الرباط تحتضن المؤتمر الإقليمي لمنظمة الأغذية والزراعة "الفاو"
مع Tèlé Maroc
قال رئيس الحكومة، عزيز أخنوش، إن المغرب يولي أهمية كبيرة للبرامج المتعلقة بفك العزلة عن العالم القروي، مشيا إلى أن "التجربة المغربية التي تمثلة في تطوير الملك الحسن الثاني لسياسة السدود في المغرب، واستكمال جلالة الملك محمد السادس، هذه السياسة، كانت رائدة وملهمة على المستوى الدولي والإقليمي"، مبينا أن المغرب اليوم يواجه مشكلة نذرة المياه بعد توالي ثلاث سنوات من الجفاف الحاد، ولهذا الغرض خصص 14مليار دولار من أجل معالجة إشكاليات المياه، حيث أنه" لا يمكن الحديث عن زراعة بدون ماء"، حسب أخنوش الذي أوضح أن" المغرب عمل على إعادة هيكلة القطاع الفلاحي من خلال مشروع المغرب الأخضر، وبعد ذلك اطلق خطة الجيل الأخضر، والتي ترتكز على تنمية العنصر البشري في القطاع الفلاحي".
من جانب أخر، أوضح أخنوش خلال كلمة إفتتاحية للدورة الثالثة والثلاثين للمؤتمر الإقليمي لمنظمة الأغذية والزراعة" الفاو" بإفريقيا، أمس (الخميس) بالرباط، إن" المغرب خصص 5 مليارات دولار من أجل شق الطرق في العالم القروي، والمغرب يعمل وفق سياسات متناسقة من أجل فك العزلة وتنمية العالم القروي"، حسب أخنوش، الذي شدد على أن "الجفاف الذي هم المغرب في السنوات الثلاث الماضية أثر على القطاع الفلاحي بشكل كبير، ونحن نمر بفترات عصيبة اليوم"، مبينا ان مخططات الدولة من أجل تنمية العالم القروي، ترتكز على عدة قطاعات مهمة على رأسها الفلاحة والتعليم والصحة وشق الطرق "بهدف تحقيق العيش الكريم والتنمية المنشودة لفئة عريضة من المواطنين"، مبينا ان المغرب منخرط أيضا في سياسة المدن الخضراء، حيث أن المجالات الخضراء في المدن تسقي بمياه يعاد تدورها، وجهة سوس ماسة تعتمد المياه المحلاة من البحر للسقي الفلاحي".
من جانبه، نوه المدير العام لمنظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة (الفاو)، شو دنيو، بجهود المغرب في المجال الفلاحي وتنمية العالم القروي، معتبرا في كلمة خلال المؤتمر أن" دعم جلالة الملك محمد السادس لتنظيم هذا المؤتمر، هو دليل صادق على التزام المغرب في تعزيز تنمية القارة الإفريقية" حسب المسؤول الأممي، الذي نبه إلى ما قال إنها أوضاع صعبة تعيشها القارة السمراء، موضحا انه "قد زاد الجوع في أفريقيا بسبب الأزمات الصحية والسياسية الأزمة المناخية، حيث أن اكثر من مليار نسمة في أفريقيا لا يمكنهم أن يحضوا بأغذية متوازنة"، مبينا ان أفريقيا لديها أخصب الأراضي بالمقارنة مع باقي القارات في العالم، كما تنعم بالبطاقات الشابة، داعيا إلى " تسخير التكنولوجيا الحديثة من أجل تعزيز الفلاحة في بلداننا"، منوها إلى كون" المغرب يمتلك رؤية لتنمية قروية وتوفير التغذية، بفظل الرؤية السديدة لجلالة الملك، كما أن هناك رغبة سياسية".
وأوضح المسؤول الأممي ان "10 بلدان إفريقية تنخرط في مبادرة تحويل النضم الزراعية مع التحول الرقمي، وقد تم تطوير نظام معلوماتي من أجل توفير المعلومات الزراعية كما تم العمل على تحويل الهدر الغذائي إلى أسمدة في عدد من البلدان الإفريقية"، مشيرا إلى ما قال إنها برامج منظمة "الفاو" في خدمة القارة من خلال إنشاء مختبرات زراعية، والعمل مع المجموعة الاقتصادية الإفريقية"، مبينا أن "المغرب يعمل على تطوير القطاع الفلاحي وهي قصة نجاح في هذا الجانب" ، مبينا انه "يجب الاشتغال على برنامج المدن الخضراء، حيث أن في أفق 2030، سيصبح 70 في المائة من سكان أفريقيا في المدن، لدى يجب التركيز على ضمان الأغذية الخضراء وتطوير البحث العلمي في المجال الفلاحي".
وبدوره، قال وزير الفلاحة والصيد البحري والتنمية القروية والمياه والغابات، محمد صديقي، إن هذا المؤتمر الإقليمي لمنظمة الأمم المتحدة للأغذية والزراعة، والذي ينعقد كل عامين"يشكل فرصة من أجل التفكير في سبل تطوير الفلاحة في القارة الإفريقية، وابتكار نظم غذائية جديدة، بالإضافة إلى فتح نقاش عميق حول السياسات الفلاحية والغذائية في القارة، في ظل التحديات المناخية المرتبطة بارتفاع الجفاف وقلة التساقطات، مبينا في تصريح ل" الأخبار"، أن هذا المؤتمر يمنح أيضا فرصة لتبادل التجارب في المجال الفلاحي، وخصوصا في تقوية سلاسل الإنتاج الزراعية والحيوانية التي تأترت بشكل كبير بالعديد من التحديات التي تواجه القارة".
،
ويشار إلى أن المؤتمر الذي يعرف مشاركة أزيد من 40 وفدا من الدول الإفريقية المختلفة تضم وزراء الفلاحة وسفراء للدول، يهدف إلى تقديم توجهات إقليمية حول تحويل النظم الزراعية والغذائية في إفريقيا، وستركز المناقشات التي ستمتد لثلاث أيام، على الإطار الاستراتيجي لمنظمة الأغذية والزراعة للفترة 2022-2031، وهو بمثابة خارطة طريق للمساهمة في تحقيق أهداف التنمية المستدامة من خلال القضاء على الفقر والقضاء على الجوع والحد من عدم المساواة، ودعم التحول نحو نظم زراعية وغذائية أكثر كفاءة، شاملة ومرنة ومستدامة من أجل إنتاج أفضل، وتغذية أفضل، وبيئة أفضل، وحياة أفضل، مع عدم ترك أي أحد خلف الركب.