تفكيك شبكة للإتجار في البشر حاول أفرادها تهجير تسعة شبان إلى إسبانيا مقابل 20 مليونا
مع تيلي ماروك
فككت مصالح الدرك الملكي بالمركز الترابي سيدي علال التازي بإقليم القنيطرة عصابة إجرامية متخصصة في الهجرة السرية والاتجار بالبشر، حيث اعتقلت خمسة أفراد من ذوي السوابق القضائية في قضايا التهجير السري مبحوث عنهم على الصعيد الوطني من طرف المصالح الأمنية والدرك الملكي وقد تم وضعهم رهن الحراسة النظرية بالمركز الترابي سيدي علال التازي، قبل عرضهم نهاية الأسبوع الماضي على الوكيل العام للملك لدى محكمة الاستئناف بالقنيطرة الذي قرر إيداعهم السجن في انتظار الشروع في استنطاقهم من طرف قاضي التحقيق مستهل الشهر القادم حول التهم المنسوبة إليهم، وهي تكوين شبكة من أجل النصب والاحتيال والاتفاق بهدف تنظيم وتسهيل خروج مغاربة خارج التراب الوطني بصفة سرية والاتجار بالبشر.
وأكدت مصادر عليمة لـ "تيلي ماروك" أنه بناء على إخبارية توصلت بها مصالح الدرك الملكي حول إعداد بعض الأشخاص لعملية تهجير سرية إلى أوروبا لصالح تسعة شباب من منطقة الغرب انطلاقا من الواجهة البحرية التابعة للجماعة القروية سيدي علال التازي وبعد تحريات طبعتها السرية التامة تمكنت من مداهمة موقع الرحلة، حيث أوقفت الشباب المرشحين للهجرة السرية على متن قارب، قبل أن تنجح في اعتقال صاحبه منظم العملية ومتزعم العصابة التي سقط كل أفرادها تباعا بناء على التحريات التي باشرتها الضابطة القضائية مع المتهم الرئيسي المزداد سنة 1973 بمنطقة الغرب، حيث اعترف بكل التفاصيل وتركيبة العصابة والأدوار المنوطة بكل واحد من أفرادها.
و حسب مصادر موقع "تيلي ماروك" نقلت عناصر الدرك المرشحين للهجرة الذين كانوا على متن القارب إلى مقر الدرك، حيث حررت في حقهم محاضر استماع قبل إخلاء سبيلهم بعد تكييف وضعيتهم كضحايا عملية نصب وصفت بالخطيرة بسطوا كل تفاصيلها للمحققين، حيث أكدوا أنهم دفعوا لمنظمي الرحلة البحرية صوب الجنوب الاسباني مبالغ مالية تتراوح بين 10000 و 20000 درهم، قبل أن تجهض السلطات الأمنية بالمنطقة العملية وتعتقل مدبريها.
وذكر الشباب الضحايا أنهم تعرفوا على أفراد العصابة من خلال وسيط بالمنطقة، حيث ظلوا يترددون على المنطقة من أجل ترتيب تفاصيل الهجرة إلى إسبانيا مقابل مبالغ مالية فرضت عليهم العصابة دفع قيمتها كاملة. وكشفت التحقيقات أن المتهمين الخمسة الذين عرضوا الجمعة الماضي في حالة اعتقال على النيابة العامة بمحكمة الاستئناف بالقنيطرة ووجهت لهم تهما خطيرة تتعلق والاتجار بالبشر والنصب والاحتيال وحالة العود، استغلوا درايتهم القوية بالواجهة البحرية بسيدي علال التازي بحكم الإقامة والاشتغال لمدة طويلة بالمجال البحري، من أجل احتراف عمليات النصب على الشباب عبر إيهامهم بترحيلهم إلى الخارج، حيث يرجح أنهم نجحوا في أوقات سابقة من تهجير العشرات من الشباب، قبل أن تتمكن عناصر الدرك بسيدي علال التازي بتنسيق مع القيادتين الجهوية والإقليمية بالقنيطرة من توقيفهم وتقديمهم للعدالة .
ووفق معطيات الملف علمت "تيلي ماروك" أن التفتيشات المنجزة بمنازل المتهمين الموقوفين، أسفرت عن حجز "زودياك" ومحرك و كمية كبيرة من البنزين و أداة متطورة للرصد الجغرافي والمكاني (GPS)، إضافة إلى وثائق إدارية ونسخ لبطاقة التعريف الوطنية وهواتف نقالة. وكانت مصالح الدرك الملكي قد أحبطت عشرات العمليات المماثلة بمنطقة الغرب خلال فترة الحجر الصحي وبعد رفع قيوده من طرف السلطات العمومية، حيث تبين أن تضييق الخناق على شبكات الهجرة السرية بمنطقة الشمال دفعها لتحويل أنشطتها إلى مناطق الغرب الممتدة بين مولاي بوسلهام ومهدية ثم محور سلا الصخيرات الذي أجهضت به السلطات عشرات العمليات أيضا.