بالصور.. هكذا نجحت مديرية الحموشي في تأمين أجواء احتفالات رأس السنة
مع
أرخى حادث مقتل السائحتين الاسكندنافيتين بمنطقة إمليل نواحي مدينة مراكش، على يعد عناصر متطرفة، بظلاله على الاستعدادات الأمنية للاحتفال بمطلع السنة الميلادية الجديدة 2019. فقد عاشت جل مدن المملكة، أول أمس (الاثنين)، ليلة استثنائية بمناسبة احتفالات رأس السنة الميلادية، والتي استنفرت عناصر الأمن منذ الساعات الأولى لصباح الاثنين، وذلك تنفيذا للترتيبات الصادرة عن المديرية العامة للأمن الوطني لتأمين الاحتفالات، والتي تم تقديمها بجل الولايات والمناطق الأمنية، وإعطاء الانطلاقة الفعلية المتعلقة بالتغطيات الأمنية التي هيأتها ولايات الأمن، والتي جاء أنها تدخل في إطار الخطة الأمنية لتغطية جل المناطق، وهي الخطة التي تم إعدادها بناء على تعليمات المدير العام للأمن الوطني، عبد اللطيف الحموشي، بغرض الحيلولة دون وقوع حوادث طرق وجرائم تعكر صفو الاحتفالات، بالإضافة إلى حماية وتأمين المنشآت الدينية والسياحية خلال هذه الفترة.
موقع "تيلي ماروك" يرافق رجال الحموشي بشوارع طنجة ليلة نهاية السنة
جندت مصالح ولاية أمن طنجة، نحو 2200 عنصر لتأمين احتفالات ليلة رأس السنة الميلادية 2019، بمختلف النقاط الحساسة والأماكن السياحية وغيرها بشوارع طنجة. وفي هذا الصدد، كشف والي أمن المدينة محمد أوعلا أوحتيت، أثناء إعطاء الانطلاقة الرسمية للفرق المختصة بالثكنة المتواجدة بطريق تطوان، أول أمس الاثنين، أن ظروف هذه السنة تختلف عن سابقتها في ظل التغيرات الدولية والإقليمية. وأكد المسؤول نفسه، في تصريح خاص، "أنه لن نتساهل مع من تخول له نفسه الإخلال بالنظام العام"، معتبرا أن جل التدخلات ستتم في إطار القانون واحترام تام لحقوق الإنسان، وأن هذه الإجراءات تهدف إلى ضمان أمن وسلامة المواطنين المغاربة والسياح الأجانب، على حد قوله.
وحوالي الساعة التاسعة ليلا، انطلق موقع "تيلي ماروك" في جولة مع إحدى الفرق الأمنية التابعة للمصلحة المختصة في الفرقة السياحية، والتي يرأسها مصطفى الولاد، رئيس الفرقة، التي كانت موجهة بالأساس لحماية المنشآت السياحية، حيث تم تجنيد قرابة 20 دورية موزعة على مختلف النقاط السياحية بالمدينة، من ضمنها الفنادق المصنفة وكازينو المدينة، إلى جانب نقاط أخرى لها ارتباط وثيق بهذا المجال. وكشفت مصادر أمنية مسؤولة، أن كل دورية من الفرقة السياحية تضم عنصرين إلى ثلاثة عناصر، ومهمتها القيام بعمليات للتأكد من هوية المشتبه فيهم. كما عاينت الجريدة، خلال مرافقتها للدورية، إيقاف عدد من المشتبه بهم، والذين يشكلون خطورة على المواطنين والسواح، ومن ضمنهم أشخاص كانت بحوزتهم مخدرات، فضلا عن مشتبه بهم ضبطت بحوزتهم أسلحة بيضاء من الحجم الصغير، ووسائل تستعمل في إعداد وترويج المخدرات.
هذا وشكل المتشردون نسبة هامة من الذين جرى إيقافهم على مستوى كورنيش المدينة، فيما لم تسجل أية عملية نوعية من شأنها تهديد الأمن العام، كما كشفت ذلك أيضا مصادر أمنية مؤذون لها، باستثناء جريمة قتل شهدها شارع فاطمة الزهراء بمنطقة بني مكادة، حوالي الساعة العاشرة ليلا، بعد أن استل صاحب مقهى سكينا وجه به طعنة قاتلة إلى شاب في عقده الثالث حاول مهاجمته وكان في حالة سكر طافح. وحسب بعض المعطيات المتوفرة، فإن هذه المصالح انتقلت على وجه السرعة إلى عين المكان، حيث تم إيقاف الجاني المشتبه به، فيما تم نقل الضحية صوب المستشفى الجهوي محمد الخامس، غير أنه لفظ أنفاسه الأخيرة.
