أطباء وممرضين ورجال سلطة وصحافيين مغاربة استشهدوا في الحرب ضد كورونا
مع تيلي ماروك
لا يخلف المغاربة موعدهم اليومي مع النشرة الوبائية، حيث يستمعون إلى حصيلة الضحايا والناجين من غارات جائحة كورونا. عائلات الجيوش الموجودة في الصفوف الأولى من المعركة تخشى من تعرض ذويها لضربات الفيروس الفتاك، حيث يخوض الأطباء والممرضون ورجال السلطة بمختلف تشكيلاتهم والصحافيون وعمال الخدمات الأساسية حربا بلا هوادة ضد الوباء، معرضين حياتهم للخطر.
بين الفينة والأخرى، تحمل لنا قصاصات الأخبار أنباء محزنة عن سقوط العديد من هؤلاء، في معركتهم على الخط الأمامي لمواجهة الفيروس القاتل. صحيح أن الحصيلة في الأرواح ضئيلة مقارنة مع دول فاقتنا من حيث الإمكانيات الطبية، إلا أن الموت يتربص ليس فقط بمن يوجد في الجبهة الأولى، بل حتى أبعد الناس عن مضمار المعركة.
خلال معركة التصدي لوباء كورونا، التي يخوضها مجندو الجيش الأبيض والجيش النظامي والسلطات الأمنية والقضائية والإعلامية، يتغلب الإصرار والعزيمة على الخوف من ضعف الإمكانيات، مقدمين دروسا في الوطنية كشفت عن معدنهم الأصيل.
الموت في الخندق الأمامي لمعركة كورونا، شرف يستحق عليه الفقيد نياشين الإخلاص والوفاء لمبادئ مهنة تستحق أن يضحي من أجلها رجال أقسموا بأغلظ الأيمان عند تخرجهم على أن ينذروا حياتهم لخدمة الوطن، وحين جاء يوم الامتحان مات عدد منهم في ساحة المعركة استجابة لنداء الوطن.
في كل يوم يعرض القائمون على صحتنا وأمننا وفكرنا وقضائنا حياتهم للخطر، يغادرون بيوتهم بعدما تسلحوا بسلاح الوطنية، وحين يعودون سالمين إلى ذويهم ينفضون غبار المعركة، ويستعدون للقادم. في حلهم وترحالهم تحفهم دعوات المواطنين، وفي مماتهم يذرف الوطن دموعا على أرواحهم الطاهرة.
في الملف الأسبوعي، رصد لأبرز شهداء الواجب الذين قدر لهم أن يموتوا في عز المعركة ضد «كوفيد- 19»، ويرضون بجنازة باردة وتأبين سري ودموع في عز الحجز الصحي.
مريم.. طبيبة الشغل أول شهيدة في صفوف الجيش الأبيض
بعدما قدمت واجب العزاء في وفاة الطبيبة مريم أصياد، العاملة في مستشفى محمد الخامس بالدار البيضاء، لعائلتها وللعاملين في قطاع الصحة، اضطرت وزارة الصحة إلى الكشف عن الطريقة التي انتقل بها فيروس كورونا إلى الراحلة، بحيث ذكرت الوزارة في بلاغ لها، أن سبب الوفاة لا يعود إلى مخالطة أحد المصابين وليس إلى إصابة أثناء مزاولة مهمتها، عكس ما حاول البعض الترويج له في مواقع التواصل الاجتماعي، نافية في الوقت ذاته هذا الطرح.
وكانت الدكتورة أصياد التي تبلغ من العمر 53 عاما، والتي تعد من أبرز الطبيبات في طب الشغل بمستشفى محمد الخامس بالدار البيضاء، والرئيسة المؤسسة لجمعية محاربة داء السيدا بكلميم، قد لبت نداء ربها الذي لا مرد له، بعد ظهر يوم السبت رابع أبريل الجاري بالمركز الاستشفائي الجامعي ابن رشد، إثر إصابتها بعدوى مرض كورونا المستجد.
حين اكتشفت مريم إصابتها بأعراض كورونا، نقلت في البداية إلى المركز الاستشفائي سيدي مومن، حيث وضعت بالمعزل وخضعت للعلاج تحت الرعاية الطبية، إلا أنها تعرضت في الساعات الأولى من صباح يوم السبت لأزمة على مستوى التنفس، مصحوبة بإشكال في نسبة السكري وارتفاع في ضغط الدم، مما تطلب نقلها إلى المركز الاستشفائي الجامعي ابن رشد، حيث أصيبت بأزمة قلبية، وخضعت لمتابعة صحية شديدة وبذلت مجهودات لإنقاذها، وهو ما تم التمكن من تحقيقه حوالي الساعة السادسة صباحا، لكن النوبة القلبية عاودتها ظهر اليوم نفسه وعجلت برحيلها.
