التدخين يقتل أكثر من 17 ألف مغربي سنوياً
مع مراد كراخي
كشف تقرير "أطلس التبغ 2018"، الذي تعدُّهُ الجمعية الأمريكية للسرطان، بتعاون مع منظمة الصحة العالمية، وتصدره كل عامين، أن أكثر من 17 ألفا و600 شخص مغربي يموتون سنوياً بسبب مضاعفات الأمراض التي يُسبِّبُها التدخين، مشيراً إلى أن "هذه المخاطر باتتْ تلاحِقُ الأطفال والنساء، إلى جانبِ الرّجال المغاربة الذين يتصدًّرون قائمة المدمنين على التدخين في المغرب".
وكشف التقرير الدولي أن "أكثر من مليونين وثلاث مائة ألف من البالغين المغاربة يستخدمون التبغ يومياً، وتحديداً السجائر، بنسبة 45 بالمائة من هذه الفئة العمرية، بينما توجد 124 ألف امرأة مغربية يُدخنّ السجائر يومياً، وهو ما يمثل 1.4 بالمائة ممن تجاوزت أعمارهن 15 سنة في الدولة".
وأوردت معطيات التقرير أنه "على الرغم من أن عدد الرجال الذين يموتون جراء التبغ في المغرب أقل من المتوسط في البلدان ذات الكثافة المتوسطة نسبياً، لا يزال التبغ يقتل 274 رجلاً كل أسبوع، مما يسْتدعي اتخاذ إجراءات من جانب صانعي السياسات العمومية".
وأظهر التقرير، أن "أكثر من عشرة آلاف طفل مغربي تتراوح أعمارهم بين 10 و14 سنة يدخنون يومياً، بنسبة تصلُ 0.52 بالمائة، وهو ما يشكل خطراً يهدد حياة الأطفال المغاربة في ظل غياب حملات التحسيس والتوعية داخل المدارس وفضاءات الترفيه".
ووفقاً لما كشفه التقرير، فإن العبء الاقتصادي على المغرب، بسبب استخدام التبغ، يصل إلى 16371 مليون درهم مغربي، وهذا العبء يضمُّ تكاليف مباشرة، وهي زيادة النفقات على الرعاية الصحية، وتكاليف غير مباشرة تتمثل في انخفاض الإنتاجية بسبب معدلات الوفاة المبكرة وانتشار الأمراض.
وأضاف التقرير أنه تم إنتاج 16.65 مليار سيجارة في المغرب سنة 2016، فيما تجاوزت نسبة الواردات من السجائر خلال السنة نفسها نسبة الصادرات، مما أضر بالميزان التجاري للبلاد.
ويعيش ما يقرب من ثلاثة أرباع المدخنين اليوميين من الذكور في بلدان ذات مؤشر تنمية بشرية متوسطة أو عالية (HDI)، في حين يعيش نصف المدخنات اليوميات في بلدان عالية الكثافة.
وأوصى التقرير الحكومة المغربية بأن تكون جهود مكافحة التبغ "مستمرة وقوية"، وأن تصل إلى كل المجتمع، وتدعّم بكل المصادر والوسائل للتغلب على هذا الخطر، مشددا على أهمية أن تكون الجهود أكبر لإحداث التغيير.