إلى ذلك، أفادت مصادر طبية من عين المكان، بأنه لم تسجل أية حوادث خطيرة مقارنة مع السنوات الماضية، إذ اقتصرت مختلف الحوادث التي شهدتها المدينة، حتى حدود الساعة الرابعة صباحا، على حوادث طفيفة لمشاجرات متفرقة واعتداءات بواسطة الأسلحة البيضاء من الحجم الصغير.
أكثر من 2000 عنصر أمن لتأمين احتفالات رأس السنة بأكادير
بشكل استثنائي، ولضمان احتفالات آمنة لزوار عاصمة سوس بمناسبة السنة الميلادية الجديدة، وضعت ولاية أمن أكادير خطة أمنية استباقية هذه السنة، ترتكز أساسا على التواجد الأمني المكثف بالشارع العام وتأمين المنشآت الحيوية والأماكن التي ستشهد هذه الاحتفالات، مع السهر على التغطية الشاملة لباقي قطاعات المدينة.
وباشرت المصالح الأمنية تنفيذ هذه الخطة الأمنية منذ أسابيع عبر تنظيم عمليات أمنية مكثفة وواسعة النطاق، بمشاركة مختلف مكونات الشرطة من أمن عمومي وشرطة قضائية ودراجين وسيارات النجدة، مما مكن من تحقيق نتائج إيجابية على مستوى محاربة الجريمة وتعزيز الشعور بالأمن لدى المواطنين، وإيقاف العديد من المبحوث عنهم والمشتبه بهم، تفاديا لمساهمتهم في خلق البلبلة والفوضى خلال الاحتفالات.
وأفاد مسؤول أمني للموقع، بأن المخطط الأمني المعتمد من طرف ولاية الأمن يرتكز، كذلك، على تشديد المراقبة بالمؤسسات الفندقية والمطاعم ومختلف المواقع السياحية، والتي ستحتضن الاحتفالات، ولاسيما كورنيش المدينة، وكذا تكثيف التواجد الأمني بالوسط الحضري للمدينة، عبر تعزيز دور الفرقة السياحية وتنصيب دوريات ثابتة وأخرى متحركة، مع إقامة سدود إدارية وقضائية بمختلف المحاور.
وأضاف المتحدث، أنه تمت تعبئة مجموعة من الوسائل اللوجيستية والموارد البشرية الكفيلة بتنزيل المخطط الأمني، حيث تم تجنيد مختلف الفرق الأمنية وتعزيزها بعناصر إضافية، إلى جانب القوات العمومية الأخرى والتي يقدر مجموع عددها بـ 2000 فرد، وبوسائل لوجيستية مهمة، على غرار أجهزة رصد المتفجرات، الكلاب المدربة وسيارات للتنقيط بعين المكان، وسيارات مزودة بكاميرات المراقبة وغيرها من المعدات والعتاد. علاوة على تزويد فرق الأبحاث التابعة لمصالح الشرطة القضائية بمختلف المناطق الأمنية بأجهزة التنقيط البيومتري، التي تساعد على تشخيص هوية الأشخاص بواسطة تقنية البصمات.
وحسب المصدر نفسه، فقد وضعت مخططات خاصّة وترتيبات أمنية مناسبة لتأمين سلامة الأشخاص وممتلكاتهم بمختلف الأحياء الشعبية والمحاور الرئيسية بالمدينة، من خلال الرّفع من عدد الدوريات وسيّارات النجدة والدارجين وفرق المرور وفرق الأبحاث التابعة للشرطة القضائية.
وعشية الاحتفالات برأس السنة، اجتمعت كل القوات الأمنية بساحة ولاية الأمن ابتداء من الساعة الثالثة بعد الزوال، حيث قدم والي الأمن كلمة توجيهية بالمناسبة. ومما جاء في كلمة الوالي "لقد أصدر المدير العام للأمن الوطني تعليمات من أجل أن تمر هذه الليلة بسلام، ولهذه الغاية وضعنا خطة أمنية محكمة وشاملة بمناسبة رأس السنة الميلادية، تنصب على تعزيزات أمنية بكل المؤسسات السياحية والمطاعم والساحات العمومية التي يفد عليها المواطنون. وبهذه المناسبة، فكل الفرق الأمنية متأهبة لهذه الغاية". وأضاف الوالي "هناك فرق تابعة للشرطة القضائية ستقوم بحراسة أمنية على مستوى أماكن المدينة لمحاربة جميع الشوائب الأمنية، فيما فرق المرور سيقوم عناصرها بالتوزيع على مختلف المحاور الطرقية والمدارات من أجل تحرير المرور والعمل على انسيابيته، كما ستقوم مختلف الفرق الأمنية الأخرى بالعمل كل حسب مجاله واختصاصه من أجل توفير الأمن لجميع المواطنين سواء من ساكنة أكادير أو زوارها أو العابرين، خصوصا وأن المديرية العامة أمدتنا بعناصر بشرية ووسائل لوجستيكية للقيام بهذه المهمة على أكمل وجه".
