هكذا هجّرت سلطات البيضاء 180 قاصرا مشردا ورمتهم في العراء
مع الأخبار
استقبلت، مدينة آسفي 3 حافلات تقل 180 مشردا، تم تجميعهم وتهجيرهم من قبل سلطات مدينة الدار البيضاء، وتركوا في العراء ووسط الظلام عند مدخل مدينة آسفي يواجهون مصيرهم.
وأعلنت، حالة استنفار لدى السلطات المحلية والأمن الوطني والقوات المساعدة بمدينة آسفي، بعدما حل هؤلاء المشردون وأغلبهم قاصرون في وضعية مأساوية بدون مأكل ولا ملبس لمقاومة انخفاض درجات الحرارة، وظلوا مكدسين في مجموعات وسط المحطة الطرقية وتائهين وسط شوارع المدينة.
وقال أطفال صغار في حديثهم مع "تيلي ماروك" إنهم ينحدرون كلهم من مدينة الدار البيضاء وإنه جرى تجميعهم في إطار حملة شنتها عليهم السلطات من شوارع مختلفة، خاصة شارع الزيراوي وشارع الزرقطوني وشارع المسيرة الخضراء، وتم ترحيلهم قسرا في 3 حافلات إلى وجهة غير معلومة، ولم يتعرفوا على وجهتهم إلا بعد وصولهم إلى المحطة الطرقية لآسفي.
وأطلق هؤلاء الأطفال الذين ينحدر أغلبهم من أحياء البرنوصي وسيدي عثمان ويتسكعون وسط مدينة الدار البيضاء نداء استغاثة، من أجل إعادة ترحيلهم إلى مدينة الدار البيضاء، حيث رفضت العديد من الحافلات نقلهم، في وقت قدم مواطنون من مدينة آسفي يد المساعدة لعدد منهم عبر تقديم وجبات أكل وملابس تقيهم من برودة الطقس، خاصة وأنهم يبيتون جماعيا في العراء وفي محيط المحطة الطرقية.
وكشف العديد من الأطفال المشردين المهجرين من مدينة الدار البيضاء أنهم تلقوا معاملة حاطة من الكرامة، وتعرضوا لاعتداءات لفظية وجسدية، خلال رحلة تهجيرهم عبر 3 حافلات من وسط مدينة الدار البيضاء، كما أنهم تقدموا بالشكر لتعامل سلطات مدينة آسفي معهم، خاصة عناصر الأمن الوطني.
وعجزت سلطات مدينة آسفي عن التعامل مع هذا الوضع واحتوائه، كما أن مصالح عمالة آسفي رفعت تقريرا إلى وزارة الداخلية، في وقت طالبت فيه العديد من الجمعيات الحقوقية بالتدخل العاجل للمجلس الوطني للحقوق الإنسان، وفتح تحقيق في هذا الاعتداء السافر على حقوق الطفل، وتحديد مسؤولية الجهة التي تكلفت رسميا بتجميعهم وإصدار قرار بتهجيرهم بدون مساعدات طبية أو غذائية إلى مدينة آسفي، عوض إيوائهم في مراكز رعاية وتمكينهم من برامج إعادة إدماجهم في المجتمع التي تشرف عليها مؤسسة محمد الخامس للتضامن والمبادرة الوطنية للتنمية البشرية.