هكذا تتصدى عناصر الأمن والدرك لشبكات الهجرة السرية في زمن كورونا
مع تيلي ماروك
علمت «تيلي ماروك» من مصادر جيدة الاطلاع، أن مصالح الأمن الوطني والدرك الملكي نجحت، خلال مدة زمنية لا تتجاوز 72 ساعة، في إحباط حوالي سبع محاولات للهجرة السرية، بكل من عمالات وأقاليم الصويرة، القنيطرة والدار البيضاء، حيث تمكنت من تفكيك شبكات متخصصة في الاتجار بالبشر وتنظيم الهجرة السرية، واعتقال متزعمي هذه الشبكات ووسطاء، في انتظار إيقاف باقي المتورطين الذين تم تحديد هوياتهم الكاملة من طرف الأجهزة الأمنية. وبالمقابل أفادت مصادر خاصة، بأن عناصر الأمن والدرك أحالت بالتزامن مع هذه الاعتقالات والإيقافات شخصين مبحوث عنهما على الصعيد الوطني في قضايا الهجرة والاتجار بالبشر، وذلك بكل من سلا والخميسات، حيث تمت إحالتهما على الوكيل العام للملك، صباح أول أمس السبت.
الصويرة.. الملاذ الجديد
على غير العادة، حاولت بعض الشبكات المتخصصة في مجال الهجرة السرية، استغلال هدوء شواطئ الصويرة، التي ظلت منذ سنوات بعيدة عن هذه الأنشطة الإجرامية، قبل أن تتصدى مصالح عبد اللطيف الحموشي لواحدة من هذه المحاولات، بإيقاف شخص ثلاثيني يحمل جنسية إفريقية، وهو من ذوي السوابق القضائية في الميدان نفسه بجهات الشمال والغرب. وتمكنت عناصر الشرطة بالمنطقة الإقليمية لأمن مدينة الصويرة، من إيقاف المتهم المنحدر من إحدى دول إفريقيا جنوب الصحراء، وذلك بعد تورطه في قيادة شبكة إجرامية تنشط في تنظيم الهجرة غير المشروعة والاتجار بالبشر.
وأسفرت عملية التفتيش المنجزة بمنزل المشتبه فيه عن حجز زورق مطاطي ومحرك بحري وبوصلة وأربع مضخات وكمية من البنزين، علاوة على ضبط مرشح للهجرة السرية بداخل المسكن ذاته، بعدما كان يستعد للتحضير لعملية للهجرة غير المشروعة عبر المسالك البحرية.
وتأتي هذه العملية الأمنية على خلفية الأبحاث والتحريات المنجزة في قضية تتعلق بتنظيم الهجرة غير المشروعة والاتجار بالبشر، تم خلالها ضبط 23 مرشحا للهجرة السرية ينحدرون من دول إفريقيا جنوب الصحراء، كانوا يستعدون للإبحار عبر رحلة منظمة أعد المتهم الإفريقي كل تفاصيلها، بتنسيق مع وسطاء مغاربة يجري البحث عنهم. ومباشرة بعد هذه العملية، نجحت عناصر الشرطة القضائية بالصويرة أيضا في إحباط محاولة تهجير مماثلة، حيث ترصدت لمنزل بمنطقة الغزوة المحاذية للمدينة مشتبه في احتضانه عشرات الشباب القادمين من مدن تقع بين محور البيضاء والعرائش، في انتظار تهجيرهم عبر إحدى الواجهات البحرية الكائنة بضواحي الصويرة، وقد تم عرض المتهمين وكذا الشباب الراغبين في الهجرة إلى أوروبا بمن فيهم القاصرون على النيابة العامة المختصة.
شواطئ منطقة الغرب المغرية
في إطار المحاولات التي تستهدف تهجير عشرات الشباب المغاربة إلى الخارج بشكل سري، تمكنت عناصر الشرطة القضائية بالمنطقة الإقليمية للأمن بالمهدية بمدينة القنيطرة، بناء على معلومات دقيقة وفرتها مصالح المديرية العامة لمراقبة التراب الوطني، مساء الجمعة الماضي، من إيقاف شخصين يبلغان من العمر 29 و43 سنة، وذلك للاشتباه في ارتباطهما بأعمال الوساطة ضمن شبكة إجرامية تنشط في تنظيم الهجرة غير المشروعة والاتجار في البشر.
وتم إيقاف المشتبه بهما في إطار الأبحاث والتحريات المنجزة، على إثر إحباط مصالح الشرطة لمحاولة للهجرة غير المشروعة عبر المسالك البحرية، صباح اليوم نفسه، والتي كانت قد أسفرت عن إيقاف مجموعة من المرشحين للهجرة السرية، وحجز قاربين تقليديي الصنع ومحرك بحري و200 لتر من المحروقات.