ونعت النقابة المستقلة لأطباء القطاع العام بحزن عميق الدكتورة مريم أصياد، معتبرة فقدانها خسارة كبيرة لمهنة الطب بالمغرب، مشددة على مدى الحزن والألم اللذين ألما بأوساط أسرتها الصغيرة والكبيرة، وفي صفوف مهنيي الصحة عموما فور إعلان وفاتها، واعتبرتها النقابة «أول شهيدة للواجب الإنساني والوطني».
وتعد الطبيبة الراحلة من خيرة نساء المغرب، وعرفت بدماثة أخلاقها، وتفانيها في العمل، وقد تركت انطباعا طيبا لدى سكان مدينة كلميم، حيث عملت الراحلة على تأسيس جمعية محاربة السيدا، والتي تولت رئاستها خلال فترة اشتغالها بالمستشفى الإقليمي بالمدينة. وكانت الفقيدة تعمل قيد حياتها بالمركز الاستشفائي محمد الخامس بالحي المحمدي بالدار البيضاء، حيث طالتها عدوى فيروس كورونا من طبيبة مختصة في طب الأطفال بالمؤسسة الاستشفائية نفسها، بحسب مصادر مقربة، فيما تتحدث الوزارة عن مخالطة خارج المستشفى، ما يعزز فرضية فتح باب بيتها لجيرانها.
بن يحيى.. طبيب متقاعد مات وهو يسدي نصائح لشقيقته
رغم أنه كان يعيش حياة الطبيب المتقاعد في مدينة مكناس وهو يتابع أدق تفاصيل زحف فيروس كورونا، إلا أن الدكتور نور الدين بن يحيى سيلقى المصير نفسه لزميلته مريم، لكن مع معاناة مضاعفة امتدت إلى أفراد عائلته.
في الرابع من أبريل الجاري، أصيب الدكتور بن يحيى بفيروس كورونا، فنقل على وجه السرعة إلى مستشفى سيدي سعيد وهناك لفظ آخر أنفاسه، كان الفقيد الستيني يشتغل بمستشفى سيدي بابا بمدينة مكناس، ضمن الطب العام، قبل أن يحال على التقاعد، بعد وصوله إلى السن الذي يتيح له ذلك، لكنه لم يتوقف عن العمل، حيث اشتغل في مختبر طبي بالعاصمة الإسماعيلية.
في أيامه الأخيرة عانى الرجل من المضاعفات النفسية لرحيل والدة زوجته، بعدما ظل يسعفها إلى أن التحقت بالرفيق الأعلى، دون أن يعلم بأنه سيلتحق بها قريبا، ولم تتوقف نكبة العائلة عند هذا الحد، بل تجاوزته إلى حالة وفاة أخرى، حين استفاق مستشفى سيدي سعيد على وقع تسجيل حالة وفاة جديدة، تتعلق بشقيقة الطبيب بن يحيى.
وحسب مصادر مقربة من عائلة الراحل، فإنه وبعد أسبوع على وفاة والدة زوجته، مات نور الدين حزينا، ثم توفيت شقيقته التي تكبره سنا، وذلك بسبب تدهور حالتها الصحية، حيث كانت تعالج داخل مستشفى سيدي سعيد بمكناس، وتبين أن الطبيب أصيب بالفيروس بسبب مخالطته لإحدى قريباته، قبل أن تنتقل العدوى كذلك إلى شقيقته.
ونعى سعد الدين العثماني، رئيس الحكومة، الراحل في تغريدة عبر موقع التواصل الاجتماعي «تويتر»، جاء فيها: «انتقل اليوم أيضا إلى جوار ربه الدكتور نور الدين بن يحيى بمدينة مكناس، بعد إصابته بفيروس كورونا. تغمده الله برحمته ورزق أهله الصبر والسلوان. وإنا لله وإنا إليه راجعون».
