رئيس مجلس يقحم عاملا في فضيحة كورنيش
مع الأخبار
في تطور مثير لفضيحة مشروع تهيئة كورنيش آسفي الذي كلف غلافا ماليا وصل إلى مليارين و160 مليون سنتيم، وتم فتحه رغم عدم استكمال الأشغال به ودون أن تسلم بخصوصه شهادة التسليم، أكد عبد الله كاريم، رئيس المجلس الإقليمي لآسفي عن حزب الأصالة والمعاصرة، في اجتماع رسمي مع هيئة المساواة وتكافؤ الفرص، أن "اختيار شكل ولون الزليج نتج عن العديد من الاجتماعات تحت إشراف السيد العامل، وقد فاقت 20 اجتماعا ضم جميع المتدخلين في الصفقة".
واعترف كاريم بكل الاختلالات التي شهدها مشروع كورنيش آسفي وكانت "الأخبار" سباقة إلى نشر تفاصيلها، خاصة تعرض أرصفة وزليج كورنيش آسفي للتلف وللاقتلاع قبل إنهاء أشغال تهيئته، حيث قال رئيس المجلس الإقليمي لآسفي في اجتماع رسمي له مع هيئة المساواة وتكافؤ الفرص، أن "هناك ملاحظات تم تدوينها بمحضر الورش أهمها ضرورة إعادة إصلاح الزليج الذي شابته بعض العيوب"، بحسب قوله.
ورفعت 4 جمعيات حقوقية بمدينة آسفي شكاية بخصوص فضيحة كورنيش آسفي إلى الوكيل العام بمحكمة الاستئناف بمراكش مطالبة بفتح تحقيق وربط المسؤولية بالمحاسبة، خاصة بعدما أصبح موضوع رأي عام محلي من خلال العديد من الوقفات الاحتجاجات حيث عرى افتتاحه للعموم اختلالات فاضحة لمعايير الجودة وفي ظل اختفاء تجهيزات فنية باهظة التكلفة عبارة عن كراس رخامية بمواصفات عالية منصوص عليها في دفتر تحملات المشروع بعدما قامت المقاولة المشرفة على الصفقة بتواطؤ مع المجلس الإقليمي بتعويضها بكراس عبارة عن مستطيلات مكعبة من حجر الغرانيت لا تتوفر على الجمالية والصلابة ولا على مواصفات الجودة ولا تستجيب لراحة الزائرين.
وبخلاف التصاميم الهندسية الأصلية للمشروع والتجهيزات التقنية والفنية المنصوص عليها في دفتر التحملات، قامت الشركة الفائزة بالصفقة باستبدال أشجار نخيل بمواصفات طبيعية عالية وجودة تقاوم الرطوبة والملوحة كما هو معمول به في كورنيش البيضاء والرباط ومدن الشمال، ووضعت في مكانه مشاتل أشجار رخيصة الكلفة ولم تصل بعد إلى مرحلة النضج، ولا تتوفر على الجمالية والأخطر من ذلك أن العديد منها أتلفت قبل حتى أن تنتهي الأشغال في كورنيش آسفي.
وعرى افتتاح الكورنيش دون إصدار شهادة التسليم النهائي للأشغال للمقاولة المشرفة بحسب ما ينص عليه قانون الصفقات العمومية، غياب العديد من المرافق والتجهيزات المنصوص عليها في دفاتر تحملات المشروع خاصة اختفاء نافورة موسيقية بكامل تجهيزاتها، وغياب أعمدة التشوير الأفقي والعمودي، وعدم تشييد وبناء المرافق الصحية، واختفاء فضاء مخصص لألعاب الأطفال، وعدم تشييد مجال أخضر مزود بنظام متطور للسقي، والأخطر من كل ذلك غياب شبكة الإنارة العمومية.
يذكر أن أشغال تهيئة كورنيش آسفي كلفت غلافا ماليا وصل إلى ملياري و160 مليون سنتيم ممولة بالكامل من المكتب الشريف للفوسفاط ووزارة الداخلية، وكان موعد تسليم المشروع مبرمجا خلال شهر يوليوز 2018، بعدما دشنه العامل الحسين شاينان بمناسبة عيد الشباب سنة 2017، وحددت مدة الأشغال في 12 شهرا.