أسترازينيكا تعترف بتسبب لقاحها في جلطات ومتضررون يطالبونها بتعويض
مع télé maroc
بعد عدد من الشكاوى ضد لقاح أسترازينيكا، أقرت شركة الشركة لأول مرة، بعد اعتراضات كثيرة ضد هذه الشكاوى التي وصلت إلى 51 قضية أمام المحكمة، بأن لقاحها ضد كورونا الذي يحمل العلامة التجارية Covishield، قد يسبب آثارا جانبية نادرة بما فيها جلطات الدم وانخفاض الصفائح الدموية. وبدورها، تؤكد منظمة الصحة العالمية أن للقاح أسترازينيكا عواقب وخيمة على حياة الإنسان قد تصل للوفاة.
لأول مرة، اعترفت شركة «أسترازينيكا» من خلال وثيقة أمام المحكمة بأن لقاحها ضد فيروس كورونا يمكن أن يسبب آثارا جانبية نادرة، في تحول واضح قد يمهد الطريق للحصول على تعويضات قانونية بملايين الجنيهات الإسترلينية. ووفق ما نشرته صحيفة «التلغراف» البريطانية، تتم مقاضاة شركة الأدوية العملاقة في دعوى جماعية بسبب مزاعم بأن لقاحها، الذي تم تطويره مع جامعة أكسفورد، تسبب في الوفاة وإصابة خطيرة في عشرات الحالات. ويقول المحامون إن اللقاح أنتج آثاراً جانبية كان لها تأثير مدمر على عدد صغير من العائلات.
وتم تطوير Covishield من قبل الشركة البريطانية السويدية أسترازينيكا بالتعاون مع جامعة أكسفورد بالمملكة المتحدة، وإنتاج معهد المصل الهندي، وتم توزيعه على نطاق واسع في أكثر من 150 دولة، بما في ذلك بريطانيا والهند.
ووجدت بعض الدراسات التي أجريت خلال الوباء أن اللقاح كان فعالا بنسبة 60 إلى 80 في المائة في الحماية من فيروس كورونا المتحور. ومع ذلك، وجدت الأبحاث منذ ذلك الحين أن Covishield يمكن أن يتسبب في إصابة بعض الأشخاص بجلطات دموية، والتي قد تكون قاتلة.
وأكدت منظمة الصحة العالمية بدورها أن Covishieldيمكن أن يكون له آثار جانبية تهدد الحياة، مبينة أنه "تم الإبلاغ عن حدث ضار نادر جدا يسمى تجلط الدم مع متلازمة نقص الصفيحات، والذي يتضمن أحداث تخثر الدم غير العادية والشديدة المرتبطة بانخفاض عدد الصفائح الدموية، بعد التطعيم بهذا اللقاح".
قضايا ضد أسترازينيكا
وتم رصد الحالة الأولى العام الماضي لجيمي سكوت، أب لطفلين، إثر إصابته بجلطة دموية ونزيف في الدماغ منعه من العمل بعد حصوله على اللقاح في أبريل 2021، وقد اتصل المستشفى الذي يُعالَج فيه بزوجته ثلاث مرات ليخبرها أن زوجها سيموت.
وتطعن شركة أسترازينيكا في هذه الادعاءات، لكنها قبلت، في وثيقة قانونية قدمتها إلى المحكمة العليا في فبراير الماضي، أن لقاحها المضاد لفيروس كورونا "يمكن، في حالات نادرة جدا، أن يسبب متلازمة تجلط الدم ونقص الصفيحات الدموية (Thrombosis Thrombocytopenia Syndrome TTS)".
وفي متلازمة "تي تي إس" (TTS) يحدث تجلط في الدم مع نقص الصفيحات، مما يؤدي إلى إصابة الأشخاص بجلطات دموية، وانخفاض عدد الصفائح الدموية.
وقد تم رفع 51 قضية أمام المحكمة العليا، حيث يسعى الضحايا وأقاربهم للحصول على تعويضات تقدر قيمتها بما يصل إلى 100 مليون جنيه إسترليني.
و اعتراف أسترازينيكا الذي تم تقديمه في دفاع قانوني أمام دعوى المحكمة العليا التي رفعها سكوت يأتي في أعقاب مشاحنات قانونية مكثفة، وقد يؤدي هذا الاعتراف إلى دفع تعويضات للمتضررين.
وفي رسالة أرسلتها أسترازينيكا لمحامي السيد سكوت خلال ماي 2023، قالت الشركة: نحن لا نقبل أن يكون سبب "تي تي إس" هو اللقاح على المستوى العام.
لكن في الوثيقة القانونية المقدمة إلى المحكمة العليا، قالت أسترازينيكا "من المسلم به أن اللقاح يمكن، في حالات نادرة جدا، أن يسبب تي تي إس".
وأضافت أنه "علاوة على ذلك، يمكن أن يحدث تي تي إس أيضا في غياب لقاح أسترازينيكا-أكسفورد (أو أي لقاح آخر)".
ويقول المحامون إن لقاح أسترازينيكا-أكسفورد "معيب" وفعاليته "مبالغ فيها إلى حد كبير"، وهو ما تنفيه أسترازينيكا بشدة.
