أشخاص عاديون نجوم في 2021
مع Télé Maroc
ودعنا سنة 2021، بأفراحها وأقراحها، بحسناتها وسيئاتها، بإيجابياتها وسلبياتها، سنة عشنا فيه تقلبات كثيرة وأحداثا ستظل موشومة طويلا في ذاكرة من عايش تفاصيلها، سنة أرخى فيها الوباء ظلاله على العالم وبسط سيطرته على الحياة.
كانت 2021 سنة محاولات الانعتاق من وباء كورونا ومشتقاته، على امتداد عام كامل ظلت المخاوف من تردي الوضع الصحي حاضرة في حياتنا، ننام على أخبار الجائحة ونستيقظ على أمل انفراج في الأجواء.
في سنة ودعناها، أفل نجم البعض وسطع نجم البعض الآخر، لكن لا أحد يجادل في مدى قدرة الإنسان على تحدي الأوضاع والبحث عن التميز، ما يجعلنا نفتخر بمواطنين عاديين بسطاء تحولوا طوعا أو كراهية إلى نجوم في سنة استثنائية بامتياز.
في الملف الأسبوعي لـ «تيلي ماروك »، اخترنا أن نكرم نجوما من صنف المواطنين العاديين، الذين لم تكن مبادرتهم ترمي إلى ركوب صهوة النجومية. وضدا على نمط الاستفتاءات الكلاسيكية، قررنا تسليط الضوء على مبادرات أناس بسطاء حملتهم أفكار صغيرة ومواقف فريدة إلى دائرة الضوء رغما عنهم ودون تخطيط مسبق.
إن الطموحات المشروعة للناس العاديين تجعل منهم شخصيات محترمة في المجتمع، وتخرجهم من العتمة إلى الضوء بعدما نالوا تنويها جماعيا من طرف عامة الناس، دون الحاجة إلى استفتاء رسمي وفق القواعد التقليدية المعمول بها في استفتاءات الرأي.
في منصات التواصل الاجتماعي، وعبر وسائل التواصل الاجتماعي بكل مصنفاتها، استوقفتنا على امتداد السنة التي ودعناها بالأمس، عشرات المبادرات التي تستحق التنويه، فالفكرة أحيانا تبدو بسيطة لكن صداها يتجاوز كل التوقعات.
خبزة المكي تمنحه لقب المواطن الكريم
لم يكن الراعي المغربي محمد المكي يعتقد يوما أنه سيصبح مطلوبا من وسائل الإعلام المغربية وحديث الفضائيات العالمية، بسبب كسرة خبز.
بدأت الحكاية بلقاء تم بالصدفة في جبال الأطلس، مع شابتين فرنسيتين كانتا تقومان برحلة استكشافية للمغرب وتحديدا في المغرب العميق، حيث اختارتا السير بين الصخور بأعلى جبال الأطلس قرب تنغير، فإذا بهما تصادفان المكي المزارع البسيط الذي يتناوب مع والده على رعي الغنم. كان يحمل على متن حمار بعض المؤونة لأبيه، قادما من القرية البعيدة.
دون سابق إشعار نسج المكي حوارا بريئا مع الشابتين الفرنسيتين أثناء الاقتراب منه، وأخذتا تحاورانه رغم صعوبة التواصل معه، فكلما حاول الحديث معهما تعثرت لغة الكلام لكن خلطة اللهجات لم تفسد للحوار قضية، بل إنه استعان أحيانا بتقاسيم وجهه وإشارات من يديه ليكتمل الحديث ويفهم كل طرف الطرف الآخر.
كانت مفاجأة السائحتين عظيمة حينما دعاهما الراعي محمد المكي إلى اقتسام خبزة معه، وتعاظمت المفاجأة حين أبدى رفضا قاطعا للحصول على المال، بالرغم من المحاولات اليائسة والمتكررة للسائحتين، علما أنه كان في أمس الحاجة إلى المال.
«كان كريما وودودا ولطيفا معنا»، كما تقول إحدى السائحتين، إلى درجة أنه دعاهما لزيارة والده في مكان رعي الغنم، ما عزز في دواخلهما مشاعر الأمن والاطمئنان، لكنهما حرصتا على التوثيق بالصوت والصورة للحياة اليومية في تلك المنطقة الجبلية الخالية من السكان، باعتبار أن قرية محمد المكي تبعد عن المرعى بعشرات الكيلومترات.
