الشاي الصيني في قلب زوبعة صحية من جديد
مع
في خطوة جديدة تروم حماية المستهلك المغربي، كشف مصدر مطلع أن مكتب السلامة الصحية للمنتجات الغذائية، التابع لوزارة الفلاحة والصيد البحري والتنمية القروية والمياه والغابات، أصدر دورية يحدد فيها المسموح به من نسب الأدوية الفلاحية المستعملة في الشاي المستورد من الصين، وفق الحد الأقصى للمعايير الأوروبية، سيتم تطبيقه ابتداء من شهر يوليوز المقبل.
وأكد محمد أبو درار، عضو الفريق البرلماني لحزب الأصالة والمعاصرة بمجلس النواب، أن مسؤولي المكتب عقدوا عدة اجتماعات بالمغرب والصين، سواء مع جمعية مهنيي الشاي أو مع المسؤولين الصينيين، مضيفا أن نظرة سريعة على الأرقام تبين أن هناك تفاوتا مهما في الاتجاهين بين ما تطبقه المصالح الصحية الصينية وما يطالب به مكتب السلامة الصحية.
ووجه مدير المكتب الوطني لمراقبة السلامة الصحية للمنتجات الغذائية (ONSSA)، مذكرة إلى مستوردي الشاي، يدعوهم من خلالها إلى الالتزام بالشروط الصحية والمعايير الدولية بخصوص النسبة المسموح بها لبقايا المبيدات الفلاحية بهذه المادة التي تعتبر المشروب الأول للمغاربة، وسيدخل هذا القرار حيز التنفيذ ابتداء من فاتح يوليوز المقبل.
وأثار هذا القرار مجموعة من ردود الفعل في أوساط المهنيين، بسبب التخوفات من تراجع الكميات المستوردة ما سينعكس على ارتفاع أسعار الشاي بالأسواق المغربية. وفي هذا الصدد، أوضح النائب البرلماني، محمد أبو درار، عن حزب الأصالة والمعاصرة، أن الجانب الصيني يرى أن مطالب «أونسا» مبالغ فيها وغير مبررة، ويستحيل تطبيقها عمليا، ليس فقط لكون النتيجة ستؤدي إلى نقص كبير في الإنتاج وبالتالي ارتفاع الأسعار، لكن لأن النسب المستعملة في إنتاج الشاي أقل بكثير من نظيراتها في المواد الفلاحية الأخرى كالأرز والخضر.
وكشف المتحدث ذاته عن اجتماعات يعقدها مسؤولو المكتب الوطني لمراقبة السلامة الصحية للمنتجات الغذائية رفقة أعضاء مكتب جمعية مهنيي الشاي مع مسؤولين صينيين، للتوصل إلى حل متوافق بشأنه حول الموضوع، على اعتبار أن المغرب يتصدر عالميا مستوردي الشاي الصيني بقرابة 80 ألف طن سنويا.
وكشف تحقيق نشرته مجلة «60 مليون مستهلك» الفرنسية، أن 26 نوعا من الشاي، بعضها متوفر في الأسواق المغربية، تحتوي على كميات مختلفة من «المبيدات الحشرية»، مبينة أن أقل هذه الأنواع تلوثا يحتوي على بقايا من هذه المبيدات، وهي «ماركات» تعد من الأكثر انتشارا في الأسواق الفرنسية.
وأكدت المجلة أن آثار 17 نوعا من المبيدات الحشرية، تم العثور عليها في أكياس الشاي، وهي المبيدات الحشرية التي تظل عالقة بالشاي، لأن المنتجين يتفادون غسل أوراقه بعد جنيه حتى لا يفقد الشاي مذاقه.