جلسة شاي تنتهي بإحراق مساحة خضراء بكلميم
مع Télé Maroc
تحولت مساحة كبيرة من فضاء أخضر بـ «كورنيش» مدينة كلميم المحاذي لواد أم العشار إلى رماد أسود، وذلك بسبب بقايا نيران ملتهبة تركها بعض الأشخاص بعين المكان قبل مغادرتهم نحو منازلهم.
وبحسب المعطيات، فقد أدى الرماد الملتهب إلى إحراق مساحة شاسعة من الجزء الشمالي الغربي لـ «الكورنيش»، بعدما اشتعلت بعض الجمرات المدسوسة وسط الرماد بفعل الرياح القوية التي عرفتها المنطقة خلال اليومين الماضيين، مما أدى إلى إحراق أعشاب ونباتات المساحة الخضراء المحاذية للوادي. وقد تدخلت عناصر الوقاية المدنية بعد ذلك، حيث تمت محاصرة النيران قبلإطفائها، لكنها خلفت بقعة سوداء كبيرة شوهت المنظر العام للمساحة الخضراء بـ«الكورنيش».
وأفادت مصادر مطلعة بأن هذا الحريق سببه جمرات ملتهبة تركها بعض الأشخاص وسط أعشاب الـ«كورنيش» بعد انتهائهم من جلسة شاي مساء اليوم نفسه، حيث دأب رواده على الجلوس بعين المكان واحتساء كؤوس الشاي مساء كل يوم. وبحسب المعطيات، فإنه لولا تدخل عناصر الوقاية المدنية في الوقت المناسب لامتدت شظايا الجمرات وألسنة اللهب نحو المنازل المجاورة، خصوصا وأن رياحا قوية عرفتها مدينة كلميم خلال اليوم نفسه.
إلى ذلك، دخلت الجماعة الترابية لكلميم على الخط، حيث استنكرت وشجبت هذه «السلوكات المستهترة»، كما أهابت بمرتادي المتنزهات والحدائق العمومية بالالتزام بقواعد السلامة والوقاية، وتجنب كل ما من شأنه أن يتسبب في اندلاع الحرائق، وذلك حفاظا على المتنزهات والمساحات الخضراء بصفة خاصة، كما أهابت بجميع المواطنين من سكان المدينة ومكونات المجتمع المدني والسلطات المحلية، التعاون وتضافر الجهود كل من موقعه، لترسيخ ثقافة المحافظة على المرافق والتجهيزات العمومية بصفة عامة، ولنشر مبادئ التوعية والتحسيس بأهمية ووظائف و جمالية هذه المنشآت.
ويعد«كورنيش» المدينة، أحد أهم المتنفسات المهمة لسكان المدينة وزوارها، ذلك أنه يمتد على عدة هكتارات، إذ جرت إعادة هيكلته من جديد، بعد أن تعرض للتخريب والاتلاف، لتعاد له المكانة المرموقة التي يستحقها.وقد شملت إعادة تهيئته؛ تعزيز الإنارة العمومية به والتشجير والسقي المستمر وتوفير الآلات الرياضية، وألعاب الأطفال وملاعب خاصة بكرة القدم والسلة وغيرها من الرياضات التي يمارسها شباب المدينة. ويعرف هذا المتنفس إقبالا كبيرا من لدن السكان كل يوم، بعدما تحول إلى مساحات خضراء وفضاءات ترفيهية، بعدما كان في السابق أرضا خلاء وفضاء للجانحين، وأضحى متنفسا حيويا يخرج إليه أهل المدينة كل يوم، كما ساهم بشكل كبير في حماية عدد من الأحياء من الفيضانات، بعد تعلية الحاجز الفاصل بينه وبين واد أم العشار.