أجمع كل من تتبع الشريط الذي يوثق لهذا الحدث، على الصورة المشرقة التي قدمها الراعي المغربي، وذهب بعض المحللين إلى أبعد من ذلك، حين أجمعوا على أن شخصية المكي وموقفه النبيل في تعامله مع سائحتين، يغني عن عشرات الإعلانات الترويجية التي تصرف عليها ملايير الدراهم من أجل التعريف بالمغرب على المستوى العالمي، وإبراز سيرة أهله المطبوعة بالكرم والترحاب والتلقائية والدفء الإنساني، بغض النظر عن بعض الممارسات السلبية النادرة، والتي تدخل في حكم الاستثناء الذي لا يبرر القاعدة.
من تداعيات هذه القضية التي استحق صاحبها مواطن السنة، أن وزارة الفلاحة والصيد البحري والتنمية القروية والمياه والغابات، أقدمت على التفاتة مهمة لقيت الكثير من الاستحسان والتنويه، وذلك بعد أن قدمت هدية للمواطن المغربي «محمد المكي»، الذي اشتهر بـ «موحا» بطل فيديو «الكرم»، الذي نشرته سائحتان فرنسيتان قادتهما رحلتهما في جبال منطقة تنغير إلى اللقاء به والاطلاع على الحس الإنساني الكبير الذي يتمتع به.
وعلم أن المدير الجهوي لوزارة الفلاحة، حل بالدوار الذي يقطن به «محمد المكي»، بتكليف من وزير الفلاحة محمد صديقي، حيث عمل على تقديم الشكر إليه لمجهوده في الاعتناء بضيوف بلده. وقد كان وفد مسؤول وزارة الفلاحة مرفوقا بشاحنة محملة بأطنان من علف الماشية، إضافة إلى اقتراح إحداث مشروعين أحدهما يهم بناء مأوى للماشية، والآخر يهم حفر بئرين بالمنطقة، وهو ما ستستفيد منه ساكنة الدوار.
بائع «الكلية» يجمع 43 مليونا لإنقاذ صديقه
فكر الشاب نوح بوفرو المنتمي إلى مدينة كلميم باب الصحراء، في وسيلة لإنقاذ حياة صديقه ورفيقه في الحي الجامعي عثمان من الموت. اهتدى إلى وسيلة عجيبة في جمع التبرعات قصد مساعدة عثمان بوكشوض المريض والذي تنتظره عملية جراحية دقيقة على مستوى القلب، خاصة وأن الوضعية الاجتماعية لا تسمح بتدبير مبلغ العملية المكلفة ماليا.
قال نوح في أكثر من لقاء صحفي إن الطبيب المختص في جراحة القلب طالب بمبلغ لا يقل عن 37 مليون سنتيم، وكان لا بد من توفير هذا المبلغ المستعصي على أسرة تعاني من الهشاشة، لهذا لجأ إلى خيار جمع التبرعات عبر فكرة عربة الفشار أو «الكلية» بالعامية، حيث كان نوح يطوف بين الأحياء ينادي إلى التبرع والمساهمة في عمل إنساني نبيل.
كانت الحصيلة مذهلة فاقت كل التوقعات، «تمكنا من جمع ما مجموعه 43 مليون سنتيم، والتي تشمل مصاريف العملية الجراحية وما بعد العملية، حتى لا ينشغل أهل عثمان بالتفكير في المصاريف، ويكفيهم وجع مرض ابنهم. بفضل فكرة عربة الفشار والتبرعات التي تلقيتها تمكنت من جمع أزيد من 16 مليون سنتيم، قمت بتحويلها إلى أخ عثمان، علاوة على ما جمعته ساكنة المدينة والذي بلغ أكثر من 7 ملايين سنتيم، إضافة إلى مساهمة أبناء الجالية، حتى تمكنا من جمع المبلغ الحالي».
ملأ هذا الإنجاز منصات التواصل الاجتماعي بعدما تحولت قصته من مجرد قصة محلية في مدينة باب الصحراء، إلى مبادرة كسب بها تعاطف المغاربة، وقدم من خلالها درسا بليغا لهيئة طبية أصرت على التوصل بالمبلغ المالي قبل بدء العملية.
