هكذا تعيش دواوير بالصويرة العطش في زمن كورونا ورمضان
مع تيلي ماروك
مرة أخرى وتزامنا مع فترة الجفاف وقلة الأمطار المسجلة بإقليم الصويرة، تتجدد معاناة ساكنة بعض الدواوير بمنطقة حاحاوالشياظمة مع العطش ونذرة الأمطار التي تساعد أهالي الأرياف على توفير مخزون سنوي للمياه بالآبارو"المطفيات".
وعكس فيديو تم ترويجه على مواقع التواصل الاجتماعي معاناة أحد الدواوير التابعة لجماعة مرامر القروية على بعد 70 كلم من إقليم الصويرة مع الماء الصالح للشرب، حيث أكد بعض القرويبن وهم ينتظمون في طوابير وصفوف كبيرة منذ الساعات الأولى من الصباح حتى المساء من أجل الحصول على كميات قليلة من المياه، بعد قطع مسافة تتراوح بين كيلومترين وأربع كيلومترات، حيث يبعد أحد الآبار عن مقر سكناهم.
وبنبرة حزينة استنجد مواطنون في الفيديو التي تتوفر «تيلي ماروك» على نسخة منه بالسلطات من أجل التدخل لإنقاذهم من المعاناة اليومية مع العطش وانعدام المياه الصالحة للشرب، في الوقت الذي تتمادى السلطات المحلية بقيادة مرامر في تجاهل هذه الوضعية بعد أن كانت في السابق تعوض النقص الحاصل في المياه الصالحة للشرب بشحن كميات ضخمة من المياه بشكل يومي من مصادر ومنابع مجاورة و نقلها على متن شاحنات صهريجية إلى قلب الدواوير المتضررة وعلى رأسها أهالي الدوار الذين ظهروا في الفيديو وهم يناشدون عامل الإقليم بالتدخل.
وحسب مصادر الموقع فإن رئيس الجماعة الذي يشتغل بمدينة الدار البيضاء على بعد 600 كلم تقريبا عن مقر الجماعة التي يترأسها، مطالب بالتدخل من أجل وضع حد لهذه المعاناة، خاصة أن أخبارا متداولة بالمنطقة تتحدث عن توقيف مشروع ربط الدواوير المتضررة بقنوات الماء الصالح للشرب في إطار عمليات الربط الفردية والجماعية أسوة بدواوير مجاورة في ظروف غامضة، يرافقها تخوف كبير أن تكون أسبابها مرتبطة بهواجس انتخابية.
تزامن معاناة هذه الدواوير مع قلة المياه والعطش مع رمضان وأيام الحجر الصحي، ضاعف من حدة هذه الأزمة وتأثيرها على ساكنة المنطقة وماشيتهم، مما بات لزاما على عامل الإقليم التدخل بشكل فوري من أجل استكمال إجراءات حفر الآبار وإتمام عملية الربط بشبكات الماء الصالح للشرب، علما أن هذا البرنامج عرف تقدما كبيرا على مدى سنوات بإقليم الصويرة، حيث بلغت نسبة التغطية بالماء والكهرباء بالعالم القروي نسبا قياسية بتراب الإقليم، تعززت في الآونة الأخيرة بشكل جيد من خلال مشاريع استراتيجية ستدعم بنية هذه الشبكة، خاصة بعد الزيارة الأخيرة التي قام بها الملك محمد السادسللإقليم منتصف شهر يناير الماضي، حيث أشرف جلالته على تدشين سد «مولاي عبد الرحمان»، المنجز على واد القصوب، بغلاف مالي إجمالي يبلغ 920 مليون درهم، ومشروع الإعداد الهيدرو-فلاحي لمدار «القصوب» أسفل السد الجديد، الذي يكلف استثمارات بقيمة 238 مليون درهم، وكذا مشاريع الماء الصالح للشرب المتعلقة بإنجاز محطة معالجة مياه السد وقناة الربط (135 مليون درهم)، ومشروع تعزيز الولوج إلى الماء الصالح للشرب بالوسط القروي (192 مليون درهم)، حيث دعمت هذه المشاريع المولوية أهداف البرنامج الوطني للتزويد بالماء الشروب ومياه السقي 2020-2027، الرامي إلى دعم وتنويع مصادر التزويد بالماء الصالح للشرب، ومواكبة الطلب المتزايد على هذا المورد الثمين وضمان الأمن المائي للمملكة والحد من تأثير التغيرات المناخية.
كما ساهمت هذه المشاريع الملكية في تعزيز تزويد مدينة الصويرة والمناطق المجاورة بالماء الصالح للشرب، وحماية الفرشة المائية للإقليم.