تفاصيل البروتوكول الجديد لعلاج المصابين بكورونا في المغرب
مع تيلي ماروك
وجه وزير الصحة، خالد آيت الطالب، مذكرة جديدة أنجزتها مديرية علم الأوبئة ومحاربة الأمراض بتشاور مع اللجنة التقنية والعلمية للبرنامج الوطني للوقاية والحد من انتشار الأنفلونزا والالتهابات التنفسية الحادة والشديدة، إلى مديري المراكز الاستشفائية، تتضمن طريقة جديدة ومحينة لعلاج المصابين بفيروس كورونا.
وأكدت مصادر طبية أن البرتوكول العلاجي الجديد يهدف إلى تقليص عدد الوفيات وارتفاع عدد حالات الشفاء بوتيرة سريعة، مشيرة إلى أن بعض النتائج الأولية بدأت تظهر، من خلال تراجع عدد الوفيات المسجلة خلال الثلاثة أيام الأخيرة، حيث لم يتم تسجيل سوى حالتين. وحسب المذكرة، التي حصلت «الأخبار» على نسخة منها، فقد طلبت مديرية علم الأوبئة ومحاربة الأمراض من الأطباء اتباع بروتكول علاجي جديد أثبت فعاليته ونجاعته بعد عدة تجارب ودراسات، كما تتضمن المذكرة شروط ومعايير جديدة لكيفية تشخيص الحالات المشتبه بإصابتها بالفيروس، وكذلك التكفل بعلاج الحالات المؤكدة، وشروط التأكد من الشفاء النهائي للمصابين، كما وضعت وزارة الصحة، حسب المذكرة، بروتكولا جديدا لعلاج المرضى بالكلوروكين وبأدوية أخرى مضادة للفيروسات.
شروط التشخيص
وضعت المذكرة مجموعة من الشروط والمعايير العلمية بخصوص تشخيص الحالات المشتبه بإصابتها بالفيروس، وذلك لمحاصرة بؤر الوباء والتحكم في انتشار الفيروس، وحددت الحالات المحتملة في كل شخص تظهر عليه أعراض التهاب تنفسي حاد، وتم التأكد من لقائه بشخص حامل للفيروس، أو كل شخص تظهر عليه أعراض التهاب تنفسي حاد وخطير أو ضيق في التنفس مع ارتفاع درجة حرارة جسمه، أو في حالة يكون الشخص المشتبه فيه ضمن تجمع بشري ظهرت فيه حالة مؤكدة، سواء في الوسط العائلي أو في العمل.
ولكي تكون الحالة مؤكدة، حددت المذكرة ثلاثة طرق، أولاها أن تكون مؤكدة بالتحاليل المخبرية (RT-PCR)، وذلك عبر اختبار قياس الحمولة الفيروسية للتأكد من تشخيص الإصابة بفيروس (كوفيد-19)، ويقوم هذا التشخيص على الكشف النوعي لـ«حمض الريبونوكليك» لفيروس «كورونا» المستجد، من خلال تقنية مخبرية تمكن من كشف حضور الفيروس داخل الجسم باللجوء إلى تقنيات التضخيم الجزيئي، والطريقة الثانية للتأكد من الحالات المصابة باستعمال عدة اختبار الكشف السريع، ثم الطريقة الثالثة من خلال الفحص بالأشعة، مع ظهور أعراض مرضية للفيروس، بالإضافة إلى التحاليل المخبرية.