كانت عربة نوح تقف يوميا أمام المسجد الأعظم بالمدينة، حيث يجدد نداء الاستغاثة مطالبا المصلين بالإسهام في عملية تضامنية إنسانية، لكن الغريب في المبادرة أنها من شاب ينتمي لكلميم إلى رفيقه القاطن بمراكش، كان بعد كل صلاة عصر يقف أمام البوابة يردد عباراته:
«الفشار.. الفشار، السلام عليكم ورحمة الله، سنبدأ حملة التبرع لصديقي ورفيقي في الدراسة الجامعية، وهو بحاجة ماسة إلى عملية في القلب مستعجلة، ويوجد في حالة يرثى لها، أتمنى من الجميع أن يتبرع ويساهم معنا في الحملة التضامنية». وهي الوصلة الإنسانية التي كان يرددها أيضا في صفحته الفايسبوكية التي نشر فيها الحصيلة اليومية لجمع التبرعات.
قال نوح: «عشرة أيام كانت كافية لجمع 160 ألف درهم، وتبين أن درجة الاستجابة عالية»، قبل أن يطلب من المتتبعين الدعاء لعثمان.
إيدر العبقري الصغير يبهر خبراء «غوغل «
فجأة تحول الفتى الصغير ابن مدينة تيزنيت إلى اسم يتردد بين كبار خبراء البرمجة، قبل أن تنتبه شركة «غوغل» إلى هذه الموهبة وتضعه تحت المجهر، ثم تنتهي بالاعتراف بقدراته وتمنحه لقب «المبرمج الصغير».
اسمه إيدر مطيع، فكره ومؤهلاته العلمية في مجال البرمجة تتجاوز سنه بكثير، ظهرت عليه أعراض النبوغ مبكرا وعمره لا يتجاوز 11 سنة، وشرع في تعلم البرمجة لوحده ولكن وجود أخيه فهد في هذا المجال ساعده ووجهه بشكل أكثر دقة، ناهيك عن قدرته الخارقة على قضاء ساعات بلا انقطاع في عالم «يوتوب»، بعد أن تعلم اللغة الإنجليزية بشكل جيد، بل وأضحى متحدثا لهذه اللغة العالمية بطلاقة، ما شجعه على تعلم خمس لغات لتسهيل امتلاك أدوات الاشتغال في عالم البرمجة.
ورغم صغر سنه، أبهر إيدر كبار المبرمجين بالعالم، وأثبت ذلك أولا في مهرجان المطورين «ديف فيست» الذي نظمته مجموعة «غوغل ديفلوبر غروب» في مدينة أكادير، قبل أن تفتح في وجهه أبواب المسابقات العالمية.
كانت المسابقة مخصصة لخريجي الجامعات لكن الفتى ألح على المشاركة. يروي عمه الحسن مطيع لموقع «سكاي نيوز» واقعة طريفة حدثت لهما بعد تنقلهما من تزنيت إلى أكادير، وقال: «منعنا من الولوج إلى داخل المدرسة العليا التي تنظم فيها تظاهرة «غوغل»، بدعوى أن الطفل المرشح لن يفقه شيئا في المجال. لكن بعد إصراره على المشاركة كمتفرج تمكنا من الدخول. لم يستغرق الأمر سوى دقائق قليلة حتى لفت انتباه القائمين على الحدث». نال الطفل لقب «المبرمج الصغير» تحت تصفيقات الإبهار، وعلى الفور دخلت شركة «غوغل» في مفاوضات لاستقطابه.
لقي الفتى اهتماما كبيرا من قبل سفارة الولايات المتحدة الأمريكية بالمغرب، التي أعلنت على صفحتها الرسمية في موقع «فيسبوك» عن عبقرية الطفل المغربي وتنبأت له بمستقبل كبير، خاصة في مجال حماية المعطيات ومعالجتها أو ما بات يعرف بأمن الحواسيب.
تكفلت المؤسسة الأجنبية «لندن أكادمي» فرع الدار البيضاء، بفضل مديرها سمير بن مخلوف، بكافة مصاريف دراسة المبرمج الصغير لأنه يستحق التميز، خاصة بعد أن كون فريق عمل للبحث في مجال الروبوهات، وشرع في حصد الجوائز تباعا.
لم يتوقف الأمر عند هذا الحد، بل أصبح قدوة للتلاميذ، تكفي دعوته من طرف مدارس وجمعيات خيرية لمقراتها ومشاركة الأطفال تجربته الرائدة، حيث نبه أقرانه من خطورة استغلال عشق الإبحار في عوالم الأنترنيت في أمور أخرى أو التباهي بصفة قرصان.
