حجز سيارات فارهة لدى نصاب انتحل صفة وكيل عام لخرق الطوارئ
مع تيلي ماروك
علمت «تيلي ماروك»، من مصادر جيدة الاطلاع، أن النصاب الخطير الذي انتحل صفة نائب وكيل عام وجرى اعتقاله، مساء الأربعاء، بجماعة أسلو بإقليم تنغير، كان مبحوثا عنه من طرف أجهزة الدرك الملكي والأمن الوطني على الصعيد الوطني، بسبب تورطه في جرائم وصفت بالخطيرة، لم يتم الكشف عن طبيعتها بعد.
وأفادت المصادر بأن المتهم المزداد سنة 1961، والذي قضى حوالي 22 سنة في العمل الإداري بعمالة ابن سليمان قبل أن يتم عزله بسبب زلة إدارية، حجزت لديه السلطات الأمنية المكلفة بالبحث سيارة فخمة من نوع «أودي» كان يركنها بمرأب بإحدى العمارات السكنية بمدينة مراكش، علاوة على حجز السيارة الفارهة من نوع «مرسيدس» التي كان يسوقها وهو في حالة خرق للطوارئ، بعدما تنقل من البيضاء مرورا بمسقط رأسه بمكناس ومنها إلى مدينة الراشيدية، قبل أن يتم توقيفه على مستوى جماعة أسلو بإقليم تنغير، حيث فطنت عناصر الدرك، بعد التنسيق مع النيابة العامة، إلى البطاقة المهنية المزورة التي قدمها لعناصر المراقبة الأمنية بمدخل إقليم تنغير.
وحسب معطيات حصلت عليها «تيلي ماروك»، فقد تبين أن عملية التزوير التي يحترفها المتهم امتدت للسيارة الفارهة التي كانت تقله إلى الراشيدية رفقة شخص آخر، حيث تبين أن لوائح ترقيمها مزورة، ويرجح أنه لجأ لهذه العملية من أجل تمويه المصالح الأمنية التي كانت تطارده على الصعيد الوطني بموجب مذكرات البحث المتابع بها، اعتقادا منه أن ترقيم السيارة قد يعجل باعتقاله، في الوقت الذي كان مطمئنا من مواجهة «الباراجات» كيف ما كان نوعها باستعمال بطاقة مسؤول قضائي كبير برتبة نائب للوكيل العام تحمل معطيات تخص شخصية قضائية وتوقيعا رسميا، مع تزوير هوية صاحبها بعد أن قام بتثبيت صورته الشخصية عليها، وهو ما مكنه من تجاوز بروتوكولات التفتيش بكل نقط المراقبة والسدود القضائية والإدارية خاصة المرتبطة بطوارئ كورونا، إلا أن يقظة عناصر الدرك الملكي والنيابة العامة بالمحكمة الابتدائية بتنغير أطاحت مساء الأربعاء، حيث وضع رهن الحراسة النظرية لصالح البحث الذي تكلفت به مصالح سرية الدرك الملكي بتنغير بتنسيق مع المصالح المركزية بالقيادة العليا للدرك الملكي بالرباط، التي ينتظر أن تدخل على خط التحقيقات بسبب تشعب وخطورة الجرائم التي ارتكبها المتهم بعد انتحال صفة مسؤول قضائي، والجرائم السابقة المنسوبة له قبل طوارئ كورونا. ولم تستبعد مصادر «تيلي ماروك» أن تمتد التحقيقات إلى ثروته وعلاقاته المشبوهة بعد أن تمكن من اختراق أجهزة كثيرة وشركات باستعمال هويات مزورة.
يذكر أن عناصر الدرك الملكي بسرية تتغير، بتنسيق مع المركز الترابي اسلو، كانت قد نجحت في إيقاف شخص مساء الأربعاء، بتهمة انتحال صفة مسؤول قضائي رفيع المستوى، من أجل النصب وممارسة النقل السري بين المدن الذي تطارده السلطات الترابية والأمنية بمختلف جهات المملكة تطبيقا لإجراءات الطوارئ وعزل المدن التي تعرف انتشار وباء كورونا، حيث قام بتزوير بطاقة مهنية ضمنها معلومات مغلوطة بكونه وكيلا عاما للملك وشرع في استعمالها في عمليات نصب خطيرة، استهدفت أساسا نقط المراقبة والتفتيش المكلفة بتنزيل إجراءات الطوارئ الصحية الرامية إلى منع التنقلات غير المرخصة والضرورية، واستطاع، حسب التحريات الأولية التي خضع لها من طرف مصالح الدرك الملكي بالمركز الترابي اسلو، اختراق عشرات السدود القضائية من الدار البيضاء حتى منطقة اسلو بإقليم تنغير من أجل نقل شخص آخر من مواليد السبعينات إلى مسقط رأسه بالراشيدية لقضاء فترة الحجر الصحي مع أسرته، وقد أكد هذا الأخير أنه لم يكن يعلم بانتحال المتهم لهذه الصفة، مضيفا أنه أوهمه فعلا أنه مسؤول قضائي كبير.