وتم إخضاع المشتبه فيهما لتدبير الحراسة النظرية رهن إشارة البحث، الذي يجري تحت إشراف النيابة العامة المختصة، وذلك للكشف عن جميع ظروف وملابسات هذه القضية، وكذا إيقاف كافة المتورطين المفترضين في ارتكاب هذه الأفعال الإجرامية.
وغير بعيد عن القنيطرة، ضربت مصالح الدرك الملكي بقوة في معامل الهجرة السرية بالغرب، وتحديدا بشواطىء مولاي بوسلهام وسيدي محمد الحمر على مستوى البحارة أولاد عياد، ثم الواجهة البحرية الواقعة بين مولاي بوسلهام والعرائش.
وحسب معطيات حصرية، فقد نجحت عناصر الدرك بالمركز الترابي سيدي محمد لحمر، بتنسيق مع حرس الشواطئ، في إيقاف 11 شابا مرشحا للهجرة السرية كانوا يستعدون للرحيل عبر زورق مطاطي من الحجم المتوسط، جرى حجزه واعتقال سائقه، في انتظار إيقاف منظم هذه الرحلة التي تم إحباطها ليلا. وفي عملية مماثلة أجهض تنسيق أمني محكم بين مصالح الدرك الملكي بمولاي بوسلهام والعرائش، محاولة تهجير 24 شخصا ينحدرون من مناطق الشمال والغرب، بينهم سيدات وأطفال، وقد تم تحديد هويات منظمي هذه الرحلة، قبل أن تتمكن مصالح الدرك الملكي بالقنيطرة من إيقافهم. وتجدر الإشارة إلى أن القيادة الجهوية بالقنيطرة التي عين على رأسها أخيرا الكولونيل ماجور أفروخ قادما إليها من الصويرة، عقدت اجتماعات متواصلة مع كل مسؤولي السرايا والمراكز الترابية بمنطقة الغرب، من أجل تدارس مخططات أمنية حاسمة لمواجهة مافيات المخدرات والهجرة السرية ونهب الرمال، التي تنشط بمنطقة الغرب، وتحديدا بضواحي مولاي بوسلهام وسيدي محمد لحمر والمهدية، ثم المنطقة الموجودة على خط التماس مع العرائش والعوامرة.
شواطئ البيضاء في زمن كورونا
بعد تسجيل ضعف وغياب الأنشطة الإجرامية المرتبطة بالهجرة السرية بشواطئ العاصمة الاقتصادية، خلال السنوات الأخيرة، عادت شبكات الهجرة السرية إلى شواطئ البيضاء مجددا مع جائحة كورونا، وقد تمكنت عناصر الأمن الوطني بمنطقة أمن سيدي البرنوصي بمدينة الدار البيضاء، مساء الجمعة الأخير، من إجهاض عملية للهجرة السرية عبر المسالك البحرية، بعدما تم ضبط تسعة مرشحين كانوا يستعدون للهجرة بطريقة غير مشروعة.
وقد تم إيقاف المعنيين بالأمر بشاطئ «النحلة» التابع لمنطقة البرنوصي، وذلك في عملية أمنية مكنت من حجز قارب مطاطي مزود بمحرك سريع، ومجموعة من سترات النجاة البحرية، وثمانية براميل تحتوي على 240 لترا من البنزين.
وقد تم إخضاع الموقوفين للأبحاث التمهيدية الضرورية التي تجريها فرقة الشرطة القضائية تحت إشراف النيابة العامة المختصة، فيما تتواصل الأبحاث والتحريات من أجل إيقاف المتورطين المفترضين في تنظيم هذا النشاط الإجرامي، بعد أن تم تحديد هوياتهم الكاملة.
وبالتزامن مع هذه العمليات الأمنية المهمة، التي تصدت من خلالها مصالح الدرك الملكي والأمن الوطني للعديد من شبكات الاتجار بالبشر والهجرة السرية، علمت «تيلي ماروك» أن فرقة مكافحة العصابات التابعة للشرطة القضائية بأمن سلا أحالت، نهاية الأسبوع الماضي، بارونا للهجرة السرية من مواليد 1985، كان موضوع مذكرة بحث على الصعيدين المحلي والوطني، على أنظار الوكيل العام للملك، الذي أحاله على قاضي التحقيق من أجل تعميق البحث معه حول التهمة المنسوبة إليه، والمتعلقة بالاتجار بالبشر وتنظيم وتسهيل تهجير شباب وقاصرين مغاربة خارج تراب الوطن بطرق غير شرعية تهدد سلامتهم.
كما تمكنت عناصر الشرطة القضائية بالخميسات، نهاية الأسبوع المنصرم، من إيقاف شخص يتزعم شبكة للتهجير السري بمنطقة زمور، من مواليد الثمانينات وهو من ذوي السوابق القضائية، وتمت إحالته على الوكيل العام لدى محكمة الاستئناف بالرباط وكذا قاضي التحقيق، من أجل متابعته جنائيا بتهم تسهيل خروج أشخاص بصفة سرية خارج أرض الوطن، والمشاركة في النصب والسرقة وإخفاء المسروق.