بعد 12 عاما...القضاء يحسم أشهر ملفات السطو على العقارات بكورنيش
مع Tele Maroc
حسمت محكمة النقض بالرباط في ملف السطو على عقارات الأجانب، بعد أزيد من 12 من المسطرة القضائية، ويتعلق الأمر بفيلا تتواجد بكورنيش عين الدياب بالدارالبيضاء تعود ملكيتها لجون بريسو، الثري الفرنسي وزوجته من أصول يهودية، ورثها عنهم أبن أخته الذي يدعى، جيرار بنيطاح، وفرنسي يهودي من مواليد فاس، كان قد تقدم بشكوى للمحكمة قبل 12 عاما يتهم فيها عدلا يسمى (م.ه)، إلى جانب بعض المسؤولين بالسطو عليها بوثائق مزورة، وهو ما أكدته محكمة النقض في حكمها الصادر في الثالث من مارس الجاري، والذي أكدت فيه الحكم الاستئنافي القاضي بإدانة المتهمين في الملف بتهمة تزوير عقود رسمية، ويتعلق الأمر بوصية مزورة، حيث ادعى (م.ه) بعد وفاة بريسو في عام 2007 ، أن لديه وصية مؤرخة في 7 سبتمبر من نفس العام من كاتب عدل تنص على توزيع الممتلكات بينه وبين الوصي.
وأسالت ممتلكات الثري الفرنسي الذي دان يستقر بالمغرب لعاب مافيا العقار، بعد وفاته، حيث تبلغ مساحة الفيلا المذكورة 3421 مترا مربعا، وتقع أمام منتجع تايتي بعين الذئاب، وكان بريسو قد شيدها في خمسينات القرن الماضي، بعد ثروة جمعها في مجال اشتغاله، حيث كان طبيبا شهيرا في منطقة الحي المحمدي، منذ أيام الحماية الفرنسية، اشتهر بتقديمه المساعدة والعلاج لكل أفراد المقاومة وأعضاء جيش التحرير، ما جعله يحظى بمكانة واحترام خاصين، في قلوب أبناء الدار البيضاء والحي المحمدي، بل إنه حظي بمكانة خاصة حتى لدى الراحل الحسن الثاني، وهو لا يزال وليا للعهد آنذاك، حيث راسله عدة مرات ببطائق مجاملات وتهنئة في رأس السنة وغيرها من المناسبات، وهو الأمر الذي دفع ابن أخته ووارته الوحيد إلى رفع تظلم إلى القصر الملكي يلتمس حماية ممتلكات خاله من مخالب مافيا العقار.
واستند، جيرار بنيطاح، الوارث الوحيد لعائلة بيرسو إلى عقد وصية، سجل بتاريخ 30-06-2004 بالقنصلية الفرنسية بالدار البيضاء، وأودع لدى موثق السفارة ببرشيد، حين فوجئ لحظة حضوره مراسم جنازة زوجة خاله بمقال استعجالي رفعه حارس الفيلا إلى رئيس المحكمة الابتدائية، يشير من خلاله إلى أن «أولكا فورتني» وزوجها الدكتور «جورج بريسو»، الذي يعد من أشهر الأطباء بمنطقة الحي المحمدي، قد حررا له وصية ببيع تركتهما له باعتباره خادمهما المطيع منذ 30 سنة، وأنه كان يتعهدهما بالعناية طوال سنواتهما الأخيرة، حيث تقدم بطلب استعجالي للحجر على الطبيب اليهودي، ليتم تعيين مفوض قضائي للسهر على تدبير ثروة جورج بريسو.
ولم تنتهي المطامع في الفيلا المذكورة ففي سنة 2007 تقدم طرف ثالث بوكالة تؤكد أنه وارث للفيلا المذكورة، حيث ادعى أنه وصي على كل ثروة بريسو، ليكتشف الوارث الحقيقي أن فيلا خاله قد تحولت إلى ملكية أشخاص آخرين بأوراق يعتبرها مزورة، قبل أن يتم إعادة بيعها لشخص ثاني، بثمن لم يتعد مليار سنتيم، علما أن قيمتها الحقيقة تتجاوز 11 مليار سنتيم، وقد توفي «جورج بريسو » في 2012، ليتحول الأمر إلى صراع مفتوح بين طرفين، كل منهما يدعي أحقيته في ميراث جورج بريسو، حسمته المحكمة إلى صالح ابن اخته بعد 12 عاما