بعد ذلك، قدم والي أمن أكادير بجولة على مختلف الفرق الأمنية، حيث أصدر تعليماته بالتركيز على القطاع السياحي لما له من أهمية بالمدينة، إضافة إلى أنه مكان تجمع كل ساكنة أكادير وزوارها. كما أكد لمختلف العناصر الأمنية بأن تكون تدخلاتهم طبقا للقانون. وبحسب المعطيات، فقد باشرت عناصر الأمن بمدينة أكادير حملات أمنية مكثفة منذ مطلع شهر دجنبر الماضي، همت مختلف النقط السوداء وبؤر الإجرام، وذلك من أجل تجفيف منابع الجريمة استعدادا لليلة فاتح السنة الميلادية. وعززت قوات الأمن عناصر من قوات التدخل التابعة للقيادة الجهوية للقوات المساعدة.
1500 رجل أمن سهروا لضمان مرور رأس السنة في أجواء آمنة بالقنيطرة
شكلت احتفالات رأس السنة حدثا للقنيطريين الذين اعتادوا على الاحتفال بطريقتهم الخاصة عبر شراء الهدايا واقتناء الحلويات من المتاجر والأسواق الممتازة والنموذجية التي عرفت حركة دؤوبة في ساعات مبكرة من المساء، فيما عرف وسط المدينة اكتظاظا بعد وفود أعداد كبيرة من الأسر رفقة أطفالها من مختلف الأحياء ونواحي المدينة، للمشاركة في جو الاحتفال بالمقاهي والساحة الادارية أمام مقر البلدية لأخذ الصور لتخليد ذكرى رأس السنة.
ومن أجل استتباب الأمن، عملت السلطات الأمنية بولاية أمن القنيطرة على انتشار 1500 عنصر أمني، عبر منطقتي القنيطرة ومهدية، من مختلف التشكيلات الأمنية الشرطة القضائية والأمن العمومي والاستعلامات العامة وعناصر التدخل السريع، مع استخدام الكلاب البوليسية المدربة.
وحتى تمر ليلة رأس السنة دون وقوع حوادث، نهجت ولاية أمن القنيطرة خطة أمنية محكمة ارتكزت على إغلاق منافذ المدينة من خلال السدود القضائية والسدود الادارية، وتقسيم المدينة إلى مناطق على رأس كل منطقة مسؤول أمني، مع تعزيز التواجد الأمني في الساحات العمومية والنقط الحساسة بالمدينة، والمصالح الأجنبية والمراكز التجارية، ومحيط الفنادق والملاهي الليلية، لضمان الانتشار الجيد للوحدات الأمنية بشكل يمكن من ضمان الاحتفالات في أجواء آمنة، والحيلولة دون وقوع أفعال إجرامية، مع تطهير الشارع العام من المشبوهين والمعربدين، بتنسيق مع المصالح الأخرى، على غرار الدرك والسلطات المحلية.
هذا ولم تعرف الاحتفالات، التي استمرت إلى ساعات متأخرة من الليل بالملاهي الليلية والفنادق، أحداثا إجرامية، وكذلك ببعض المناطق بالأحياء الشعبية، رغم أن السلطات الأمنية تمكنت فيها من إحباط محاولات اعتداء على المواطنين، حيث تمكن رجال الشرطة من مطاردتهم والقبض عليهم وتصفيدهم بحي لابيطا.
خطة استباقية أثمرت ليلة رأس السنة بدون حوادث ببرشيد
مكنت الخطة الأمنية التي وضعتها مصالح المنطقة الإقليمية للأمن ببرشيد، من تجفيف مختلف النقط السوداء التي تعرفها المدينة، وهي العملية التي عرفت، منذ أسبوع، حالة استنفار قصوى، مما مكن من مرور احتفالات ليلة رأس السنة بدون حوادث.
