تخريب موقعين أثريين بمدينة طانطان
مع Télé Maroc
دخلت وزارة الثقافة على خط تخريب موقعين أثريين يوجدان بالنفوذ الترابي لإقليم طانطان، وذلك بسبب الأشغال القائمة بالقرب منهما، والخاصة بتمديد طريقين غير معبدين من قبل شركة تشتغل في مجال التنقيب عن النفط.
وبحسب المصادر، فقد أوفدت الوزارة لجنة مركزية متخصصة من مديرية التراث الثقافي، حيث قامت رفقة الممثلين الجهويين للوزارة بجهة كلميم واد نون بفتح تحقيق في الموضوع، وتقييم الأضرار، وتحديد الإجراءات التي يجب اتخاذها للمحافظة على هذه المواقع الأثرية التي تعتبر مركبا أركيولوجيا هاما، إذ إن بعضها مسجل بالسجل الوطني للتراث، فيما بعضها الآخر قيد التسجيل ضمن قائمة التراث الوطني.
واستنادا إلى المصادر، فقد أبانت زيارة هذه اللجنة المركزية المشتركة للموقعين الأثريين أن هذه الأضرار ناتجة عن أشغال تهيئة طريقين غير معبدين، قامت بإنجازهما شركة مكلفة من طرف المكتب الوطني للهيدروكاربورات والمعادن، دون تنسيق مع مصالح قطاع الثقافة. وحددت اللجنة المشتركة مجموعة من الإجراءات الواجب اتخاذها بشكل مستعجل لإيقاف الأضرار التي لحقت هذين الموقعين الأثريين، والتي تم توجيهها إلى المكتب الوطني للهيدروكاربورات والمعادن، من قبيل ضرورة موافاة مديرية التراث الثقافي بدراسة التأثير التي أنجزها المكتب قبل الشروع في الأشغال، والأخذ بعين الاعتبار توصيات مصالح وزارة الثقافة، ومنع وسائل النقل المستعملة من المرور بهذه المواقع، وإقفال الطرق المعبدة التي أنجزت، وإصلاح الأضرار التي طالت المدافن الجنائزية بمنطقة «تسميمت»، عبر إعادة بناء الجوانب المتضررة، واستكمال دراسة التأثير البيئي والاجتماعي للمشروع الذي يوجد في طور الإنجاز بدراسة مماثلة تخص التراث الأركيولوجي، والتكفل، في إطار تسوية تعاقدية، بدراسات التوثيق والتحقيق الأركيولوجي باستعجال من أجل إنقاذ أكبر قدر من الممتلكات الأثرية الموجودة بهذه المواقع وتجنب المزيد من الضرر.
وبحسب المصادر، فقد أدت أشغال مد الطريقين إلى تخريب عدد من المعالم الأثرية والجنائزية النادرة (مدافن مجنحة، مدافن على شكل جناحي الذبابة…)، وأضحت تهدد عددا من مآوي الرسوم الصباغية الصخرية بموقع «عوينة أزگر» بالانهيار نتيجة الاهتزازات الناجمة عن الأشغال وعن مرور الآليات الضخمة التي تمر عبر مسلك يمر من وسط الموقع الأثري.
وأكدت المصادر أن هذين الموقعين الأثريين يضمان رسوما صباغية لها أهمية كبيرة، وقيمة أثرية وتراثية لا تقدر بثمن، حيث يقارب عمر البعض منها ثمانية آلاف سنة، وبها مقابر جنائزية تعود لثقافات ما قبل الإسلام وتمركزات لأدوات حجرية تغطي جميع فترات ما قبل التاريخ.
إلى ذلك، دخلت حوالي تسع جمعيات وهيئات تشتغل في مجال حماية التراث الوطني بجميع أصنافه وصونه، على الخط أمام هذا الاعتداء الشنيع في حق جزء من التراث المادي الوطني والإنساني، وأعلنت استنكارها الشديد لمثل «هذه الأفعال غير المسؤولة، التي تسهم في تخريب جزء مهم من التراث المادي الوطني والإنساني، وتلحق الضرر بالمواقع الأثرية المغربية، وتفقدها قيمتها العلمية والتاريخية».