وحدد العلماء لأول مرة وجود صلة بين اللقاح ومرض يسمى نقص الصفيحات الخثارية المناعي الناجم عن اللقاحات "في آي تي تي" (VITT)، في وقت مبكر من مارس 2021، بعد وقت قصير من بدء طرح لقاح كورونا.
وقالت كيت سكوت، زوجة السيد سكوت، لصحيفة التلغراف "لقد اعترف أطباء بأن في آي تي تي سببه اللقاح، وشركة أسترازينيكا هي الوحيدة المسؤولة عن حالة جيمي (سكوت).. لقد استغرق قبول الدعوى ثلاث سنوات.. وقد حدث تقدم، لكننا نود أن نرى المزيد، لقد حان الوقت كي تتحرك الأمور بسرعة أكبر".
وأضافت "آمل أن تُحل هذه المشكلة عاجلا وليس آجلا، نحن بحاجة إلى اعتذار وتعويض عادل لعائلتنا وللعائلات الأخرى التي تضررت، فالحق معنا، ولن نستسلم".
رد أسترازينيكا
وقالت أسترازينيكا في بيان "تعاطفنا مع أي شخص فقد أحباءه أو أبلغ عن مشاكل صحية، وسلامة المرضى أولويتنا القصوى، ولدى السلطات التنظيمية معايير واضحة وصارمة لضمان الاستخدام الآمن لجميع الأدوية، بما في ذلك اللقاحات".
وأضافت "من خلال مجموعة الأدلة في التجارب السريرية وبيانات العالم الحقيقي، ثبت باستمرار أن لقاح أسترازينيكا-أكسفورد يتمتع بملف أمان مقبول، وأن فوائد التطعيم على مستوى العالم تفوق مخاطر الآثار الجانبية المحتملة النادرة للغاية".
تظهر الدراسات المستقلة أن لقاح أسترازينيكا كان فعالا بشكل لا يصدق في معالجة الوباء، حيث أنقذ حياة أكثر من 6 ملايين شخص على مستوى العالم في السنة الأولى من طرحه.
وبعد أن قالت منظمة الصحة العالمية إن اللقاح "آمن وفعال لجميع الأفراد الذين تبلغ أعمارهم 18 عاما فما فوق"، رجعت لتقول أنه يمكن أن يكون له آثار جانبية تهدد الحياة، مبينة أنه "تم الإبلاغ عن حدث ضار نادر جدا يسمى تجلط الدم مع متلازمة نقص الصفيحات، والذي يتضمن أحداث تخثر الدم غير العادية والشديدة المرتبطة بانخفاض عدد الصفائح الدموية، بعد التطعيم بهذا اللقاح.
واللقاح الذي أعلن عنه بوريس جونسون عند إطلاقه باعتباره "انتصارا للعلوم البريطانية" لم يعد مستخدما في المملكة المتحدة.
نسب المتضررين
وتظهر الأرقام الرسمية الصادرة عن وكالة تنظيم الأدوية ومنتجات الرعاية الصحية MHRA أن ما لا يقل عن 81 حالة وفاة في المملكة المتحدة يشتبه في أنها مرتبطة بالتفاعل السلبي الذي تسبب في تجلط الدم لدى الأشخاص الذين لديهم أيضًا انخفاض في الصفائح الدموية.
وفي المجمل، توفي ما يقرب من واحد من كل خمسة أشخاص عانوا من هذه الحالة نتيجة لذلك، وفقًا لأرقامMHRA. تدير الحكومة خطة تعويض اللقاح الخاصة بها، لكن الضحايا يزعمون أن 120 ألف جنيه إسترليني غير كافية.
وتظهر الأرقام التي تم الحصول عليها بموجب طلب حرية المعلومات أنه من بين 163 دفعة قدمتها الحكومة بحلول فبراير من هذا العام، ذهب ما لا يقل عن 158 إلى متلقي لقاح أسترازينيكا.
ويمنح نظام دفع أضرار اللقاحات تعويضات لأولئك الذين أصيبوا بسبب اللقاحات أو لأقاربهم. وسبق أن أشارت شركة أسترازينيكا في أوراق المحكمة إلى أن الدعاوى المرفوعة ضد الشركة "مشوشة" و"خاطئة في القانون". وفي ملف الدفاع، قالت شركة الأدوية واللقاحات إن ملف الفوائد والمخاطر للقاح كان ولا يزال إيجابيا.
وأسترازينيكا هي ثاني أكبر شركة مدرجة في المملكة المتحدة، حيث تبلغ قيمتها السوقية أكثر من 170 مليار جنيه إسترليني. رئيسها التنفيذي، السير باسكال سوريوت، هو المدير الأعلى أجرًا بين الشركات المدرجة على مؤشر FTSE 100، حيث تبلغ أرباحه ما يقرب من 19 مليون جنيه إسترليني.
مؤشر Financial Times Stock Exchange 100، ويُطلق عليه أيضًا مؤشر FTSE 100، هو مؤشر سوق أسهم يضم 100 شركة من الشركات الكبرى ذات رأس المال العالي المدرجة في بورصة لندن.