خرق الحجر الصحي يهدد بتحويل مدينة الدروة إلى بؤرة لكورنا
مع تيلي ماروك
تعيش بعض أحياء مدينة الدروة بإقليم برشيد، أجواء لا علاقة لها بالحجر الصحي خلال النهار، وهو واقع عاينته عدسة «تيلي ماروك» زوال أول أمس الأحد، خلال زيارتها للمنطقة، حيث تبين أن السكان لا فرق لديهم بين الأيام العادية وأيام الحجر الصحي، وسط تخوف كبير من عدم قدرة السلطات على فرض حالة الطوارئ الصحية مما قد يحول المنطقة إلى بؤرة للفيروس.
النفايات المنزلية تغرق الأحياء والمجلس غائب
أضحت مجموعة من شوارع الدروة غارقة وسط النفايات المنزلية، وهي صورة كشفت النقاب عن غياب المصالح المعنية بقطاع النظافة في تأدية مهامها، بحيث أصبحت جل شوارع وأزقة المدينة تعرف تراكم النفايات المنزلية على امتداد الشوارع وبعض الفضاءات العمومية، وهي وضعية أصبحت تندر بتأزم الوضع البيئي.
هذا الوضع الذي أصبحت عليه شوارع الدروة جعل مجموعة من الفعاليات بالمدينة تندد بما أسمته لامبالاة الجهات المسؤولة حيال الأمر، مع استمرار تقاعس المسؤولين في تدبير قطاع النظافة، وفشلهم في القضاء على النقط السوداء، حتى تحولت عدد من الأحياء بالمدينة إلى مستنقعات تنبعث منها روائح كريهة تحول حياة السكان إلى جحيم، بسبب تراكم الأزبال في الشوارع والأزقة، وهي وضعية جعلت بعض جمعيات المجتمع المدني تخرج عن صمتها للقيام بحملات النظافة ببعض التجزئات السكنية، في وقت اتجه آخرون لتحميل المسؤولية للمجلس الجماعي بسبب تقصيره في أداء هذه المهام.
نقط سوداء تشوه المجال البيئي
تراكم الأزبال وتكدسها عبر بعض شوارع وأحياء الدروة زاد من حدته ارتفاع درجة الحرارة الذي تشهده المدينة، ما خلف استياء السكان، خصوصا المجاورين للنقط السوداء حيث تتراكم أكوام الأزبال المتناثرة، هذا في وقت يزيد انتشار الأزبال في تشويه المجال البيئي بالمدينة نتيجة لجوء السكان والباعة المتجولين إلى رمي الأزبال بشكل عشوائي إما في أكياس متعددة الأشكال والألوان والأحجام أو إفراغها مباشرة على الأرض عوض حاويات الأزبال، حيث تصبح هذه الحاويات مرتعا للكلاب الضالة والقطط التي تلجأ إلى الأكوام لتقتات منها، ناهيك عما يقوم به أشخاص تعودوا على التجول والتردد بشكل يومي على هذه الحاويات للبحث وسط أكوام الأزبال عن أشياء قابلة للبيع أو عن الفضلات المتبقية من الطعام التي غالبا ما يستغلونها في تغذية المواشي، وهي كلها سلوكات سلبية تساهم في تشتيت وانتشار هذه الأزبال على مجال أوسع.
باعة متجولون يساهمون في خرق الطوارئ
بالموازاة مع ذلك، تعرف مدينة الدروة حالة فوضى بسبب انتشار الباعة الجائلين الذين أصبحوا يساهمون في التجمعات أثناء التبضع، وأصبحنا نشاهد عودة الحركة وعدم التزام السكان بقواعد السلامة وكذا عدم احترام إجراءات الوقاية من وباء كوفيد 19 تتجلى في هذه المدينة التي عرفت تسجيل حالة واحدة قبل أسابيع، إذ يستغل السكان والباعة الجائلون غياب الدوريات الأمنية والسلطات المحلية، فضلا عن النقص الكبير في عناصر الدرك الملكي الذين يبقى عددهم عاجزا عن تغطية النفوذ الترابي الذي يدخل ضمن اختصاصات المركز الترابي للدروة، وهو ما يتطلب من الجهات المسؤولة توفير عناصر إضافية من أفراد القوات المساعدة لتوفير الأمن وفرض حالة الطوارئ الصحية.