الهوية البصرية الجديدة لأكادير تخلق الجدل
مع تيلي ماروك
أثار الكشف عن (لوغو) الهوية البصرية الجديدة لمدينة أكادير موجة غضب داخل المدينة، اتحدت كلها في رفض الشعار الجديد الذي تم الكشف عنه قبل يومين خلال اجتماع رسمي بمقر الولاية، بحضور والي الجهة أحمد حجي، باعتباره رئيس المجلس الإداري لشركة التنمية المحلية «أكادير سوس ماسة تهيئة» التي أشرفت على الشعار الجديد.
وبحسب تصريحات متطابقة لعدد من فعاليات المدينة، فقد اعتبر بعضهم أن الشعار الجديد لا يمثل مدينة الانبعاث في شيء، فيما ذهب بعضهم إلى حد التساؤل عن الغاية من اعتماد شعار جديد بدل القديم الذي كان متعارفا عليه منذ 12 سنة خلت ولا يوجد مسوغ حاليا لتغييره، خصوصا في ظل الظرفية الحالية التي تعتبر استثنائية، فيما طرف ثالث، اعتبر هذا الشعار بعيدا كل البعد عن القيمة الحضارية والمعمارية والأمازيغية لمدينة أكادير، بل حتى اسم المدينة غير واضح فيه. وذهب البعض أيضا إلى حد اعتبار أن الشعار الجديد قد يكون منقولا عن شعار مدينة القاهرة المصرية في نمط الخط والتصميم والشكل وطريقة الكتابة.
من جانبه، أشار عضو جماعة أكادير آدم بوهدما، إلى أن «هذا «اللوغو» سقط سهوا، فالمجلس الجماعي هو الذي يجب أن يقرر في الهوية البصرية للمدينة، وليست أي جهة أخرى». وفي هذا الصدد أبرز المستشار الجماعي بوهدما «نحن فوضنا لشركة التنمية المحلية (أكادير سوس ماسة تهيئة)، عندما صادقنا في مجلس الجماعة الترابية على مقرر إحداثها، القيام بأشغال ومشاريع ضمن برنامج التنمية الحضرية وتتبع تنفيذها فقط». وأبرز العضو الجماعي، أن تغيير الهوية البصرية ستكون له تداعيات مالية كبيرة جدا، بحيث إن ذلك «سيكلف مبالغ مالية كبيرة لعدد من المؤسسات، بحيث إن الجماعة مثلا، ستضطر إلى تغيير عدد من الأعمدة الكهربائية التي نقش فيها الشعار القديم، وأيضا مجموعة من الحواجز الحديدية المثبت فوقها الشعار القديم».
من جهتها، أوضحت ولاية جهة سوس ماسة، في بلاغ للصحافة، أن مشروع تجديد شعار مدينة أكادير جاء «ليمثل تطورها نحو دينامية جديدة، ويقوي العلامة الترابية للمدينة»، التي شهدت «منذ فترة إعادة بنائها في ستينيات القرن الماضي، توسعا سريعا حولها من مدينة ساحلية صغيرة إلى مركز حضري بالغ الأهمية، وتستعد اليوم لأخذ مكانها بين كبريات حواضر المملكة، حيث عرف تطورها بالفعل تحولا تاريخيا جديدا بعد الخطاب الملكي بمناسبة الاحتفال بالذكرى 44 للمسيرة الخضراء في 6 نونبر 2019، الذي أكد على الموقع المركزي لمدينة أكادير في البلاد، والذي تلاه إطلاق برنامج تنميتها الحضرية 2020- 2024، تحت الرئاسة الفعلية للملك محمد السادس». وأوضحت ولاية الجهة أن الشعار الجديد يحمل توقيع الفنان التشكيلي المغربي محمد المليحي «الذي اعتمد في بحثه عن هوية جديدة لأكادير، على قوة رموز الثقافة الأمازيغية بسوس ماسة، مستحضرا مع ذلك الإشارة إلى التجديد الرامي إلى الارتقاء بالمدينة إلى مرتبة الحاضرة التنافسية المستقبلية بالمملكة».