وعود بالتحقيق في عيوب تقنية بسد دشنته أفيلال تطوق عنق اعمارة
مع تيلي ماروك
تفاجأ سكان جماعة إفران الأطلس الصغير، بنضوب مياه سد أمسرا، بعد أيام قليلة فقط على الأمطار الأخيرة التي عرفتها المنطقة، والتي أدت إلى امتلاء حقينة السد. وبحسب المعطيات، فإن عيوبا تقنية وشقوقا توجد في السد، أدت إلى تسرب المياه المتجمعة في الحقينة، وانسيابها عبر المجرى دون الاستفادة منها. وتعالت نداءات فعاليات محلية مدنية وسياسية منذ إحداث هذا السد الذي تم تدشينه في شهر يونيو 2018، بضرورة التدخل العاجل لإصلاح ما يمكن إصلاحه، بعد ظهور شقوق وعيوب تقنية فيه، إلا أن الوضع بقي على حاله، حيث تسربت المياه من أسفله، قبل أن تتسرب أيضا من جداره، وهو الأمر الذي يهدد سكان دواوير مأهولة في سافلة السد.
وبخصوص هذه العيوب والشقوق في السد، فقد اكتشفها السكان مباشرة بعد إنشائه، مما يثير عدة أسئلة حول جودة بناء السد وجودة المواد المستعملة في البناء وأيضا جدوى الدراسات التقنية المنجزة قبل الإقدام على أشغال الإنجاز. فهذا السد قامت شرفات أفيلال، كاتبة الدولة السابقة لدى وزير التجهيز والنقل واللوجستيك والماء، المكلفة بالماء، بتدشين انتهاء أشغال إنجازه يوم 25 يونيو 2018، ووقفت رفقة وفد من وزارتها ومسؤولين جهويين وإقليميين بعين المكان مشيدة بهذا المشروع، غير أن الأيام كشفت عكس ما راج عن جودة هذا السد وقدرته على تحمل المياه القادمة من جبال جماعة إفران الأطلس الصغير.
وبخصوص التكلفة المالية لسد أمسرا، فقد بلغت 28,2 مليون درهم، إذ إن المسؤولين راهنوا عليه لتوفير الماء الصالح للشرب، وأيضا حماية جماعات إقليم كلميم من الفيضانات، كالتي حدثت سنة 2014 وتسببت في خسائر بشرية ومادية كبيرة، بالإضافة إلى أهداف أخرى منها خلق فرص الشغل للسكان المحليين، وتأهيل اليد العاملة، وتحسين المستوى المعيشي للسكان والرفع من دخل الفلاحين.
واستنادا إلى معطيات، فإن عبد القادر اعمارة، وزير التجهيز والنقل واللوجستيك والماء والبيئة، سبق أن وعد خلال نونبر 2018 بفتح تحقيق بشكل مستعجل وإرسال لجنة إلى عين المكان لمعاينة مشاكل سد أمسرا، الذي ظهرت عيوبه بعد أشهر قليلة من تدشينه، لكن منذ ذلك التاريخ لم يعرف مآل هذا التحقيق، الذي بات إخراجه إلى الرأي العام في هذه الظرفية مطلبا ملحا، خصوصا بعد تسرب مياه السد من جديد.
يشار إلى أن أعضاء من المجلس الجماعي لإفران الأطلس الصغير سبق أن طالبوا بإيفاد لجنة تقنية لمعاينة تسرب المياه من سد أمسرا، وإجراء تحقيق في الموضوع، كما سبق لرئيس الجماعة أن نبه والي جهة كلميم - واد نون، عامل إقليم كلميم، إلى ظهور عيوب تقنية في السد، ملتمسا منه إيفاد لجنة لمعاينة هذه العيوب التقنية بشكل ميداني، حرصا على سلامة هذه المنشأة وحفاظا على الموارد المائية، ولتفادي ما من شأنه تهديد سلامة المواطنين.