الجفاف يدفعمئات الأسر القروية للهجرة نحو طنجة
مع Télé Maroc
أدى الجفاف، الذي ضرب إقليم شفشاون مؤخرا، وعموم التراب الوطني، بسبب قلة التساقطات المطرية، إلى هجرة قروية غير مسبوقة اتجاه طنجة، حيث تم رصد هذه الظاهرة انطلاقا من بداية شهر غشت المنصرم لحدود بداية شهر شتنبر الجاري، إذ تزامن الأمر مع الدخول المدرسي، مما جعل مقاطعات بطنجة، تعلن النفير العام، بسبب أزمة الاكتظاظ بالمؤسسات التعليمية العمومية، على خلفية استقبال التلاميذ الجدد القادمين من قرى ومداشر شفشاون.
وحسب بعض المصادر، فإن هذه الأزمة ليست وليدة اليوم، غير أن ازدياد الحاجة إلى مياه الشرب وجفاف الفرشة المائية، وغياب موارد مالية فضلا عن فرص الشغل، أديا إلى هذا الانفجار الغير مسبوق في الهجرة صوب طنجة، فضلا عن تسجيل أرقام مماثلة على مستوى مدينة تطوان، وأكدت المصادر، أن هذا يكشف عن ضرورة العمل والاستعجال لإيجاد حلول آنية بخصوص هذه الظاهرة، التي تتسبب عادة في تفريخ الإجرام على مستوى المدن، فضلا عن الضغط على مدينة طنجة، والتي تعاني أصلا من حيث الضغط السكاني، وندرة منازل الكراء، مما يساهم في البناء العشوائي، حيث طالب أعضاء مقاطعة بني مكادة خلال الدورة الأخيرة المنعقدة بالبحث عن تصاميم لتوسعة البناء وإعداد منصات جديدة كالسكن الاقتصادي وغيره، لتفادي الأزمة المرتبطة بالسكان أيضا.
ووفقا للمصادر، فإن جل القرى على مستوى إقليم شفشاون، أضحت تعاني الأمرين، وهو ماساهم في ارتفاع نسبة الانتحارات بالإقليم طيلة السنوات الماضية، مما دفع السلطات المختصة لتنظيم عدة لقاءات في محاولة لتشريح الوضع والبحث عن مسببات هذه الظاهرة التي ضربت الإقليم، رغم أنه يعرف بالأكثر غنى على المستوى الوطني من حيث السياحة الجبلية، ووجود مناظر خلابة، فضلا عن المياه التي تأتي من الثلوج على مدار السنة، إلا أن هذا الموسم اعتبر الأول من نوعه منذ سنوات، بعدما عرفت جل العيون المحلية أزمة جفاف، كما تدخلت السلطات منذ واقعة "الطفل ريان"، لتزويد جميع الدواوير بالماء الشروب، إلا أنه بسبب غياب فرص الشغل والخدمات ناهيك عن الفلاحة، دفع بهؤلاء القرويين للهجرة صوب المدن المحلية وعلى رأسها طنجة.