وشهد مقر المنطقة الإقليمية للأمن ببرشيد، حوالي الساعة الخامسة مساء، اجتماعا أمنيا حث خلاله المراقب العام رئيس المنطقة الإقليمية مختلف الوحدات على ضبط النفس والحزم وطلب المساندة الفورية في حال مواجهة أي من الفرق المشاركة وجود تجاوزات.
بعدها انطلقت مختلف الوحدات لأخذ مراكزها بالشارع العام، حيث رصدت عدسة الموقع حركة أمنية دؤوبة لمختلف الأجهزة الأمنية، من عناصر الأمن العمومي والشرطة القضائية والقوات المساعدة، إضافة إلى عدد من سيارات النجدة وهي مرابطة بالقرب من الساحات العمومية، وذلك تحسبا لأي طارئ، فيما جرى وضع سدود قضائية ونقط للمراقبة بمداخل برشيد، لمراقبة العربات وضبط حركة السير.
وفي الوقت الذي كانت عقارب الساعة تقترب من منتصف اليل، كانت جل شوارع المدينة تبدو شبه خالية من حركة السير بسبب برودة الطقس وشد الخناق على مختلف النقط السوداء التي تشتهر بترويج الأقراص المهلوسة والمخدرات، وهي استراتيجية نهجها مسؤولو الأمن ببرشيد في إطار استناد الخطة الأمنية على تشديد الحراسة الأمنية على كل النقط السوداء وفقا لتعليمات رئيس المنطقة الأمنية الذي ظل يتابع كل صغيرة وكبيرة عبر وسائل الاتصال مع قيادة العمليات بقاعة المواصلات، بتنسيق مع مختلف رؤساء المصالح ورؤساء الدوائر الأمنية الذين جندوا كل عناصرهم لتوخي أقصى درجات الحيطة والحذر، وأن تكون "تدخلاتهم سلمية وخالية من الاستفزازات مع بعض الأشخاص الذين قد يكون بعضهم في حالة غير عادية، من أجل توفير الأمن والأمان لتمر الأجواء في ظروف عادية".
واعتبر مسؤول أمني ببرشيد، أن المردودية المسجلة ليلة احتفالات رأس السنة، إيجابية وتتمثل في إيقاف حوالي 55 شخصا ضمنهم 13 تم وضعهم تحت تدابير الحراسة النظرية، في حين جرى إخضاع 40 شخصا لتحقيق الهوية، وثلاثة أشخاص بسبب انعدام التأمين.
يأتي هذا في وقت وضعت ثكنات الوقاية المدنية جل عناصرها في حالة تأهب لكل طلب عبر الرقم 15 أو استجابة لنداء الدوريات الأمنية، فيما كان دور أفراد القوات المساعدة حاضرا بالشارع العام جنبا إلى جنب الدوريات الأمنية لمرور عملية تأمين رأس السنة الميلادية في أفضل الظروف، فيما لم تسجل بأقسام المستعجلات، سواء بالمستشفى الإقليمي لبرشيد أو سطات، إلا حالة خطيرة واحدة، بحيث تم تجنيد عدد من الأطقم الطبية وشبه الطبية بالمستشفيين المذكورين.
إلى ذلك، شهدت المدينة حوالي الساعة الواحدة من صباح أمس الثلاثاء، حادثة سير وصفت بالخطيرة، سببها شخص كان يقود سيارته بسرعة جنونية، أصيب إثرها رجل أمن، ما استدعى نقله على وجه السرعة نحو المستشفى الإقليمي.
تدابير استباقية واستنفار للفرق الأمنية وحواجز للمراقبة بتطوان
في إطار تنزيل تعليمات المديرية العامة للأمن الوطني، بمدن الساحل الشمالي، سيما المضيق ومرتيل وتطوان والفنيدق.. تم استنفار أزيد من ألف رجل أمن، لتأمين احتفالات رأس السنة بتطوان، فضلا عن أكثر من 54 سيارة و30 دراجة نارية للدوريات، والعديد من فرق الضابطة القضائية والشرطة التقنية والكلاب البوليسية المدربة.
وقامت السلطات الأمنية بنصب العديد من السدود القضائية بمداخل ومخارج كل المدن، حيث تم اتخاذ كافة الإجراءات الخاصة بمراقبة الوثائق القانونية للسيارات والركاب، فضلا عن التنسيق مع المركز بشكل مستمر وتبادل المعلومات الأمنية بخصوص المشتبه بهم.
وعاين موقع "تيلي ماروك" تنزيل تعليمات عبد اللطيف الحموشي، المدير العام للأمن الوطني، حيث قامت دوريات أمنية مكثفة بتغطية شاملة للأحياء والمناطق الحساسة، مع انتشار رجال الأمن والقوات المساعدة بجميع الشوارع الرئيسية وأمام الفنادق السياحية والقنصليات والكنائس والبعثات الديبلوماسية.
