضت واحة «إمي أكادير»نفسها إلى حريق الصيف الماضي، كما اندلع قبل أسابيع فقط حريق بواحة «تمسولت سموكن» بجماعة تمنارت، حيث التهمت النيران مئات أشجارالنخيل بالواحة وحولتها إلى رماد، مخلفة بذلك خسائر مادية جسيمة. وبحسب مصادر محلية، فإن هذا الحريق امتد على مساحات شاسعة تفوق 6 هكتارات، وأتلف حوالي 1600 شجرة نخيل مثمرة، كما أتلف مزروعات وأشجار مثمرة أخرى. وفي بداية موسم الصيف الحالي، تعرضت أيضا واحة «ألوكوم» لحريق مهول، لم تتم السيطرة عليه، إلا بعد تدخل كبير من قبل تشكيلات أمنية ومدنية، كما اندلع قبل ذلك حريق آخر بواحة أكادير تسينت، خلف خسائر محدودة، بعد تدخلات فعالة.