بلجيكا تنوه بمغربي أنقذ سيدة من الغرق
لم يكن المهاجر المغربي عز الدين خرشوش يتوقع أن يصبح يوما حديث وسائل الإعلام، بعد إنقاذه سيدة مسنة اجتاحت مياه الأمطار منزلها في بلجيكا، إثر الفيضانات المدمرة التي ضربت عدة دول في غرب أوروبا.
في مساء ذات اليوم، تداول رواد مواقع التواصل الاجتماعي على نطاق واسع شريط فيديو يكشف عن لحظة تدخل شاب مغربي لإنقاذ سيدة بلجيكية، كانت عالقة لساعات طويلة وسط المياه التي غمرت منزلها.
حين شاهد عز الدين محنة هذه السيدة ووقف على عجز الجيران عن فعل شيء يجنبها الفاجعة، استنجد بشقيقه وأفراد من عائلته، لإنقاذ السيدة من موت محقق، وإخراجها من الطابق الأرضي لأحد المباني في مدينة فيرفيرس الواقعة شرق بلجيكا، بعد أن غمرتها الفيضانات.
أجمعت الكتابات الصحفية خاصة في الإعلام الجهوي للمنطقة، على صعوبة المهمة التي كانت تبدو للناس شبه مستحيلة، لكن خرشوش قام على الفور بهدم أحد جدران منزل السيدة العالقة وسط المياه، فيما تسلق شاب آخر واجهة المبنى ودخل شقتها، ليتمكنا من إخراجها وتسليمها إلى فرق الإنقاذ، التي تكفلت بإسعافها.
قال الشاب المغربي، الذي تجاوزت شهرته حدود مدينته فيرفيرس، في حديث للصحافيين: «الماء كان باردا وكنت أعاني من إصابة قديمة في معصمي. كنت أشعر بألم شديد أثناء تحطيم الجدار لكنني قاومت ذلك. كان الهدف الوصول إلى السيدة ثم الخروج بها إلى بر الأمان».
حلت قناة «آر تي بي إف» البلجيكية بمسكن البطل المغربي، وتحدث إليها عن اللحظات الأولى لتواصله المباشر مع السيدة الغارقة، من خلال الحفرة التي أحدثها على الجدار، قائلا: «كنت أحاول تهدئتها بينما كانت هي سعيدة بوجودي، وكأن الشمس قد أشرقت عليها من جديد».
أما أيوب شقيق عز الذين الذي ساعد أيضا في عملية الإنقاذ، فيقول إن السيدة بدت عليها علامات الإرهاق والتعب، مضيفا: «تدخلنا في الوقت المناسب، ولا نعلم ما كانت ستؤول إليه الأمور، لو لم نتدخل لإخراجها من المنزل».
تفاعل الآلاف من رواد مواقع التواصل الاجتماعي مع الفيديو الذي وثق عملية الإنقاذ، وتمت مشاركته على نطاق واسع وحصد الكثير من الإعجاب، وأثنى المتابعون على العمل البطولي الذي قام به الشاب المغربي برفقة أفراد من عائلته، لإنقاذ حياة المسنة التي حاصرتها المياه.
ومن المفارقات الغريبة أن يقوم مهاجر مغربي آخر في مدينة هال البلجيكية، وفي نفس أجواء الفيضانات التي غمرت أوربا، بإنقاذ طفلين شقيقين من الغرق ببركة مائية إلا أنه دفع حياته ثمنا لذلك. وسلطت وسائل الإعلام البلجيكية الضوء على بطولة هذا الشاب القادم من المغرب، الذي ما أن لمح طفلين يقفزان خلف كرتهما التي سقطت في البحيرة، حتى قفز خلفهما محاولا انتشالهما من خطر الغرق في البحيرة، لكنه غرق بدلا منهما.
عم الحزن بين جميع المواطنين البلجيكيين والأجانب الذين حضروا الواقعة، التي تؤكد مرة أخرى أن المغاربة يحملون رصيدا من الشهامة ويضحون بأنفسهم لإنقاذ الآخرين، إذا اقتضى الأمر.
التلميذة آية تتوج «ملكة للرياضيات الإفريقية»
توجت التلميذة المغربية آية أكرجوط بلقب «ملكة الرياضيات الإفريقية»، وحصلت على الميدالية الذهبية أيضا إلى جانب الفريق المغربي، الذي انتزع هذه السنة الصدارة، وذلك في أولمبياد الرياضيات الإفريقية لسنة 2021.