وشدد والي أمن تطوان على أن يقظة رجال الأمن واجتهادهم في تنزيل تعليمات الإدارة العامة للأمن الوطني، جعلت من تطوان مدينة آمنة، فضلا عن إعطائه أوامر بضرورة الصرامة في تنظيم المرور وضمان الانسيابية، والتدخل وفق القانون واحترام حرية الأشخاص في الاحتفال، بشرط عدم إثارة الفوضى أو خرق القوانين المعمول بها أو تهديد الأمن العام.
مفوضيات الأمن بالفنيدق ومرتيل والمضيق قامت، كذلك، باستنفار كافة الفرق الأمنية بتعليمات من والي الأمن، حيث انتقلت الدوريات الأمنية لتأمين المراكز السياحية المشهورة، مثل مارينا سمير، والرأس الأسود، وكابيلا ولاكاسيا..
وبالإضافة إلى التدابير الاستباقية والتحضير الجيد الذي قامت به مصالح ولاية أمن تطوان، من أجل تأمين احتفالات رأس السنة الميلادية، كان هناك تنسيق على أعلى مستوى بين الأجهزة الأمنية والاستخباراتية، من أجل تبادل المعلومات وتحليلها وفق السرعة والنجاعة المطلوبتين، ما ساهم في ردع الأشخاص المشتبه في تحضيرهم لارتكاب جرائم سرقة أو إثارة الشغب أو ما شابه ذلك..
واستنادا إلى المصادر، فإن الدوريات الأمنية المكثفة، بالشوارع والأماكن الحساسة وداخل الأحياء، حققت أهدافها بخصوص تحسيس المواطنين بالأمن والأمان، وعدم ترك أي فرصة لإثارة الفوضى أو ارتكاب جرائم، أو تهديد أمن وسلامة من يحتفلون بمناسبة رأس السنة الميلادية.
وأشارت المصادر ذاتها، إلى أن الإدارة العامة للأمن الوطني جهزت الفرق الأمنية بأحدث التجهيزات التقنية والتكنولوجيا المتطورة، وذلك قصد ضمان التنسيق الجيد والتبادل السريع للمعلومة، وتوجيه ضربات استباقية لكافة الشبكات الإرهابية التي تهدد أمن الوطن واستقراره، فضلا عن تفكيك المافيات الإجرامية التي تغير من أساليب اشتغالها في كل مرة، بغرض التمويه والتنصل من المتابعة القضائية.
وفي إطار استراتيجية الإدارة العامة للأمن الوطني وانفتاحها على المحيط، تم السماح للصحافيين بحضور كافة الترتيبات والتدابير الأمنية الخاصة بتأمين احتفالات رأس السنة الميلادية، فضلا عن زيارة السدود القضائية والاطلاع على مجموعة من المعلومات، بشرط الحفاظ على سرية التحقيق وحماية قرينة البراءة بالنسبة للمشتبه فيهم، مع منع الاطلاع على سرية مجموعة من الاتصالات التي تتم بين الفرق الأمنية المختصة، والتعليمات المستمرة للدوريات الخاصة بالراجلين والدراجات النارية والسيارات بمختلف أنواعها.
وكان مقر ولاية الأمن بتطوان، شهد اجتماعات ماراثونية قبل أيام، من أجل إعداد الخطط الأمنية الناجعة، وتوزيع مهام الدوريات الخاصة بالدراجات النارية والسيارات، ناهيك عن إقامة السدود القضائية بمختلف مداخل المدن وتجهيزها بآلات متطورة تستعمل في عملية التنقيط والتأكد من الهوية ومراجعة البصمات، وذلك لضمان الجودة والسرعة واحترام المواطن في المراقبة الأمنية.
إجراءات أمنية مشددة بالنقاط الحيوية والحساسة بالعيون
احتضنت ثكنة قوات التدخل السريع بمدينة العيون، ابتداء من الساعة الرابعة من بعد زوال أول أمس، استعراضا لمختلف الفرق الأمنية المشاركة في تأمين احتفالات رأس السنة الميلادية.
