مجلس إقليمي يوزع 300 مليون سنتيم على جمعيات مقربة
مع الأخبار
أثار توزيع المجلس الإقليمي لطاطا اعتمادا ماليا قدره 300 مليون سنتيم على شكل منح لفائدة الجمعيات والتعاونيات جدلا واسعا، واستنكارا كبيرا عبر تراب جماعات الإقليم.
وبحسب المعطيات المتوفرة، فإن المجلس الإقليمي لطاطا وزع خلال الدورة الاستثنائية، كعكة الدعم لفائدة جمعيات محظوظة وأخرى مقربة من بعض أعضاء المكتب والمجلس. وتكشف لائحة الجمعيات المستفيدة من دعم المجلس، عن استفادة جمعيات عائلية، كما استفادت جمعيات يرأسها أشخاص من عائلات أعضاء بالمجلس، الأمر الذي يوضح بالملموس استغلال النفوذ، وما أثار الاستغراب أكثر أن عملية التوزيع لم تحترم مقررات دورية وزير الداخلية رقم D2185، بتاريخ 5 أبريل 2018، الموجهة إلى الولاة والعمال، والتي تلزم الجماعات بضرورة استلهام معايير الاستفادة من برامج المبادرة الوطنية للتنمية البشرية، وتطبيقها على دعم الجمعيات الراغبة في الاستفادة من منح المجالس المنتخبة، وذلك من أجل تكريس الحكامة الجيدة.
واستنادا إلى مصادر "تيلي ماروك"، فإن عملية توزيع الاعتماد المالي المخصص للجمعيات ضمن برمجة ميزانية المجلس الإقليمي لسنة 2020، ميزتها "العشوائية" و"الارتجالية"، بحيث إنه لم يتم تحديد لجنة لانتقاء ملفات الجمعيات ودراستها، كما لم يتم وضع معايير معروفة ومحددة، بل كل ما في الأمر أن شخصين فقط ينتميان إلى لجنة الشؤون الاجتماعية رفقة رئيس المجلس، هم من قاموا بالتأشير على عملية التوزيع التي أعد لائحتها موظف بالعمالة.
ومما يكشف استغلال النفوذ أن جمعية يرأسها شقيق أحد أعضاء المجلس الإقليمي، حصلت على دعم مالي سخي يصل إلى 60 ألف درهم من أجل تجهيز مقر الجمعية، من أصل 80 ألف درهم تكلفة التجهيز، وفي المقابل هناك جمعية قدمت مشروعا لاقتناء 30 لوحة شمسية من أجل تشغيل بئر جماعية يستفيد منها السكان بتكلفة إجمالية تزيد عن 140 ألف درهم، في حين لم تحصل سوى على 10 آلاف درهم. وقد حصدت الجمعيات المنتمية إلى مناطق أعضاء مكتب المجلس على حصة الأسد من دعم المجلس الإقليمي.
واستنادا إلى المعطيات ذاتها، فإن أحد نواب رئيس المجلس الإقليمي انسحب من الدورة الاستثنائية، أثناء التداول والمصادقة على توزيع الدعم، رافضا حضور ما أسماها "المهزلة". وتوالت بيانات لعدد من الجمعيات رافضة هذا التوزيع "المشبوه"، كما قررت مراسلة عامل الإقليم قصد التدخل، ووقف التأشير على ميزانية المجلس، كما أن جمعيات أخرى راسلت المجلس من أجل التشطيب عليها من لائحة الدعم، بمبرر أنها قدمت مشاريع مهمة، في حين لم تحصل سوى على الفتات.