"زيت العود" يعوض لقاح "تاميفليو" لعلاج إنفلونزا الخنازير بالمستشفيات
مع
اتهمت أسرة الشابة التي راحت ضحية فيروس إنفلونزا الخنازير "H1N1"، صباح أول أمس الاثنين، بمستشفى الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، وزارة الصحة بالإهمال الطبي، وأكد أخ الهالكة أن التحاليل الطبية والتشخيص الطبي جاءا متأخرين جدا.
ووريت الهالكة الثرى بمقبرة الرحمة في جنازة انطلقت من حي الألفة، بحضور الأهل والأقارب، وسط جو من الحزن والتذمر، فيما أكدت وزارة الصحة في وقت سابق عبر بلاغ لها، أن الأمر لا يدعو للقلق.
وبالنظر إلى ضعف مناعة الهالكة، التي كانت حاملا، لم تستطع المصالح الطبية المعنية التابعة لوزارة الصحة، حسب إفادات أخ الهالكة، توفير لقاح "تاميفليو 75 ملغ"، إذ أكدت أن الدواء غير متوفر بالمغرب على الإطلاق.
وأوضح المتحدث ذاته أن أخته تلقت علاجات أولية بفاس، كان من ضمنها علاج بـ "زيت الزيتون"، ليتم نقلها في ما بعد إلى مستشفى الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، ليتم تشخيص المرض حينها إلا أن غياب اللقاح أحبط محاولات إنقاذها من شبح الإنفلونزا.
وتشير المعطيات المتوفرة إلى أن الضحية، انتظرت منذ الـ19 من الشهر الجاري، أي حوالي 10 أيام لإيجاد لقاح "وصل" متأخرا عبر أحد المسؤولين التابعين لوزارة الصحة، تمكن من توفير اللقاح الأحد الماضي بعد أزيد من أسبوع من الانتظار.
وأوضح أخ الضحية، أن الهالكة عانت بإحدى المصحات الخاصة، بسبب حالتها المرضية المتقدمة، بسبب "السعال الدموي"، معتبرا أن ضعف مناعتها، وتلاعب الوحدات الصحية التابعة لوزارة الصحة، كانا حاسمين في وفاتها، مؤكدا أن الوحدات الصحية "راوغت" الرأي العام، بداعي عدم توفر الدواء بصفة نهائية، فيما تم إدراجه ضمن التشخيص الخاص بالهالكة خلال الأسبوع الماضي.
وكان زوج الضحية حمل وزارة الصحة مسؤولية تدهور حالتها الصحية وتطورها بشكل خطير دون تدخل جدي لإنقاذ حياتها في ظل تلاعبات و"كذب" أطر طبية حول توفر دواء "تاميفليو 75 ملغ" من عدمه، معتبرا أن مضاعفات المرض خلال أيامه الأولى في جسد الضحية كانت حاسمة في وفاتها.
وأرجع زوج الضحية سبب الوفاة إلى الإهمال الطبي، الذي شاب تعامل الأطر الصحية مع زوجته، وهو نفس الأمر الذي تسبب في مضاعفات صحية للرضيع الذي يرقد إلى حدود كتابة هذه الأسطر في العناية المركزة.
واستحضر الزوج لحظات أليمة خلال متابعة الحالة الصحية لزوجته، لافتا إلى أن الأطر الصحية بمصحتي فاس والدار البيضاء، عاينوا "سعالها الدموي" المضاعف وقدموا لها النصائح بعلاج عبر "زيت الزيتون".
وقبل 24 ساعة عن وفاة الهالكة، أكدت وزارة الصحة أن الوضعية الوبائية لمختلف فيروسات الأنفلونزا الموسمية بالمغرب "جد عادية ولا تدعو للقلق"، وذلك ردا على ما تداولته بعض المنابر الإعلامية حول تسجيل حالات لأنفلونزا الخنازير (اش1ن1) بالمملكة.
وأكد البلاغ، الأحد الماضي، أن الوزارة تقوم بتعزيز المراقبة الوبائية والمخبرية لهذا الداء خلال موسم البرد كل سنة، داعية بهذه المناسبة المواطنات والمواطنين إلى التلقيح ضد هذا المرض، سيما النساء الحوامل كيفما كان عمر حملهن، والأطفال بين 6 أشهر وخمس سنوات، والأشخاص المسنين البالغين 65 سنة فما فوق، والمصابين بأمراض مزمنة.
من جهته، أصدر مستشفى الشيخ خليفة بلاغا يشرح فيه حيثيات وفاة الضحية نتيجة إصابتها بالفيروس، إذ أكد أن المريضة الحامل خضعت لعلاجات بمصحة خاصة في فاس همت المسالك البولية والجهاز التنفسي، قبل إحالتها على مصحة أخرى بالدار البيضاء، لتنقل في الأخير إلى مستعجلات الشيخ خليفة في حالة خطيرة إثر أزمة تنفسية استلزمت إخضاعها للتنفس الاصطناعي، وبعد التشخيص ثبتت إصابتها بفيروس H1N1 المعروف بإنفلونزا الخنازير بعد تحاليل مخبرية، ليتم بعد التأكيد الفيروسي إخبار المديرية الجهوية للصحة ومصلحة الأوبئة والفيروسات بالحالة.
وبعد توصل المستشفى باللقاح المضاد للأنفلونزا (Tamiflu تاميفليو) تم حقن المريضة به رغم أنه يستلزم إعطاؤه للمصاب في 48 ساعة الأولى للإصابة بالفيروس، الوقت الذي تم تجاوزه بكثير قبل إحالة المريضة على مستشفى الشيخ خليفة، وبعد تطور الحالة عمل أطر المستشفى على إخضاع المريضة لعملية قيصرية لإنقاذ جنينها، الذي يخضع للرعاية الطبية والتنفس الاصطناعي.
وأكد المستشفى أن المريضة توفيت أول أمس الاثنين جراء توقف في عمل الرئتين مع سكتة قلبية، مضيفا أن أطقمه بمجرد الاشتباه في إصابة الهالكة بإنفلونزا الخنازير عملت على اتخاذ جميع التدابير الاحترازية لتفادي انتقال الفيروس المعدي.