واستنفرت ولاية أمن العيون جميع الفرق الأمنية العاملة بنفوذها الترابي، من أجل العمل المستمر طيلة ليلة رأس السنة، واتخذت عدة إجراءات وقائية واحترازية تقوم على تكثيف المراقبة والحراسة بكل المناطق الحساسة والحيوية بالمدينة، من قبيل الفنادق السياحية والساحات العمومية والشوارع الرئيسية التي يفد عليها المواطنون طيلة ليلة رأس السنة. ووضعت ولاية الأمن عدة حواجز أمنية ونقط للمراقبة بمداخل المدينة، وداخل أهم المحاور الطرقية التي تعرف اكتظاظا بالمارة والعربات. وخلال الأيام القليلة الماضية، باشرت مختلف الفرق الأمنية عمليات تمشيط واسعة بمختلف البؤر السوداء من أجل إيقاف المبحوث عنهم والمشتبه فيهم.
وعاشت مختلف أحياء العيون والمحاور الطرقية ومنافذ المدينة، تعزيزات أمنية كبيرة، حيث باشرت قوات الأمن، معززة بقوات التدخل التابعة للقوات المساعدة، حملات تمشيط واسعة عشية الاحتفالات، همت مختلف النقط الحساسة والبؤر السوداء التي تعرف تمركزا للجانحين والمجرمين والمشتبه فيهم. وعاشت بعض المرافق الحساسة حالة استنفار قصوى، إذ قام رجال الأمن بتفتيش دقيق لمحيطها ومداخلها باستعمال كلاب مدربة، وضرب حراسة مشددة عليها. فيما تمت تغطية مختلف أحياء المدينة المترامية بدوريات للشرطة وفرق الدراجين وعناصر الشرطة بالزي الرسمي وأخرى بالزي المدني، بحيث تمركز عدد منهم في جميع المحاور الطرقية والمدارات والساحات العمومية التي تعرف توافد السكان.
وأفاد حسن أو الذهب، والي أمن العيون، في تصريح على هامش استعراض التشكيلات الأمنية المشاركة، ب"أن ولاية أمن العيون اتخذت مجموعة من التدابير والإجراءات الاحترازية والوقائية بمناسبة رأس السنة الميلادية، وذلك من أجل ضمان أمن وسلامة المواطنين المغاربة والأجانب". وأضاف أبو الذهب أن "هذه التدابير ترتكز على ضمان تغطية أمنية واسعة في كل النقط المصنفة بنقط سواء، كما تم القيام بتدبير معقلن لكل الفرق الأمنية، كوحدات الشرطة القضائية ووحدات الأمن العمومي، والتي ستكون مزودة بمختلف الوسائل والآليات المتطورة جدا للتدخل في الوقت المناسب، وإحباط كل المحاولات التي من شأنها التأثير في جو الاحتفالات".
شرطة فاس تحجز 40 ألف قرص مهلوس وتجنب المدينة انفلاتا أمنيا في رأس السنة
وقف والي أمن فاس، في وقت متأخر من ليلة الاثنين/الثلاثاء، في مقر ولاية الأمن، أمام عدد من الصحافيين الذين واكبوا التدخلات الأمنية لتأمين احتفالات رأس السنة، بكثير من الاطمئنان، ليؤكد أن الحصيلة الإيجابية لهذه الليلة البيضاء، هي نتاج مقاربة استباقية تتجلى في عمليات وحملات أمنية ركزت بالخصوص على الجريمة العنيفة التي تمس المواطن في سلامته البدنية وممتلكاته، ولتخلق نوعا من الإحساس بانعدام الأمن. ولم تسجل حالة الاستنفار الأمنية أي أحداث مثيرة لها ارتباط بارتكاب جرائم مروعة، في مدينة تعاني من صعوبات اجتماعية واقتصادية وتحيط بمركزها أحياء تعاني فئات واسعة من شبانها من انعدام فرص الاندماج الاجتماعي.
ولم تسجل ولاية أمن فاس، إلى حدود بداية السنة الجديدة، سوى حادثة سير خفيفة واحدة، وتم توقيف بعض المتهمين بحيازة الأسلحة البيضاء والمشروبات الكحولية والسكر العلني. وأشار عبد الإله السعيد، والي أمن فاس، إلى أن هذه المخالفات بسيطة من حيث الحجم ومن حيث التأثير، قبل أن يؤكد أن التنسيق مع المصالح الموازية، في إشارة إلى المديرية العامة لمراقبة التراب الوطني، قد مكن من حجز ما يفوق 40 ألف قرص مهلوس، خاصة من نوع "الإكستازي"، وهو نوع من الأقراص يدفع مستهلكيه إلى القيام بأعمال عدوانية واقتراف الجرائم حتى في حق أقرب الناس إليه. وكان لهذه التدخلات تأثير على انخفاض منسوب الجريمة بالمدينة. وهمت العمليات الأمنية عددا من المدرجين في لوائح المبحوث عنهم. وأوقفت تدخلات أمنية عددا من حاملي السلاح الأبيض، والمتهمين بالقيام بأعمال عربدة في الفضاءات العمومية.