أما بخصوص شروط ومعايير الإعلان عن الشفاء النهائي للحالات المؤكدة، فقد أكدت المذكرة على ضرورة تحسن حالة المريض، وعدم ظهور أي أعراض لمدة ثلاثة أيام، وتكون نتائج التحاليل سلبية في اليوم التاسع أو العاشر، مع إجراء التحاليل على عينتين مختلفتين من حلق المريض، تجرى الأولى في اليوم التاسع والثانية في اليوم العاشر، وفي حالة ما إذا كانت نتيجة التحاليل إيجابية، يتم الانتظار خمسة أيام أخرى، ثم تنجز التحاليل على عينتين، الأولى في اليوم 14 والثانية في اليوم 15، وفي حالة ظهور النتيجة سلبية، يتم التصريح بشفاء المصاب نهائيا، وهناك طريقة أخرى للتأكد من شفاء المريض، وهي تتبع مضادات الأجسام، حيث تختفي مضادات الأجسام المرتبطة بالفيروس، وتظهر مضادات أجسام أخرى.
بروتوكول جديد لربح الوقت
تتضمن المذكرة الوزارية مستجدات في بروتكول العلاج بعد تحيينه من طرف اللجنة العلمية المختصة، وذلك بتمديد العلاج بدواء «كلوروكين» أو «سلفات هيدروكسيكلوروكين»، لمدة 15 يوما عوض 10 أيام، حيث كان البرتوكول ينصعلى علاج المصابين بهذا الدواء لمدة 10 أيام، ثم تجرى لهم التحاليل المخبرية للتأكد من تماثلهم للشفاء، وإذا كانت النتيجة سلبية، يتم الإعلان عن الشفاء النهائي، وإذا كانت النتيجة إيجابية، تتم إضافة خمسة أيام بالعلاج بالكلوروكين، ثم تنجز التحاليل المخبرية، إذا كانت سلبية، يتم الإعلان عن شفاء المريض المصاب، وإذا كانت إيجابية، يتم المرور إلى الخط الثاني من العلاج بإضافة مضادات الفيروسات، عوض إضافتها في اليوم العاشر كما كان معمولا به في البرتوكول السابق، وإذا ظهر تعفن، تضاف المضادات الحيوية ومضادات تجلط الدم.
وحثت المذكرة المسؤولين الجهويين لوزارة الصحة على اعتماد معايير جديدة للتكفل بالحالات المرضية والحالات المشتبه بها، حيث يتم وضع الأشخاص الذين تظهر عليهم أعراض الفيروس أو المخالطين لأشخاص مصابين داخل وحدات للعزل الصحي بالمستشفيات أو الفنادق المخصصة لذلك، وبعد التأكد من حالة الإصابة يتم وضعهم بالأقسام المخصصة لعلاج المصابين بالفيروس بالمستشفيات بالنسبة للحالات المستقرة، أما بالنسبة للأشخاص الذين تظهر عليهم أعراض حادة يتم التكفل بهم والشروع في علاجهم بالكلوروكين مباشرة بعد وصولهم إلى المستشفيات، وذلك قبل ظهور نتائج التحاليل المخبرية.
وكان وزير الصحة قد عمم مذكرة على جميع مديري المراكز الاستشفائية، التي تستقبل المصابين بفيروس كورونا، لاستعمال دواء «كلوروكين»، لعلاج كل الحالات التي تظهر عليها أعراض الفيروس حتى قبل ظهور نتائج التحليلات الطبية.وأشارت مذكرة الوزير إلى اعتماد برتوكول العلاج الذي أوصت به وزارة الصحة، بالنسبة لكل الحالات المشتبه بإصابتها بفيروس كورونا قبل ظهور نتائج التحليلات الطبية لربح الوقت وقبل تفاقم الوضعية الصحية للمصابين. ودعا الوزير إلى وقف العلاج في حالة ظهور نتيجة سلبية، وفي حالة ظهور نتيجة إيجابية، حث الوزير على استكمال العلاج لمدة 10 أيام بالنسبة للحالات المستقرة، ثم إجراء اختبار للتأكد من شفاء المصابين، وبالنسبة للحالات التي تكون في وضعية حرجة داخل غرف الإنعاش، حث الوزير على إجراء اختبار في اليوم العاشر، ثم اتباع وصفة علاج أخرى.