وحقق الفريق المغربي المكون من ستة تلاميذ، بين إناث وذكور بأقسام الثانوي، وكلهم من المدرسة العمومية المغربية، نجاحا مبهرا في المباراة الدولية للرياضيات بإفريقيا في دورتها الثامنة والعشرين، التي تم تنظيمها عن بعد في تونس نهاية شهر ماي 2021 بمشاركة أحد عشر بلدا إفريقيا، حيث حصد ممثلو المغرب ميداليتين ذهبيتين ونالوا الوصافة في أربع مناسبات، متفوقين على نظرائهم بتونس البلد المستضيف للدورة.
توجت آية بالميدالية الذهبية، وعبر والدها في حوارات صحفية عن سعادته بالتتويج القاري المؤهل لمونديال الرياضيات العالمي، قائلا: «الفوز لا يرجع لابنتي آية وحدها بل هو نتيجة لمجهودات كبيرة لهؤلاء التلاميذ وللأطر التربوية للمدرسة وللوزارة، وفخر للمدرسة العمومية المغربية، التي ما زالت تعطي النتائج المبهرة، إذا ما لقيت العناية والدعم اللازمين».
ويضيف والد آية، وهو أيضا أستاذ الرياضيات بمدينة بني ملال، أنه فخور بتتويج ابنته آية بلقب «ملكة الرياضيات الإفريقية»، لأنها عملت من أجله بجد واجتهاد، واستحقته عن جدارة، خاصة أنها مولعة بالرياضيات منذ صغرها، ولا تفلت أي فرصة للمشاركة في المسابقات والمنافسات الرياضية الوطنية».
فضلت آية الاهتمام بامتحانات الباكلوريا وفوضت لوالدها مهمة الرد على استفسارات الصحافيين، الذي دعا إلى الاهتمام بالمواهب المغربية ورد الاعتبار للمدرسة العمومية، خاصة وأن آية كانت تنتمي لثانوية الحسن الثاني - بني ملال ومن ثانوية التميز بن جرير-الرحامنة، حصلت مشاركة أخرى بدورها على ميدالية ذهبية، كما توج بميدالية فضية كل من محمد أيوب مبطول، من ثانوية المامونية – مكناس، وآدم الخراز، من ثانوية سنابل المعرفة – تطوان، وهبة بنعبو من ثانوية عبد الكريم الخطابي- الناظور، وأسماء هبة الله من ثانوية التميز بن جرير – الرحامنة، حسب بلاغ لوزارة التربية الوطنية.
وتجدر الإشارة إلى أن التلميذة آية أكرجوط سبق لها الفوز بالعديد من الجوائز والميداليات، ومثلت الأكاديمية الجهوية للتربية والتكوين لجهة بني ملال خنيفرة، وحصلت على الميدالية الذهبية في الدورة الثانية للأولمبياد العربية في الرياضيات التي نظمت عن بعد السنة الماضية، تحت إشراف المنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم، واللجنة المحلية بالقاهرة المصرية.
أمل.. مغربية جعلت العالم يقف للمعلم احتراما
في تكتم شديد حصلت المدرسة المغربية أمل أبو مسلم على لقب أفضل معلم في العالم لسنة 2021، في المسابقة الدولية المنظمة بالهند، بمشاركة أساتذة يماثلون أكثر من 100 دولة. تنتمي هذه المعلمة لمجموعة مدارس عقبة بن نافع بتمارة. تقول شهادات أطر التفتيش أن هذه المدرسة تعشق التجديد، بل إن تقارير سابقة تؤكد فوزها بجائزة المجددين، وعلى امتداد مسارها نالت أكثر من حصة تكريم.
كانت أمل تسعى جاهدة إلى الرقي بالتدريس وتهتم بالخرائط الذهنية وتطوير الموارد الرقمية، وكانت تسعى إلى الحد من ظاهرة الهدر المدرسي بتشجيع التلاميذ على اكتساب مهارات عالية.
قالت أمل في حوار صحفي بعد تتويجها بلقب أفضل مدرسة: «بعد حصولي على العديد من الشهادات التقديرية إثر تقديمي ورشات لتكوين الأساتذة بمختلف مدن المغرب، عملت على التركيز في مجال الإبداع والتجديد في التعليم وطرق توليد الأفكار».
بموازاة مع ذلك تراكم أمل مواهب أخرى في الشعر والزجل والرواية، وتسعى جاهدة إلى جعل الفصل الدراسي فضاء للمبدعين. لكن أم اختراعاتها هو «جدول الضرب الخارق»، وهي طريقة من ابتكارها لحل مشكل حفظ جدول الضرب عند الأطفال بسرعة فائقة، وتعتبر حاليا أسرع طريقة لتذكر جدول الضرب في العالم. وظفت هذه الوسيلة في جدول الضرب، أولا لمساعدة الأطفال الذين استصعب عليهم تذكره خاصة الأطفال ذوي صعوبات التعلم.
