اختلاس مليار ونصف من وكالة بنكية يطيح بمسؤول جهوي سابق ومستخدمة
مع تيلي ماروك
أسرت مصادر مطلعة لـ «تيلي ماروك» بأن التحقيقات المنجزة من طرف قاضي التحقيق بالمحكمة الابتدائية بالصويرة حول قضية الاختلاسات المالية التي هزت إحدى المؤسسات البنكية بمدينة الصويرة قبل ثلاثة أسابيع، تواصل إسقاط متهمين جدد كشفت التحريات تورطهم في المشاركة في تهمة اختلاس أموال عمومية من الوكالة البنكية بالصويرة.
وأفادت ذات المصادر بأن الفرقة الجهوية للشرطة القضائية بمراكش أوقفت الخميس الماضي سيدة كانت تشتغل بالوكالة البنكية بتهمة الاختلاس، إضافة إلى اعتقال مسؤول بنكي كبير كان يشغل منصب مراقب جهوي، وأكدت نفس المصادر أن عملية الاعتقال جاءت بناء على أوامر قاضي التحقيق المكلف بالتحقيق في هذه القضية، حيث تم الترصد لهما بمدينة مراكش واعتقالهما بمواقع متفرقة، ليلة الخميس الماضي، قبل أن يقرر قاضي التحقيق إيداعهما السجن.
واسترسالا لمجريات التحقيق، أكدت مصادر خاصة بأنه يرتقب أن يجري قاضي التحقيق مواجهات حارقة بين المتهم الرئيسي الذي كان يرأس الوكالة البنكية ومساعده مع الملتحقين الجدد بالسجن المحلي بالصويرة على ذمة التحقيق في نفس القضية. ولم تستبعد المصادر نفسهاأن يكون مدير الوكالة البنكية قد صرح أثناء التحقيق معه بمعطيات دقيقة حول مشاركة المتهمة والمراقب الجهوي في عملية الاختلاس، حيث تتحدث مصادر مقربة من الملف أن مدير الوكالة كان يوظف القن السري للمتهمة التي كانت تشتغل تحت إمرته في إنجاز عمليات بنكية مشبوهة تنتهي بتحويلات مالية مهمة قدرت بالملايين من حسابات الزبناء، في الوقت الذي يرجح أن تلاحق المراقب الجهوي تهمة التغاضي عن كل هذه الخروقات و العمليات التدليسية، بعد أن طاردت التحقيقات التفصيلية طبيعة العلاقة التي كانت تجمعه بمدير الوكالة، قبل أن تؤكد هذه التحريات فرضية التواطؤ وخيانة الأمانة وعدم إعمال القانون المنوط به كمراقب جهوي منتدب من طرف المصالح المركزية والجهوية التابعة للمؤسسة البنكية.
وارتباطا بهذه القضية، أكدت مصادر «تيلي ماروك» أن المبالغ المالية المختلسة المعلن عنها ضمن بلاغ المديرية العامة للأمن الوطني بعد اعتقال مدير الوكالة البنكية، ارتفعت من 350 مليون سنتيم إلى ما يناهز مليار و نصف المليار بعد توافد العديد من الزبناء غالبيتهم أثرياء وتجار على المؤسسة البنكية المعنية، للتأكد من سلامة أرصدتهم المالية، قبل أن يتفاجؤوا بخصم مبالغ مالية مهمة منها بطرق تدليسية خطيرة. وتتحدث مصادر الجريدة عن تعرض رجل أعمال للإغماء أمام المؤسسة البنكية بعد أن علم أن حسابه البنكي الدسم تحول إلى صفر درهم بين عشية وضحاها، قبل أن يلحق به ضحايا آخرون شملهم الهجوم الخطير على حساباتهم البنكية من طرف مدير الوكالة.
وكانت المديرية العامة للأمن الوطني قد أكدت في بلاغ رسمي، أن المصلحة الولائية للشرطة القضائية بمدينة مراكش تمكنت من توقيف مدير وكالة بنكية بمدينة الصويرة، وذلك للاشتباه في تورطه في قضية تتعلق بخيانة الأمانة.
وذكر البلاغ الأمني أن الشرطة القضائية الجهوية بمراكش كانت قد توصلت بشكاية حول تورط مدير الوكالة البنكية ومستخدم في نفس الوكالة باختلاس مبلغ مالي يقارب 3.5 ملايين درهم، فتحت على إثرها بحثا أسفر عن توقيف المشتبه فيه الرئيسي بمقر إقامته بمنطقة جليز بمدينة مراكش، وأضاف المصدر ذاته أنه تم الاحتفاظ بالمشتبه فيه تحت تدبير الحراسة النظرية، رهن إشارة البحث الذي تجريه الفرقة الجهوية للشرطة القضائية تحت إشراف النيابة العامة المختصة، قبل أن يتم إيداعه السجن رفقة مساعده الأيمن الذي سلم نفسهبعد يوم واحد من اعتقال المدير، فيما تواصلت الأبحاث لتوقيف باقي المتورطين الذين سقط منهم، الخميس الماضي، متهمين بينهم سيدة إطار بنكي ومراقب جهوي سابق.