ربان وأطباء متورطون في تهريب أدوية من الخارج والإجهاض السري
مع
"تهريب أدوية محظورة من دولة إسبانيا واستعمالها في عمليات إجهاض سري، وتحرير وصفات طبية تتضمن بيانات كاذبة"، كانت تلك أهم الجنح التي وجهتها النيابة العامة بالمحكمة الابتدائية لأفراد شبكة مختصة في الإجهاض السري بمراكش، ضمنها ثلاثة أطباء وربان طائرة وخليلته، ومن المقرر أن يمثل المتهمون الخمسة المتابعون في حالة اعتقال، أمام الغرفة الجنحية التلبسية يوم الخميس 23 ماي الجاري.
وجاءت متابعة المتهمين المذكورين، بعد انتهاء محاكمة فتاتين في ملف جنحي تلبسي من أجل الإجهاض السري، حيث تمت إدانة الأولى بشهرين موقوفة التنفيذ والثانية بشهر واحد موقوف التنفيذ، غير أن الشرطة القضائية واصلت تحرياتها في شأن شقة مفروشة، أكدت المتهمتين في إفادتيهما أنهما خضعتا لعملية إجهاض بهذه الشقة، والتي حولها الطبيب المذكور إلى عيادة للقيام بتدخلات طبية غير شرعية.
وقد تمكنت الشرطة القضائية من تحديد هوية المشتبه فيه، والذي ليس سوى طبيبا متدربا يتابع دراسته في السنة الخامسة بكلية الطب والصيدلية بمراكش. كما تمكنت مصالح الأمن من تحديد هوية شريكه الأول، والذي ليس سوى ربان طائرة متدرب لا يتجاوز سنه 24 عاما، ويتابع دراسته بنادي الطيران الملكي بمراكش في سنته الأخيرة قبل التخرج.
إلى ذلك، وبعد إخضاع المشتبه فيهما لمراقبة أمنية دقيقة، تبين أنهما دائما التردد على العلب والنوادي الليلية الراقية بمراكش. كما توصلت مصالح الشرطة القضائية إلى قرائن دامغة تؤكد تورط الاثنين في أعمال غير قانونية، تتمثل في إجراء الأول لعمليات إجهاض سرية، والثاني متورط في جلب أدوية ممنوعة من إسبانيا، خاصة دواء (أرتوتيك)، الذي سبق لوزارة الصحة أن حظرت بيعه منذ قرابة سنة، علما أنه يستعمل كعلاج لأمراض الروماتيزم بينما دأب بعض الأطباء بالمغرب على استعماله في عمليات الإجهاض السري، وهو الدافع الأساسي لحظر بيعه وتوزيعه بالمغرب.
وقد جاء إيقاف المشتبه فيهما، عندما حل الطبيب بمدينة طنجة رفقة الربان وخليلته، قبل أن يعبر الأخير إلى الضفة الشمالية للبحر الأبيض المتوسط، تاركا الخليلة رفقة الطبيب، وعند عودته في اليوم الموالي عبر ميناء طنجة المتوسط، تدخلت مصالح الشرطة وأوقفته متلبسا بكميات من الدواء المحظور.
وخلال البحث الأولي مع الربان بمقر ولاية أمن طنجة، سئل عن أسباب اقتنائه لهذه الكمية من الدواء، ليؤكد لرجال الأمن أنه اقتناها لفائدة والده الذي يعاني من داء الروماتيزم، وأدلى للمحققين بوصفات طبية مختومة من طرف طبيبين داخليين بمدينة مراكش. غير أن مواجهته بمجموعة من المعطيات والقرائن التي تفند إدعاءاته، جعلته ينهار ويعترف بتورطه في شراء هذه الأدوية لفائدة صديقه الطبيب المتدرب، نافيا تلقيه لأية مبالغ مالية مقابل هذه الخدمات، باستثناء أن الطبيب المتدرب دأب على أداء فواتير ما يستهلكه برفقته من خمور بالمطاعم والنوادي الليلية الراقية بالمدينة الحمراء، وهي اللحظات التي عادة ما تكون برفقة فتيات الليل.
واعترف ربان الطائرة بأن علاقته بالطبيب المتدرب جاءت بالصدفة، حيث كانا يلتقيان بالنوادي الليلية، قبل أن تتطور علاقتهما، ومن أجل إيجاد مبالغ مالية كافية للإنفاق على سهراتهما الليلية، عرض عليه الطبيب المتدرب أن يجلب الأدوية التي يحتاجها في عمليات الإجهاض من خارج المغرب، مستغلا سفره الدائم إلى الخارج، فيما تولى طبيبان داخليان تحرير الوصفات الطبية الخاصة بهذه الأدوية باسم والده، والتي تمكنه من اقتنائها من خارج المغرب، ليسلمها إلى الطبيب المتدرب الذي يستعملها في عمليات الإجهاض السري.
وعن علاقة الربان بالخليلة التي تكبره بسبع سنوات، أكد للشرطة القضائية أن علاقة جنسية جمعتهما نتج عنها حمل، ما جعله يعرض عليها عملية إجهاض على يد صديقه الطبيب المتدرب.
طبيب يعترف باقتناص الراغبات في الإجهاض من العلب الليلية مقابل 4000 درهم
وبعد إيقاف الطبيب المتدرب، اعترف لمصالح الأمن أنه خلال الثلاث سنوات الأخيرة أجرى ما لا يقل عن 25 عملية إجهاض، وأنه كان يتقاضى عن كل عملية ما بين 3000 و4000 درهم. كما اعترف أن أغلب زبوناته من بنات الليل، حيث اعتاد على اصطيادهن من داخل العلب والنوادي الليلية الراقية بمراكش.
إلى ذلك، ومن أجل استكمال البحث، تم نقل الطبيب المتدرب والربان وخليلته إلى مقر الشرطة القضائية بمدينة مراكش، قبل أن يجري إيقاف الطبيبين الداخليين المتورطين في تحرير وصفقات طبية وتضمينها بيانات كاذبة لتتم إحالة الجميع على النيابة العامة، والتي تابعتهم في حالة اعتقال، حيث وجهت للطبيب والربان تهمة الإجهاض وتهريب أدوية محظورة، بينما تابعت الطبيبين الداخليين من أجل المشاركة في الإجهاض وتزوير شهادات طبية مع تضمينها بيانات غير صحيحة، بينما تمت متابعة خليلة الربان من أجل الموافقة على الإجهاض.