نشرت أبو مسلم هذه التقنية المبتكرة في كتاب أطلقت عليه اسم «جدول الضرب الخارق»، الذي يتضمن طرقا تساعد التلميذ على تعلم جدول الحساب بطريقة سهلة وبسيطة. حققت هذه التقنية نجاحا فائقا لدى التلاميذ، بمن فيهم الذين يعانون من مرض «التوحد» أو عسر الحساب، أو مرض «الديسليكسا» (عسر القراءة)، ما أهل الأستاذة أمل أبو مسلم للظفر بجوائز داخل وخارج المغرب، كان من أبرزها الحصول على جائزة أفضل مدرس في العالم.
أمين.. عداء حول حادثة سير إلى حافز للنجاح
تستحق قصة البطل المغربي أمين شنتوف أن تتحول إلى قصة نجاح يقتدي بها الشباب، فقد كان عداء يحمل على كتفيه حلم النجومية، لكن حادثة السير التي تعرض لها في عام 2009، كادت أن تنهي أحلامه، حين كان على متن حافلة تقله رفقة زملائه من مدينة بني ملال نحو مدينة إفران للدخول في مرحلة من التدريبات المكثفة استعدادا للمشاركة في إحدى المسابقات الوطنية ضمن فئة الأسوياء، حيث كان أمين يمارس رياضة العدو منذ سن السابعة عشر من العمر.
تعرض الفتى لكدمات قوية على مستوى الرأس أفقدته نعمة البصر، وانتقل إلى فئة ضعاف النظر، لكنه كان قوي البصيرة والعزيمة، إذ انضم بعد تعافيه إلى فئة ذوي الاحتياجات الخاصة، وأصر على حضور أكبر التظاهرات العالمية.
«استغرقت مدة التعافي وتجاوز الصدمة ثلاث سنوات قبل أن أقرر وبتشجيع من مدربي والمقربين منه، العودة إلى المضمار لكن في ظل ظروف جديدة بعد أن أصبحت مصنفا ضمن فئة الأشخاص من أصحاب الهمم»، يقول أمين في حوار مع «سكاي نيوز». وانخرط في الجامعة الملكية المغربية لرياضة الأشخاص في وضعية إعاقة، وتمكن من الحصول على الترخيص الذي يؤهله للمشاركة في الألعاب والمسابقات البارلمبية.
أهدى البطل أمين الميدالية الذهبية الرابعة للمغرب، ضمن منافسات الألعاب البارالمبية طوكيو، في سباق الماراتون، وجاء تتويج الشنتوف بالذهب، بعد تحطيمه الرقم القياسي البارالمبي، قاطعا مسافة السباق في توقيت 2:21.43، متفوقا على كل الأبطال المشاركين معه..
وتقدم أمين شنتوف، كما تعود على ذلك، السباق مع البداية، متحكما في إيقاعه، عبر الشوارع الرئيسية للعاصمة اليابانية طوكيو، متمسكا برغبته في الفوز بالميدالية الذهبية، والمحافظة، بذلك، على بطولته التي سبق أن أحرزها في دورة ريو ديجانيرو بالبرازيل.
أمين شنتوف، من مواليد 8 يونيو 1981 بمدينة القصر الكبير، وهو من ضعاف البصر، وسبق له التألق في عدد مهم من السباقات الطويلة، التي تشكل تخصصه، إذ فاز بماراثون ليون سنة 2013، وسباق 5000 متر بلندن سنة 2012، ولم يمنعه عامل السن من مقارعة الأسوياء.
وعبر أمين شنتوف عن شكره الجزيل لجامعة المكفوفين وضعاف البصر والوزارة الوصية، للوفاء بالوعد الذي قطع بتخصيص منح كبيرة للرياضيين المشاركين في الدورة البارالمبية الأخيرة، شاكرا الوزارة الوصية على القطاع الرياضي والجامعة الملكية لرياضة الأشخاص المكفوفين وضعاف البصر، نظير تسريعهما لوتيرة تسلم الأبطال البارالمبيين لمنحهم، سواء الخاصة بالتأهل إلى دورة طوكيو البارالمبية أو منح الفوز بالميداليات.