المغاربة حطموا الرقم القياسي لاستهلاك بوطاغاز والسكر خلال الحجر الصحي
مع تيلي ماروك
كشفت الوثائق المرفقة بمشروع قانون المالية المعروض للدراسة بلجنة المالية بمجلس النواب، أن المغاربة حطموا الرقم القياسي في استهلاك المواد المدعمة من طرف صندوق المقاصة، خلال فترة الحجر الصحي التي فرضتها السلطات العمومية منذ شهر مارس الماضي، وخاصة مادتي غاز البوتان «بوطاغاز» والسكر.
وحسب تقرير المقاصة المرفق بمشروع قانون المالية، فقد سجل الاستهلاك السنوي من غاز البوتان، خلال العقد الماضي، زیادة مستمرة، حيث بلغ الاستهلاك 2.52 مليون طن، وفي سنة 2019 ليرتفع على أساس سنوي بنسبة 5.3%، وهو ما يمثل أعلى معدل نمو في السنوات الخمس الماضية. ووفقا لهذا، فالمغرب يعد ضمن أكبر 25 سوقا عالميا لغاز البترول المسال والثاني إفريقيا بعد مصر.
ومن حيث الاستهلاك المنزلي للفرد من غاز البترول المسال، يتصدر المغرب دول العالم باستخدام فردي يبلغ 62 كيلوغراما في السنة مقابل متوسطات عالمية وقارية تبلغ على التوالي 17 كيلوغراما في السنة و14 كيلوغراما في السنة، وفسر التقرير هذا الوضع بالولوجية الكبيرة للمنتج بفضل سلسلة الإمداد المتطورة (موانئ الاستيراد وشركات التوزيع ومراكز التعبئة وتجار بالتقسيط)، ناهيك عن معدلات دعم أسعار غاز البوتان والتي تجاوزت 50% من أسعار البيع في العقد الماضي، مما يسمح للمستهلكين النهائيين بالوصول إلى هذا المنتج بأحد أدنى الأسعار في العالم.
وأوضح التقرير أنه على عكس السلوك الموسمي لاستهلاك غاز البوتان، والذي يسجل مستواه الأقصى خلال شهر رمضان من كل سنة، بلغ استخدام غاز البوتان سجله الشهري التاريخي الذي ناهز 269.230 طنا في مارس 2020، بزيادة قدرها 24% مقارنة بشهر مارس 2019. ويعزى هذا التغيير إلى الطلب القوي الذي اتسم بعمليات الشراء الكبيرة للأسر والتي صاحبت بداية حالة الطوارئ الصحية المطبقة خلال النصف الثاني من شهر مارس. كما حافظ الاستهلاك خلال شهري أبريل وماي على مستوياته الاعتيادية في ظل الآثار المرتبطة بالحجر الصحي والطلب المرتبط بشهر رمضان،خاصة لاحتياجات الطهي.
وفي ما يخص استهلاك مادة السكر الأبيض، أفاد التقرير بأن الكميات المستهلكة على المستوى الوطني، خلال سنة 2019، بلغت 1.197 ألف طن مقابل 1207 آلاف طن برسم السنة السابقة، مسجلة بذلك انخفاضا يقدر ب1 % ويرجع ذلك إلى استجابة بعض الصناعات لتعليمات منظمة الصحة العالمية المتعلقة بالحد من تناول السكر لمحاربة مختلف الأمراض كالسكري والسمنة. وسجل التقرير أن تطور الاستهلاك الوطني يتميز بتناوب سنوات النمو والتراجع. على العموم، يتأرجح معدل التغيير بين (2- %) و(2+%).
أما في ما يتعلق بسنة 2020، فقد عرف الاستهلاك الوطني الشهري لمادة السكر تباینا مهما خلال الأشهر الأولى برسم الفترة الممتدة من يناير إلى يوليوز 2020، بلغ متوسط الاستهلاك الشهري 98 ألف طن مقابل 104 آلاف طن برسم نفس الفترة من السنة الماضية، أي بتراجع يناهز 6 % . وبلغت الكميات المستهلكة شهريا مستوى قياسيا يقدر ب 115 ألف طن خلال شهر مارس 2020، مسجلة بذلك ارتفاعا غير اعتيادي يقدر ب 22 % مقارنة بشهر فبراير 2020، وب 8 % مقارنة بشهر مارس 2019، ويعزى ذلك أساسا إلى عمليات الشراء غير الاعتيادية والضخمة التي قام بها المواطنون عقب إعلان الحجر الصحي في المغرب بغرض التخزين والوقاية، حيث أدى هذا السلوك العرضي إلى طمس الارتفاع الاعتيادي الذي يتم تسجيله خلال شهر رمضان.
وحسب نوعية السكر، يستهلك المغاربة حوالي 56% من السكر المحبب 29% من السكر القالب و15% من السكر المقرط، ويعود هذا التوزيع إلى استعمالات السكر المحبب في الصناعات الغذائية ، وكذلك إلى
المكانة الخاصة التي يحظى بها القالب في العادات والتقاليد المغربية لكونه منتوجا رمزيا لا يمكن الاستغناء عنه في المناسبات الاجتماعية.
لقد خصص قانون المالية لسنة 2020 اعتمادات تبلغ 13,640 مليار درهم للمقاصة، موجهة لدعم أسعار غاز البوتان والسكر والدقيق الوطني للقمح اللين . فيما بعد، واستجابة لانخفاض أسعار غاز البوتان في السوق الدولية تحت تأثیر انتشار وباء کوفید-19، تمت مراجعة هذه الاعتمادات في إطار قانون المالية المعدل لسنة 2020 خفضها إلى 11,260 مليار درهم، وبخصوص توقعات تكلفة المقاصة برسم الفترة يناير - شتنبر 2020، سجل متوسط سعر غاز البوتان 355 دولارا للطن وسعر صرف الدولار 970 درهما
للدولار. وعلى أساس هذه المعطيات، وكذا كميات المواد المدعمة المعروضة للاستهلاك، يتوقع أن تبلغ كلفة دعم غاز البوتان والسكر ودقيق القمح اللين، 10,626 مليارات درهم بالنسبة للفترة الممتدة من يناير إلى شتنبر 2020، منها 6,946 مليارات درهم لفائدة غاز البوتان، وخصص مشروع قانون المالية لسنة 2021 اعتمادا يقدر ب 12,540 مليار درهم من أجل دعم غاز البوطان والمواد الغذائية (السكر ودقيق القمح اللين).