السجن 10 سنوات لحلاق تسبب في مقتل 20 مرشحا للهجرة السرية
مع تيلي ماروك
علمت «تيلي ماروك» من مصادر جيدة الاطلاع أن الهيئة القضائية بغرفة الجنايات الابتدائية بمحكمة الاستئناف بالرباط حسمت، نهاية الأسبوع الماضي، محاكمة الملف المثير للجدل المرتبط بمحاولة الهجرة السرية التي خلفت مقتل حوالي 20 شابا من مدينة سلا بينهم بطل في رياضة الكيك بوكسينغ بعرض البحر بأحد الشواطئ الإسبانية منتصف سنة 2018، حيث أصدرت حكما يقضي بالسجن النافذ لمدة عشر سنوات في حق متهم ثلاثيني يمتهن الحلاقة، كشفت معطيات الملف أنه متهم رئيسي إلى جانب متهمين آخرين في هذه الواقعة المفجعة التي هزت الرأي العام الوطني، وظل في حالة فرار لمدة سنة كاملة على عكس شركائه الذين جرى اعتقالهم مباشرة بعد وقوع الكارثة، وصدرت في حقهم عقوبات سجنية تجاوزت في مجموعها عشرين سنة سجنا نافذا.
وتكشف معطيات الملف ذاتها أن الحلاق المتهم ظل يستغل صالون الحلاقة الذي يملكه في استقطاب عشرات الشباب عبر عروض مغرية للهجرة إلى الديار الإسبانية، مقابل دفع مالية تتراوح بين 10000 و 20000 درهم، وقد نجح في استمالة العشرات منهم لصالح العصابة الإجرامية التي وعدته بهجرة مجانية إلى أوروبا كتعويض له على نجاحه في مهمته التي كلفه بها بارونات الهجرة المنحدرين من منطقة الغرب.
وبالعودة لهذه الفاجعة التي وقعت سنة 2018 فقد كانت السلطات الأمنية المغربية قد توصلت بخبر وفاة حوالي 17 شابا بعرض البحر بأحد الشواطئ الإسبانية عقب فشل محاولة للهجرة السرية، قبل أن ترتفع حصيلة الضحايا إلى 20 مرشحا وعشرات المفقودين، وقد أسفرت هذه الواقعة عن تداعيات مؤلمة لأسر الضحايا، بعد أن وجدت صعوبة بالغة قي ترحيل جثث أبنائهم إلى تراب المملكة من أجل الدفن، قبل أن تتدخل السلطات المغربية من أجل حل المشكل وتمكين الأسر من رفات الضحايا.
وكشف بعض الضحايا الذين نجوا بأعجوبة من الموت غرقا، تفاصيل جد خطيرة عن المأساة التي خلفت مصرع 20 شابا من زملائهم، كما مكنوا العناصر الأمنية المكلفة بالبحث من هويات منظمي الرحلة وعلى رأسهم الحلاق الوسيط الذي تسلم منهم المبالغ المالية، ووعدهم بتأمين الرحلة في ظروف جيدة انطلاقا من شواطئ سلا إلى إسبانيا.