وتعود آخر عملية حجز 1780 قرصا من أقراص "القرقوبي" إلى يوم السبت 29 دجنبر الجاري، أي يومين فقط على احتفالات رأس السنة الميلادية، حيث تمكنت مصلحة الشرطة القضائية، بناء على معلومات دقيقة وفرتها مصالح المديرية العامة لمراقبة التراب الوطني من توقيف فتاة تبلغ من العمر 33 سنة، في قضية حيازة المخدرات والمؤثرات العقلية والاتجار فيها. قدمت هذه الفتاة من إحدى مدن الشمال على متن حافلة لنقل المسافرين. ومكنت التحريات الأمنية من الإطاحة بشقيقها البالغ من العمر 28 سنة، وذلك للاشتباه فيه بكونه مالك الأقراص المهلوسة المحجوزة. وظهر بأن هذا الشخص مبحوث عنه على الصعيد الوطني من أجل ترويج المخدرات. ولم تقف القصة عند هذا الحد، فقد أسفر تفتيش منزله عن حجز قنينة مسيلة للدموع، علاوة على 85 قنينة خمر كان يتاجر فيها بدون رخصة.
وشهدت المدينة حالة استنفار أمني واضحة في ليلة رأس السنة، حيث اعتمدت ولاية أمن فاس خطة تقسيم المدينة إلى مناطق أمنية، وتعيين الوحدات المكلفة بتأمينها، مع إشراك الفرق المتخصصة، كما هو الشأن بالنسبة إلى الشرطة القضائية والشرطة العلمية، وشرطة الخيالة، وشرطة الكلاب المدربة، وفرق الدراجين الذين يتوفرون على دراجات سريعة وجاهزة لتحمل صعاب التدخلات. كما أعلنت حالة استنفار وسط عناصر الشرطة السياحية، وفرق الأمن العمومي، وتنصيب دوريات راجلة في مختلف الشوارع. وحضرت عناصر الأمن أمام الفنادق والرياضات التي عرفت احتفالات رأس السنة الميلادية. وتم تأمين أماكن التسوق، خاصة المراكز التجارية الكبرى بوسط المدينة.
وفي مداخل المدينة، تم تنصيب السدود القضائية، مزودة بعناصر أمنية وآلة صغيرة تمكن من استكشاف المبحوث عنهم عن طريق البصمة، وتم أيضا نصب سدود إدارية في وسط المدينة، لوضع حد لتهور بعض السائقين. وجرى اعتقال متهمين بالقيام بأعمال عربدة في الشارع العام، كما تم توقيف متهم بحيازة وترويج المخدرات في مدخل المدينة، من جهة باب فتوح، وذلك إلى جانب توقيف أشخاص متهمين بحيازة وترويج المشروبات الكحولية دون ترخيص، أثناء مداهمة أوكار، ضمنهم فتاة أوقفت في منطقة "المرينيين"، في حالة تلبس بحيازة المشروبات الكحولية وكمية مهمة من علب "السيليسيون"، وتبين بأن كل الموقوفين من ذوي السوابق القضائية في هذا المجال.
تجنيد 700 شرطي لتأمين احتفالات "البوناني" بمدينة تمارة
كما كان متوقعا، عاشت مدينة تمارة ومنطقة الهرهورة أجواء احتفالية كباقي المدن المغربية وذلك؛ بمناسبة احتفالات رأس السنة الميلادية، وعاين موقع "تيلي ماروك" حركة جد دؤوبة لساكنة المدينة والوافدين عليها منذ فترة الزوال، خاصة بالشوارع الكبرى والمداخل الرئيسية للمدينة.
ورافقت هذه الحركية استعدادات كبيرة من طرف المصالح الأمنية بالمنطقة الأمنية لعمالة الصخيرات تمارة، حيث عبأ مسؤولو المنطقة أكثر من 700 عنصر أمن بالزي المدني والرسمي من مختلف الفرق والمصالح الأمنية التابعة لهذه المنطقة، من أجهزة التدخلات التابعة للدوائر والهيئة الحضرية والوحدة المتنقلة لشرطة النجدة، وقاعة القيادة والتنسيق، وفرقة المرور، وأجهزة فرقة الشرطة القضائية، وفرقة الاستعلامات العامة وكذا مصلحة حوادث السير. وتجندت كل هذه الوحدات من أجل تأمين احتفالات رأس السنة الميلادية الجديدة، انطلاقا من مواجهة الانحرافات الإجرامية ومظاهر التهور التي تعرفها حركية بعض السائقين بالنظر إلى الموقع الاستراتيجي للمدينة، التي تعرف مداخلها ومخارجها حركة سير استثنائية في هذه المناسبة في اتجاه منطقة الهرهورة والدار البيضاء على مستوى الطريق السيار، وكذا صوب الرباط عبر حي الرياض.