مات بن يحيى وهو يعلن نفسه متطوعا للحرب ضد كورونا، خاصة بعدما تحولت بعض الأحياء بمكناس إلى بؤر وباء. وقام الراحل في أيامه الأخيرة بالاطمئنان على شقيقته وعلى أسرة مضيفة تشتغل لدى شركة طيران عالمية بلندن، كانت قد عادت أخيرا إلى حضن عائلتها لقضاء العطلة، بسبب توقف الرحلات الجوية عبر العالم.
بن شريف.. أول صحافي يسقط في ساحة معركة الوباء
نعى مكتب فرع طنجة للنقابة الوطنية للصحافة المغربية، وبيت الصحافة، نيابة عن كافة الزميلات والزملاء بمهنة المتاعب، الصحافي المصطفى بن شريف، الذي توفي عن عمر يناهز 60 سنة، وذلك يوم الجمعة ثالث أبريل الجاري، بعد معاناته مع الإصابة بالفيروس.
وحسب بلاغ للنقابة الوطنية، فإن الصحافي كان قد نقل إلى مستشفى محمد السادس في حالة حرجة جراء إصابته بفيروس كورونا، «ولم يمهله القدر كثيرا حتى فارقنا إلى دار البقاء». وكان الراحل في الفترة الأخيرة مراسلا لجريدة «النهار المغربية»، وقبلها جريدة «رسالة الأمة»، إلى جانب مساهمته في مجموعة من المنابر الإعلامية المحلية المكتوبة والرقمية، كما أنه انخرط بتلقائية في جهود مكافحة الوباء من موقعه كإعلامي. ويقول رفاق دربه إنه آمن منذ الأيام الأولى للإجراءات الاحترازية برسالته في زمن الجائحة، وكتب: «هناك جنود آخرون يقاومون بأسلحة مميزة وقوية، وذات مفعول إيجابي في الحرب ضد جائحة فيروس كورونا، وفي ظروف صعبة جدا، تتطلب تغيير كل البرامج والخطط، للمساهمة في هذه المعركة الوطنية الكبرى.. إنهم رجال ونساء الإعلام والصحافة المرئية والمسموعة والمكتوبة، أسلحتهم متنوعة هي الصورة والصوت والقلم، وزادهم الخبر والتحليل والتوعية والحضور الدائم. إنهم أيضا في الصفوف الأمامية في استراتيجية الحرب للحد من انتشار الفيروس والقضاء عليه، إلى جانب الأطباء والممرضين، بجانب رجال الأمن والقوات المساعدة والدرك، بجانب رجال السلطة، وعمال نظافة البيئة..».
كان الرجل في أيامه الأخيرة حزينا لوضعية فريق اتحاد طنجة لكرة القدم، وفي جلساته لم يكن يتردد في البحث عن سبل انتشال النادي من وضعيته، وعندما انتشر الوباء وتوقفت المنافسات، ركز في كتاباته على احترام التعليمات. وشرح خطط المواجهة، وإيصال المعلومات والإجراءات الإدارية والمالية التي تتخذها السلطات، من أجل تجاوز تداعيات الأزمة. كما كان منشغلا بحماية حقوق الأفراد والجماعات، والإجراءات التي تتخذها السلطات تجاه الطبقة العاملة أو المقاولات، ولم تخل تدويناته من رسائل إلى كافة المواطنين للمكوث في بيوتهم، وهي الكلمات التي ظل رفاق دربه يعيدون كتابتها في حيطان صفحاتهم.
قاضيتان في قبضة الوباء بسبب ندوة فكرية
لم يكن أحد يعتقد أن الوباء سيضرب قاضية في المجلس الأعلى للحسابات، نادرا ما تكون في الخطوط الأمامية للمعركة. توفيت القاضية الأستاذة المسناوي، التي كانت تعمل قيد حياتها بالمجلس الأعلى للحسابات، بسبب إصابتها بفيروس كورونا، وكانت تبلغ من العمر 50 سنة.
وحسب مصدر مطلع، فإن الهالكة بعد عودتها من مدينة مراكش، شعرت بتدهور في حالتها الصحية ليتم نقلها إلى المستشفى الإقليمي بسلا، لتتأكد بعد التحاليل المخبرية من إصابتها بفيروس كورونا.
كانت الراحلة قد توجهت إلى عاصمة النخيل لحضور مناظرة بمناسبة اليوم العالمي للمرأة، وخلال وجودها بفندق يقيم فيه سياح أجانب من دول بدأ الوباء يجتاحها، مسها الفيروس دون أن تعلم أنها أصبحت حاملة له.
