مدمنون يقطعون طريقا بسبب اختفاء أدوية الإدمان بمركز طبي بطنجة
مع Télé Maroc
أقدم العشرات من المدمنين، أول أمس الاثنين، على قطع الطريق العمومية بمنطقة الجيراري بمقاطعة بني مكادة بطنجة، إثر اختفاء الأدوية التي يتناولونها بشكل دوري والتي يتزودون بها من مركز بالمقاطعة نفسها، ما جعل المصالح الأمنية تتدخل لمنعهم من الاستمرار في عرقلة حركة السير، وهو ما حدا بهم بعد ذلك للتوجه إلى أمام مركز طب الإدمان القريب من عين المكان حيث تم إخبارهم أن بعض الأدوية غير متوفرة في الوقت الراهن. وعاد هؤلاء المدمنون إلى التهديد بحرق المركز الطبي المتواجد بقلب بني مكادة، سيما وأنهم غالبا ما يكونون تحت تأثير الهلوسة بسبب عدم تناولهم لهذه الأدوية، ما يمكن أن يدفعهم لارتكاب بعض الحماقات.
وتسائل هذه الاحتجاجات المتكررة ميزانية تم رصدها سابقا تبلغ نحو 330 مليون سنتيم، في إطار اتفاقية شراكة تجمع عددا من المؤسسات بما فيها مجلس الجهة لتطويق الظاهرة، بعدما أضحى الضحايا يتقاطرون على هذه المؤسسات المتعلقة بطب الإدمان بشكل كبير.
وأكدت بعض المصادر أن هذا الأمر يكشف عن عجز مستشفى الرازي للأمراض العقلية عن مواجهة هذه الظاهرة، سواء عبر التحسيس أو استقبال الضحايا، حيث إن الاتفاقية الموقعة أخيرا بطنجة أظهرت أن الدعم الذي تخصصه الدولة موجه بالأساس إلى خمسة مراكز، أحدها تسيره جمعية، وآخر يتواجد بمدينة تطوان، في وقت كان لزاما أن يتكفل المستشفى المعني، عبر ميزانية وزارة الصحة، بكل الحالات بالمدينة. ووفق المصادر، فإن هذا الأمر أظهر مجددا ما يشبه فراغا واضحا من حيث مستشفى الطب النفسي بطنجة، سيما وأن تقارير رسمية كشفت عن غياب نية توسيع المستشفى الحالي، مع العلم أنه يعتبر المؤسسة الصحية الوحيدة بالشمال التي تستقبل المئات من المرضى النفسانيين والمدمنين، فيما كانت وزارة الصحة والحماية الاجتماعية أعلنت، أخيرا، أن مخطط إحداث مستشفى جديد بطنجة، في ظل رصد انتشار المشردين والمدمنين، غير حاضر لديها في الوقت الراهن، وأن مستشفى الرازي، هو الآخر، خارج دائرة الوزارة من حيث إعادة التأهيل، باستثناء ما تم رصده أخيرا من لدن جماعة طنجة بتعليمات من الداخلية بغرض إعادة تأهيل بعض أجنحته.
هذا ويتم توجيه غالبية المرضى إلى طنجة، في وقت أضحت أصيلة، التي تعرف نسبا كبيرة في الإدمان، هي الأخرى غير متوفرة على مستشفى خاص، إذ تلقت المصالح الحكومية، أخيرا، مطالب بالعمل على إخراج مركز لعلاج الإدمان بمدينة أصيلة، وذلك في ظل تسجيل ارتفاع أعداد المدمنين بشكل سنوي بكل المدن الجهوية لطنجة.