وعبأت المصالح الأمنية كما تابعت الموقع سيولة إضافية لعناصر المراقبة بكل المدارات والسدود القضائية، مما مكنها من إحكام السيطرة على الوضع الأمني .
واستهدفت التدخلات الأمنية ليلة رأس السنة الميلادية بعض المقاطع الحساسة والبؤر الخاصة بالمدينة، والتي تعرف مظاهر اكتظاظ وعرقلة وحوادث سير، كما ركزت الفرق الأمنية التي تم تعزيزها بعناصر شرطية متدربة على الأحياء السكنية المحاذية للتجمعات الصفيحية التي تعج بها مدينة تمارة، وتم توظيف لوجستيك متطور من أسطول نقل ومعدات أخرى من أجل التفاعل الفوري مع نداءات المواطنين، عبر استعمال الخط المعلوماتي 19 .
تعزيزات أمنية مكثفة لتأمين احتفالات رأس السنة بالرباط وسلا
انطلقت الاستعدادات الأمنية في جل الدوائر الأمنية بولاية الرباط سلا القنيطرة مبكرا قبل حلول ليلة رأس السنة، حيث قدمت ولاية أمن الرباط سلا استعراضا للفرق الأمنية المكلفة بتأمين المحاور الطرقية على مداخل مدينة الرباط، كما تم توزيع العناصر الأمنية التابعة للشرطة القضائية لتعزيز بعض النقط والأحياء الشعبية.
وفي هذا السياق، قال عبد الرزاق الرميشي، رئيس المنطقة الأمنية التقدم السويسي، إن "ولاية أمن الرباط سلا وضعت جميع الترتيبات الأمنية الضرورية والبرتوكول العام لضمان مضي احتفالات رأس السنة الميلادية في ظروف أمنية جيدة"، حسب المسؤول الأمني، الذي قال "إن السياق العام الذي تمر فيه احتفالات رأس السنة، خصوصا الحادث الإرهابي الذي شهدته منطقة إمليل، أرخى بظلاله على الاحتفالات"، مشددا على أن "ولاية أمن الرباط عززت ترتيباتها الأمنية ووفرت جميع الوسائل اللوجستيكية والمادية لتأمين جميع المحاور، بالإضافة إلى العمل الكثيف والجبار في عمق الأحياء الشعبية، بغرض الحد من كل الأحداث التي من شأنها المساس بالسير العادي لاحتفالات رأس السنة".
من جانبه، قال رشيد بريكات، رئيس القيادة العليا للهيأة الحضرية بولاية أمن الرباط، إن "ولاية الأمن اتخذت مجموعة من التدابير الأمنية لرفع درجة اليقظة قبل حلول العام الجديد، وذلك من أجل تجنب أي خطر يمكن أن يمس الوطن والمواطنين"، موضحا أنه تم تعزيز سيارات التدخل الأمني بـ30 سيارة لتسهيل التدخل السريع في حالة أي طارئ، مضيفا أنه تم، أيضا، تعزيز الترتيبات الأمنية بسيارات للإرشاد الأمني ستعمل الأضواء الوامضة لتنبيه السائقين في الطرق، وتم توزيع تلك السيارات على مستوى المحاور الرئيسية ومداخل الطرق.
إلى ذلك، عاين الموقع، ليلة (الاثنين)، انتشار دوريات أمنية مكثفة بمختلف أحياء العاصمة الرباط، لتأمين احتفالات رأس السنة. وعرفت الشوارع الكبرى بالمدينة، خاصة شارع محمد الخامس ومحطة القطار وشارع الحسن الثاني وعدد من الفنادق الكبرى بالمدينة، تواجدا أمنيا مكثفا لسيارات الشرطة وعناصر أمنية للقيام بتدخلات سريعة لحماية أمن وسلامة المواطنين، فيما رابطت سيارات الشرطة بالقرب من الأسواق التجارية الكبرى بحيي الرياض وأكدال في الرباط، والقرية وحي كريمة بسلا، وتم نشر عناصر أمنية مرفوقة بعناصر حذر بالقرب من إقامات البعثات الديبلوماسية في طريق زعير، والسفارات والقنصليات والمصالح الأجنبية.