لم يقتصر الوباء على أمينة المسناوي، بل مس زميلتها زكية مسرور، القاضية بالمجلس الأعلى للحسابات، وقد وافتها المنية من جراء هذا الوباء، وذلك بعد صراع مع فيروس «كورونا» المستجد.
انتشر خبر وفاة القاضية التي كانت تخضع للعلاج في المستشفى الجهوي لفاس في وضعية حرجة طيلة اليومين السابقين لرحيلها، بحث أهلها عن إمكانية نقلها إلى مصحة أخرى، إلا أن القدر لم يمهلها حيث لفظت أنفاسها عن عمر 40 سنة، بحيث لقيت المصير نفسه لزميلتها التي تبلغ من العمر 50 سنة. ووفقا للمعطيات ذاتها، فإن الرحلة التي نظمت في مراكش من طرف تنظيم جمعوي مهني، أجبرتها على النزول في فندق يعج بالسياح، وهو ما يزيد من فرضية أن تكون القاضيتان حملتا الفيروس في هذه الرحلة.
وعاش الجسم القضائي حالة من الحزن جراء هذا الخبر المؤسف، بفقدان المجلس الأعلى للحسابات لقاضيتين، إحداهما هي «أمينة المسناوي» التي كانت تشغل قاضية من الدرجة الاستثنائية، وكانت تعمل بغرفة الاستئناف بالمجلس ذاته.
الفاجعة تجاوزت القاضيتين إلى تسرب الوباء لأفراد عائلتيهما، حيث أصيبت والدة إحداهما بالفيروس، كما تعرض ابن إحدى القاضيتين لإصابة، حيث انتشر له فيديو على مواقع التواصل الاجتماعي وهو يغادر منزله في اتجاه المستشفى.
مهندس في لجنة اليقظة ضمن ضحايا كورونا
عندما كانت وزارة إعداد التراب الوطني والتعمير والإسكان تضع الهيكلة الأولية للجنة اليقظة وتحدد شروط تدخلاتها في الجائحة، كان اسم منير بوهرغام حاضرا في قائمة الأطر، التي يعول عليها ضمن خلية أزمة. لكن هذا المهندس المعماري كان يحاول مراوغة المرض الذي تربص به، قبل أن يعلن غيابه ودخوله مرحلة الأزمة الصحية.
توفي المهندس المغربي بمدينة مكناس، وتبين أنه كان ضمن السياح المغاربة الذين سافروا في رحلة جماعية إلى مصر وعادوا منها، لتنتشر العدوى بفيروس كورونا المستجد وسط العشرات من المخالطين لهم من أفراد عائلاتهم وآخرين، ليرتفع عدد الوفيات في مكناس بسبب رحلة سياحية.
خطف الموت منير بوهرغام، الإطار النشيط بوزارة الإسكان، بعد إصابته بفيروس كورونا المستجد. فيما لا يزال موظفان آخران يتلقيان العلاج. ودعت نزهة بوشارب، وزيرة إعداد التراب الوطني والتعمير والإسكان، موظفات وموظفي الوزارة إلى التقيد بالإجراءات الاحترازية التي اتخذتها السلطات العمومية.
كما قالت في كلمة وجهتها إلى موظفي الوزارة: «في هذه الظرفية الحساسة، أؤكد لكم جميعا أنني بصفتي وزيرة مشرفة على القطاع، قلبي معكم ودعائي متواصل بأن يحفظكم الله وذويكم من كل شر ويقيكم كل مكروه»، مجددة الدعوة إلى ضرورة مواصلة التقيد بالإجراءات الاحترازية التي اتخذتها السلطات العمومية ببلادنا.
واعتبر المهندس المتوفي أول حالة ظهرت عليها أعراض الفيروس، ضمن مجموعة مغربية قامت بزيارة سياحية إلى مصر، ليوضع في الحجر الصحي في 16 مارس الماضي، قبل أن يتوفى بعد أسبوعين بالضبط من اكتشاف إصابته بالفيروس.
المحامي المراكشي.. ضربة زكام تتحول إلى مأساة
حين كان المحامي الشاب عصام أيت عزي يدعو إلى قضاء عن بعد، وينشر في تدويناته ثقافة الصمود أمام الوباء، وجد نفسه فجأة في دائرة المصابين بالفيروس. ويبلغ عصام من العمر 30 سنة، وينتمي إلى هيئة المحامين بمراكش.
ذات صباح، شعر بأعراض الوباء فربط الاتصال بالرقم الأخضر ونقل إلى المستشفى العسكري ابن سينا بمراكش. كان المحامي يعاني من مضاعفات صحية منذ حوالي أسبوع على دخوله المستشفى، ليتم الكشف عن إصابته بفيروس كورونا، في مساء اليوم نفسه.
وقد تضاعفت معاناة الهالك مع ضيق شديد في التنفس، قبل أن يلفظ أنفاسه الأخيرة في الساعات الأولى من اليوم الموالي، أي الجمعة 27 مارس الماضي. الفقيد المتزوج والأب لطفلة صغيرة، كان قد شعر بمضاعفات المرض وظل يحث أسرته على التقيد بالحجر الصحي.
وحسب رواية محمد الغلوسي، رئيس الجمعية المغربية لحماية المال العام، فإن المحامي بهيئة مراكش عصام أيت عزي قد شعر بحمى فانتقل إلى الطبيب الذي وصف له العلاج، مؤكدا له أنها حمى عادية ولا داعي للقلق، قبل أن يشعر بمضاعفاتها مساء الخميس، لينقل إلى المستشفى ليوضع داخل غرفة الإنعاش ويموت بسبب الفيروس، في اليوم الموالي.
وعلى الفور طلب من المحامين زملاء الراحل والمقربين منه القيام بالتحاليل المخبرية، فيما ووري الفقيد الثرى وشيعه أصدقاؤه وأهله عن بعد، خاصة أسرته التي كانت تخضع للحجر الصحي.
هكذا واجهت مربية مغربية في سبتة الوباء قبل الاستسلام
كشفت وسائل إعلام إسبانية بمدينة سبتة المحتلة عن وفاة مربية مغربية شابة تبلغ من العمر 27 سنة، وهي متزوجة وأم لطفلة، توفيت يوم الاثنين الماضي، بعد أيام من إصابتها بفيروس «كورونا»، لتكون بذلك رابع حالة وفاة وأول مغربية تفارق الحياة بسبتة، إلى حدود أول أمس الخميس.
ووفق ما أورده موقع «منارة سبتة» الإسباني، فإن المربية التي كانت تساهم في جهود مكافحة كورونا في الأوساط المغربية، ظلت ترقد لأيام في وحدة العناية المركزة بالمستشفى الجامعي في وضعية حرجة، بعدما نُقلت إلى المستشفى قبل عدة أيام، حيث تم وضعها على جهاز التنفس الاصطناعي.
وحسب موقع «لافيدا» الإسباني، فإن المربية المغربية التي تقطن بسبتة أصيبت بالفيروس إثر عودتها من زيارة إلى مدينة مالقا الإسبانية، قبل أيام، حيث ظهرت عليها أعراض الفيروس، ما جعلها تتصل بالخط المجاني لوزارة الصحة، التي أوصتها بالبقاء في المنزل تحت الحجر الصحي. وحسب الموقع ذاته، فإن الراحلة «توجهت بعد ذلك بأربعة أيام إلى المستشفى، بعد تزايد مستوى السعال والحمى، حيث جرى تقديم إسعافات مستعجلة لها، قبل إدخالها إلى قسم العناية المركزة، لتفارق الحياة يوم الاثنين الماضي، تاركة وراءها طفلة تبلغ منالعمر 3 سنوات».
ولم يتمكن زوج الراحلة وهو لاعب ضمن فريق «رامون إي كاخال» لكرة اليد، من حضور جنازة زوجته، حيث كان تحت الحجر الصحي ينتظر نتائج التحاليل التي كانت سلبية، لكن ظهور النتائج جاء بعد ساعات قليلة من دفن رفيقة حياته، ما جعل حزنه يتضاعف، خاصة أنه لم تمر على وفاة والدته سوى عشرة أيام. وعبر الزوج في تصريح للموقع نفسه عن صدمته لفقدان زوجته، قائلا إنها «كانت رائعة»، معربا عن تقديره لجميع عمليات الدعم والعناية الطبية التي تلقتها في الأيام الأخيرة من حياتها. وعبرت إدارة «رامون إي كاخال» لكرة اليد، عن ألمها في وفاة زوجة أحد أعضاء الفريق، قائلة في تدوينة على الصفحة الرسمية للفريق: «نريد أن نعرب عن تعازينا الصادقة، وبكل القوة والصبر والتشجيع في هذه الأوقات الصعبة».
طبيب مغربي يكشف عن وفاة أستاذه المصري
قدر لهذا الطبيب أن يتفاعل مع وقائع مباراة جمعت فريقه المفضل النادي المصري البورسعيدي لكرة القدم، مع فريق نهضة بركان المغربي. عاش أطوار المباراة بأدق تفاصيلها، وأعلن نفسه متطوعا لمرافقة فريقه المفضل إلى المغرب، البلد الذي لطالما عبر عن عشقه له.
ومن المفارقات الغريبة أن ينقل خبر وفاته طبيب مغربي، يعد من تلامذة الدكتور أحمد اللواح، الذي يعد أول طبيب مصري متوفى بسبب الإصابة بفيروس كورونا المستجد. وقال طبيب التحاليل إن الراحل كان أستاذه، كما أنه ظل يستشيره في كثير من المهام الطبية.
وأكد طبيب مصري الواقعة حين قال إن الراحل لم يتحدث معه منذ شهر، إلا أنه فوجئ باتصال هاتفي منه، قبل وفاته بحوالي 24 ساعة، يسأل عما إذا كان المستشفى يعمل بعد عملية التعقيم ووجود جهاز تنفس صناعي به حتى يصل إلى الحجر.
وتابع أنه بالفعل وصل إلى المستشفى، وهو في حالة حرجة ومتأخرة، وتظهر عليه مجموعة أعراض شديدة مثل ضيق تنفس حاد، وارتفاع في درجة الحرارة وإجهاد عام للجسم، وتم وضعه على جهاز تنفس اصطناعي.
وأشار إلى أنه ظل على جهاز التنفس الصناعي لمدة ساعة، حتى وصلت سيارة إسعاف مجهزة نقل خلالها إلى المستشفى، حيث تم عزله تماما ولم يستطع الاتصال به بعدها، مؤكدا أن مدير مستشفى التأمين الصحي الشامل صحبه بنفسه حتى مستشفى الحجر.
ولفت الطبيب الشاب إلى أن الدكتور أحمد اللواح كان من أفضل الأساتذة المحاضرين على الصعيد العربي، وكان دوما يقوم بمساندة الطلبة ويعاملهم كأبنائه، كما أنه كان يقوم بتدريبهم مجانا، موضحا أن مصر وخاصة مدينة بورسعيد بأكملها في حالة حداد.
هكذا توفي أول رياضي مغربي بفيروس كورونا
اعتقد الكثيرون أن الرياضيين هم الأكثر بعدا وتحصنا ضد فيروس كورونا، لكن الوباء الذي يحصد الأخضر واليابس لم يستثن رياضيا من قيمة الملاكم المغربي السابق والحكم الحالي في رياضة الملاكمة محمد بوكينون، ابن مدينة مراكش، الذي فارق الحياة رغم خضوعه لعناية مركزة من قبل الجهاز الطبي لمستشفى الرازي.
وكانت قناة الرياضية المغربية قد أعلنت الخبر على حسابها الرسمي في موقع التواصل الاجتماعي «تويتر»: «فقدت اليوم أسرة الملاكمة المغربية، الحكم المراكشي محمد بوكنيون جراء إصابته بفيروس كورونا»، مضيفة: «الفقيد ملاكم سابق بجمعية النجم المراكشي وحكم جهوي، زوجته وأبناؤه الخمسة يرقدون حاليا بالمستشفى. يرحمه الله، إنا لله وإنا إليه راجعون».
ونعت الجامعة الملكية المغربية للملاكمة الحكم الجهوي المراكشي محمد بوكنيون، بعد وفاته جراء إصابته بفيروس كورونا المستجد، وتقدمت جمعية حكام مدينة مراكش في بلاغ لها بفروض العزاء باسم رئيسها إلى أسرته الصغيرة وأعضاء المكتب المديري ورؤساء العصب الجهوية.
وكان الحكم المراكشي معروفا في حلبات مراكش خاصة في منطقة بين القشالي، بأخلاقه العالية وحرصه على دعم هذا النوع الرياضي في مراكش. وأعلنت أسرة الرياضي أنه أصيب بالفيروس، ولم يتمكن من مقاومته، الشيء الذي تسبب في وفاته، كما أصيبت زوجته وأبناؤه الخمسة، حيث يتلقون العلاج بأحد مستشفيات مراكش.
ومارس الفقيد الملاكمة بجمعية النجم المراكشي، وانتقل بعد ذلك إلى ميدان التحكيم، إذ كان يدير المباريات بجهة مراكش، في إطار العصبة.